ترتبط آلام الرقبة والكتف بهياكل العظام والمفاصل، لذلك عند الرغبة في التعافي من هذه الحالة المرضية إلى جانب تناول الأدوية والعلاج الطبيعي، فمن الضروري علينا أن نعمل على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن يعطي الأولوية للأطعمة المضادة للالتهابات والمعادن الأساسية للعظام والمفاصل حيث يكمن أن يساهم هذا الأمر بصورة رئيسية في تحسين هذه الحالة المزعجة. بمزيد من التوضيح وذكر للمعلومات، فسوف نقوم اليوم من خلال مقالنا التالي بالتعرف على أهم العناصر الغذائية ذات الدور الفعال في العمل على تخفيف آلام الرقبة والكتف قدر الإمكان.
آلام الرقبة والكتف
تعد آلام الرقبة والكتف هي عبارة عن حالة تكون فيها عضلات الرقبة تشنجية، مما يسبب هذا الأمر الكثير من مشاعر الألم والحركة المحدودة وبالأخص عند قلب الرقبة أو الرأس. فالجدير بالذكر أن الأشخاص المعرضون لهذه المشكلة هم الأشخاص الذين يجلسون كثيرا، أو يقومون بأعمال مكتبية، أو يقودون سيارة أو من يعملون غالبا بوضعية ثابتة ومستقرة.
من الهام معرفة أن آلام الرقبة والكتف لا تجعل المرضى يشعرون بالتعب وعدم الارتياح فقط، بل إنها أيضا تؤثر على أنشطتهم .بالإضافة إلى أنها أحد أهم العلامات التحذيرية للعديد من أمراض العظام والمفاصل الخطيرة مثل داء الفقار العنقي وأقراص عنق الرحم المنفتقة والنتوءات الشوكية.
لذلك، يجب علينا عدم التغافل عندما تكون هناك مظاهر لآلام الرقبة والكتف حيث أنه من الضروري أن يتم الذهاب إلى المؤسسات الطبية المتخصصة لتحديد السبب والعمل على تلقي العلاج الصحيح. فالجدير بالذكر أن طرق العلاج تشمل عادة الجمع بين تناول الأدوية والعلاج الطبيعي وتدابير إعادة التأهيل، وإذا لزم الأمر يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي.
يجب على المرضى اتباع تعليمات الطبيب بدقة، وتجنب إيقاف العلاج بشكل تعسفي في حالة إنخفاض الألم. إلى جانب هذا فمن الهام أيضا أن يتم الحد من الالتواءات القوية في العمود الفقري العنقي لأن هذا الأمر قد يسبب ضررا إضافيا للعصب. بالإضافة إلى تجنب الاستلقاء أو الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة جدا حيث يمكن أن يتسبب هذا في أن تصبح عضلات منطقة الرقبة تشنجية وأقل مرونة.
أهمية الغذاء للأشخاص الذين يعانون من آلام الرقبة والكتف
ترتبط آلام الرقبة والكتف ببنية العظام والمفاصل، لذلك بالإضافة إلى استخدام العقاقير وطرق العلاج الطبيعي الأخرى، فإن اتباع نظام غذائي متوازن، وإعطاء الأولوية للأطعمة المضادة للالتهابات والمعادن اللازمة للعظام والمفاصل يمكن أن يحسن هذه الحالة المرضية أيضا، ويعزز صحة العظام والأعصاب والأنسجة الضامة، مما يقلل هذا بشكل فعال من الالتهاب ويخفف الألم.
في النظام الغذائي اليومي، يجب إعطاء الأولوية لبعض الأطعمة مثل الخضروات الخضراء والفواكه الطازجة والأسماك الدهنية والمكسرات والبذور والفاصوليا والحبوب الكاملة وبعض التوابل العشبية والدهون الصحية، والعمل قدر الإمكان على الحد من تناول الأطعمة الدهنية والسكرية والأطعمة المصنعة والمنشطات مثل منتجات الكحول والتبغ، وهذا للمساعدة في تقليل الالتهابات بشكل طبيعي ، وتعزيز عملية الشفاء في الجسم.
إقرأ أيضا: 4 نصائح لعلاج إصابات الرقبة في المنزل بشكل فعال
العناصر الغذائية الأساسية لمن يعانون من آلام الرقبة والكتف
أولا: الأطعمة المضادة للالتهابات
لمكافحة الالتهابات قد يتطلب هذا الأمر ضرورة القيام بإستخدام الأدوية المضادة للالتهابات، ولكن استخدام العلاجات الطبيعية هو أيضا فعال جدا حيث أظهرت بعض الأبحاث أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المضادة للالتهابات لا يساعد فقط في تقليل الألم والالتهابات، ولكن أيضا يجعل أجسامنا في حالة أكثر صحة.
تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة المضادة للالتهابات على محاربة الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا، مما يساعد هذا على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهاب، بما في ذلك تلك المتعلقة بهشاشة العظام.
بعض الأطعمة الشائعة ذات التأثيرات المضادة للالتهابات تشمل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات A ، B ، C ، E. والدهون الصحية مثل الخضروات وزيت الزيتون والتوت والحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك الدهنية.
ثانيا: الأطعمة الغنية بالكالسيوم
يشارك الكالسيوم في نمو العظام وترميمها وتجديدها ، ويساعد على التئام الأضرار التي لحقت الغضاريف والمفاصل التالفة حيث أنه يلعب دورا فعالا في تخفيف الألم قدر الإمكان. لذلك، تعد هذه المجموعة الغذائية من أهم المجموعات الموصى بها للأشخاص الذين يعانون من آلام الرقبة والكتف.
لتجديد محتوى الكالسيوم الضروري للجسم، يجب على المرضى استخدام الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومنتجات الألبان والخضروات الورقية الخضراء والسردين والمكسرات والجبن والبقوليات واللوز.
ثالثا: الأطعمة الغنية بفيتامين د
لكي يمتص الجسم الكالسيوم بشكل فعال، فمن الضروري علينا أن نقوم بالعمل على تناول مكملات فيتامين (د) الكافية. فيجب العلم أن أفضل مصادر فيتامين (د) هنا تتمثل في السلمون والرنجة والسردين وزيت كبد سمك القد وصفار البيض والحبوب ودقيق الشوفان وحليب الصويا.
رابعا: الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم
يعتبر المغنيسيوم من أهم المعادن المغذية حيث أنه يعد هاما جدا في العديد من عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. بالإضافة إلى إمكانية قيامه بدورا فعال عندما يحل محل الكالسيوم في نقل وتمعدن تكوين العظام، ودمج المواد المعدنية. فيجب العلم أن العديد من نتائج الأبحاث قد أظهرت أن نقص المغنيسيوم هو أحد أسباب آلام هشاشة العظام وآلام الرقبة والكتف.
للحصول على ما يكفي من المغنيسيوم في أنظمتنا الغذائية، فمن الضروري أن نعمل على تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل المأكولات البحرية واللحوم والخضروات الورقية الخضراء الداكنة والفاصوليا والسمسم والفول السوداني والحبوب الكاملة والمكسرات.
خامسا: الأطعمة الغنية بفيتامين C
فيتامين C هو فيتامين قابل للذوبان في الماء يعمل كمضاد للأكسدة، ويلعب دورا مهما في الوظيفة المناعية داخل الجسم. بالإضافة إلى دوره الفعال في تكوين الكولاجين، مما يساعد هذا في الحفاظ على سلامة العضلات والأوتار والعظام والجلد، وإعادة بناء الأنسجة التالفة بشكل أسرع بعد الإصابة.
تشمل أغنى المصادر الغذائية لفيتامين C الحمضيات والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والفلفل الحلو والبطيخ والفراولة والبروكلي.
سادسا: الأطعمة الغنية بالألياف
عند القيام بتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف، فسوف ينتج عن هذا الأمر طرد السموم من الجسم وتحسين عملية الهضم وزيادة التمثيل الغذائي للمواد. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الألياف أيضا على الحفاظ نحو الحفاظ على صحة العظام والمفاصل، ودعم فقدان الوزن ، وتقليل الضغط على العمود الفقري الذي يؤدي إلى الشعور بالألم. إلى جانب تقليل الالتهابات والتورم.
المصادر الغذائية الغنية بالألياف غنية جدا وتشمل الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة مثل الخضراوات الورقية الخضراء والجزر والبروكلي والتوت والموز والتفاح والشوفان والعدس والبازلاء والحمص.
رابعا: أحماض أوميغا 3 الدهنية
تلعب أوميغا 3 دورا مهما في الوقاية من الالتهابات داخل الجسم. فالجدير بالذكر أنه يكسر الجسم هذه الأحماض، فإنه يقوم بإستخدامها لصنع مركبات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. وبالتالي، فهو يساعد على تقليل الالتهاب ويحمي الخلايا من التلف، ويحسن من وجع وتشنج العظام والمفاصل.
يجب العلم أن أجسامنا لا تقوم بإنتاج الأوميغا 3 من تلقاء نفسها، ولكنها تحتاج إلى تكميلها من خلال النظام الغذائي حيث أنها تعد وفيرة في الأسماك الدهنية مثل (الأنشوجة والرنجة والسلمون والماكريل)، والأطعمة النباتية مثل بعض المكسرات والجوز والزيوت النباتية.