بعد إنجاب طفلك عزيزتي الأم تتغير الحياة بالنسبة لكي بشكل كبير حيث قومتي بإحضار إنسان لهذا العالم بعد مرورك بالعديد من المراحل الهامة والصعبة، ففي ذلك الوقت يحذرك الجميع من توقع نوم أقل والمزيد من التوتر، والإرهاق البدني والعقلي، بحكم التغيرات الواضحة والملموسة للأحوال الجديدة، ولكن هل أمتد الأمر للوضع ليشمل التغيرات الجسمانية أيضا وبالأخص ما يحدث لمنطقة المهبل من إختلافات عن سابق العهد. هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور القادمة .
التغيرات المهبلية بعد الولادة
ستواجه كل امرأة بعض التغييرات المهبلية بعد فترة الولادة، فمن الطبيعي ألا يظل الأمر في هذه المرحلة مثل مرحلة ما قبل الحمل والولادة، ولكن يجب العلم أن هذا يعتبر صعودي، فعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن تبدو الأوضاع مختلفة في منطقة المهبل، إلا أن معظم هذه التغييرات تهدأ مع عودة إنتاج الهرمونات ووظائف الجسم الأخرى إلى مستوياتها المعتادة قبل الحمل.
ما هي أهم التغيرات التي تحدث للمهبل بعد الولادة؟
أولا: إتساع المهبل ومرونته
بعد ولادة الأم، وإنجاب طفل، من الطبيعي أن يحدث إسترخاء في عضلات قاع الحوض وفقدان القليل من التوتر مما يساعد ذلك في جعل المهبل يصبح في حالته الأكثر، خاصة في السنة الأولى بعد الولادة.
يعتمد مدى اتساع، ومرونة المهبل على العديد من العوامل، بما في ذلك المدة التي تم قضاؤها في المخاض وحجم المولود حيث يعتبر هذا التغيير من غير المرجح أن يصيب النساء الذين يولدون عن طريق العملية القيصرية لأن الطفل لم يخرج من منطقة المهبل.
في العموم إذا كان هذا الشعور يزعجك عزيزتي، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها للعمل على علاج ذلك أهمها القيام بتمارين كيجل التي تعرف بـتمارين القوة التي تعمل على شد عضلات الحوض، حيث يكون أداء هذه التمارين بانتظام لكي تقوم بالمساعدة على العودة إلى الشعور الطبيعي بالمهبل مع مرور الوقت.
يجب العلم إن الحفاظ على وزن صحي، والقيام بالعناية بالصحة بشكل عام سيساعد المهبل أيضا على العودة إلى حجمه المعتاد والطبيعي.
ثانيا: جفاف المهبل
مشكلة جفاف المهبل هي واحدة من أكثر الشكاوى شيوعا من الأمهات الجدد وذلك خلال فترة الرضاعة حيث تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين بجسم المرأة، ومن ثم حدوث مشكلة جفاف المهبل بشكل مرهق. فالجدير بالذكر أن هذا الهرمون يلعب دورا فعالا في الحفاظ على تزييت المهبل ومرونته وسمكه حيث يمكن أن تسبب المستويات المنخفضة جدا من هرمون الاستروجين ترقق وتجفيف والتهاب جدران المهبل.
نظرا لأن هذا الهرمون مرتبط بالرضاعة الطبيعية، فإن جفاف المهبل عادة ما يكون حالة مؤقتة، وبمجرد التوقف عن الرضاعة واستئناف الدورة الشهرية، ترتفع مستويات هرمون وتميل الأمور في العودة إلى طبيعتها”.
في العموم إذا كنتي ترغبين في القيام بممارسة مهامك الجنسية مرة أخرى مع شريك حياتك، وتجدين أن الجفاف يجعل الوضع في حالته الصعبة فمن الممكن في ذلك الوقت اللجوء إلى إستخدام زيوت التشحيم المهبلية الطبية، وإذا كانت هذه الزيوت لا تقوم بتأدية الغرض على أكمل وجه فيجب في ذلك الوقت التوجه إلى طبيب أمراض النساء المختص، وهذا للحصول على كريم مهبلي بوصفة طبية من هرمون الاستروجين.
ثالثا، الآلام والوجع
تعتبر ولادة طفل من الأمورالقاسية جدا على المهبل بحيث يمكن أن تسبب تمزق في الأنسجة المحيطة حيث أنه عادة ما يتم خياطة أي توسيعات في هذه المنطقة بغرز قابلة للذوبان فور خروج الجنين. لكن التعافي من الألم والصدمة قد يستغرق بعض الوقت، خاصة إذا كان التمزق لا يشمل الجلد فقط، بل العضلات أيضا.
يمكن أن تشعرين عزيزتي الأم أن هذه المنطقة تعاني من عدم الارتياح إلى حد ما، وهذا يحدث لبعض الوقت، فعلى الرغم من أنها تتحسن في غضون أسابيع قليلة إلا أنه يجب العمل على إتباع خطوات علاجية مساعدة للعمل على تحسن هذا مثل الجلوس في حوض استحمام دافئ لتقليل الشعور بالتورم والألم.
إذا تتطلب الأمر فمن الممكن إستخدام بعض مسكنات الألم المعتادة والتي تحتوي على مواد الإيبوبروفين أو النابروكسين لكي نخفف الشعور بهذه الآلام.
رابعا: تغيرات اللون ف منطقة المهبل
يجب أن تعمل المرأة على تجنب الإنزعاج فترة ما بعد الولادة إذا لاحظت حدوث بعض التغيرات في لون الفرج، والمنطقة الواقعة خارج القناة المهبلية مباشرة والتي تشمل الشفرين والبظر والعجان (الجلد بين المهبل والمستقيم) فهذا يعتب أمر طبيعي في ذلك الوقت.
يجب معرفة أن هذه المناطق تخضع لتغيرات صبغية ليس فقط بسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل ولكن أيضا بسبب التندب أو تمزق الإصلاحات الجراحية بعد مرحلة الولادة، حيث أنه بشكل عام، يصبح اللون في صورة أغمق.
يمكن أن تؤثر الهرمونات على حدوث تغيرات اللون التي تحث للنساء اللاتي خضعن لعمليات الولادة القيصرية أيضا. عموما سواء حدثت هذه التغيرات بعد الولادة الطبيعية المهبلية أو الولادة القيصرية، فقد تتلاشى بقدر الأمكان مع مرور الوقت، لكنها عادة لا تختفي إلى الأبد.
خامسا: التفريغ الدموي
لن تكتمل معرفة المزيد عن قصة التغيرات المهبلية بدون القيام بذكر مشكلة الإفرازات سواء كانت عملية الولادة تمت بجراحة قيصرية أو ولادة طبيعية، حيث أن المهبل سوف يقوم بإفراز شيئا من الرحم يسمى الهلابة، وهو عبارة عن مزيج من الدم والمخاط والسوائل، وعادة مع حلول ستة أسابيع بعد الولادة ، يكون هذا الأمر قد إنتهى إلى حد ما.
في الغالب لا يوجد سبب للقلق من الهلابة ما لم تكن مصحوبة بأعراض أخرى مثل الرائحة الكريهة، أو الشعور بالألم أو الحكة، فبمجرد بدء عملية الإباضة مرة أخرى واستئناف الدورة الشهرية، ستبدأ الإفرازات في الظهور بشكلها الطبيعي المعتاد.