يعاني الكثير منا من مشكلة إختلال النوم المسماه أيضا ب “إضطرابات النوم” فهذا الإضطراب يعتبر إحدى المشكلات العقلية الخاصة بأنماط نوم الإنسان حيث في بعض الأوقات يشكل هذا الخلل بعض المشاكل الخطيرة لدرجة تتعارض مع عمل الاجهزة الحيوية المتواجدة بالجسم، ومن ضمن هذه المشكلات هو “إضطراب فرط النوم” الذي يحدث عندما يحصل الإنسان على مقدار كبير من النوم الغير مسبب مما يؤدي إلى حدوث المشاكل أثناء وقت العمل، والقيادة، والتخاذل في أداء المهام اليومية. لذلك سوف نقوم اليوم بالتعرف على هذا الإضطراب، وأسباب حدوثه، والعمل على إيجاد بعض الحلول لهذه المشكلة.
ما هو إضطراب فرط النوم؟
إضطراب فرط النوم هو مرض يحصل فيه الشخص على الكثير من ساعات النوم أثناء فترات النهار، ويحدث ذلك حتى بعد الحصول على ليلة من النوم الجيدة. يمكن للأفراد الذين يعانو من هذا المرض أن ينامو في أي وقت مثل أوقات العمل، أو القيادة، فهناك نوعان أساسيان من فرط النوم، وهما الإبتدائي، والثانوي حيث يعتبر وجود فرط النوم من النوع الأول المسمي بالإبتدائي لا يسبب أي مشاكل صحية خطيرة، ولكن أعراضه يظهر فيها المزيد من التعب، والإجهاد.
بالنسبة للنوع الثاني المسمى بفرط النوم الثانوي فيحدث بسبب بعض الأمراض أهمها مرض باركنسون، والفشل الكلوي، وانقطاع النفس المنزلق، ففي حالة زيادة هذه المشكلة يصبح الموقف خطيرا بالنسبة للأشخاص الذي يعانو من هذا الإضطراب. لذلك، يفضل العلاج بشكل ضروري في الوقت المناسب، وعدم تجاهل أي من الأعراض، التي يمكن من خلالها فهم الحالة الأولية، والإنتباه لإيجاد الحلول لمناسبة لها.
ما مدى شيوع إضطراب فرط النوم؟
يعتبر إضطراب فرط النوم من الأمراض التي تصيب الرجال أكثر من النساء حيث أن الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من هذه المشكلة فعند الشك في الإصابة بهذا المرض يجب الإتصال الفوري بالطبيب المختص أو زيارته بشكل مباشر للحصول على المزيد من المعلومات حول هذه المشكلة.
ما هي أعراض إضطراب فرط النوم؟
أهم أعراض هذا الإضطراب هو الشعور المستمر بالتعب، والإجهاد الشديد في الجسم حيث أن الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة يرغب في النوم طوال اليوم مع التثاوب المستمر أيضا، وهذا يحدث حتى بعد النوم لفترة طويلة، ومع مرور الوقت، تبدأ أعراض فرط النوم في الظهور، وأهم هذه الأعراض ما يلي:
- القلق الشديد
- الإزعاج المستمر
- مستوى منخفض من الطاقة، والنشاط
- إنعدام الشهية الغذائية
- زيادة معدل النسيان، وعدم التركيز
- التحدث ببطء ملحوظ للأخرين
- الصداع المزمن
في كثير من الأوقات لا يظهر على الأشخاص أيا من هذه الأعراض السابق ذكرها، ولكن بعد نوم طويل، يبدأ الشخص فجأة في الشعور بالدوار الشديد، لذا يجب الإنتباه في ذلك الوقت أن يكون هذا مرض إضطراب فرط النوم.
إقرأ أيضا: لكي سيدتي ..أهم الفحوصات الطبية التي يجب اجراؤها
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب القيام بزيارة الطبيب بعد ظهور أي من الأعراض المذكورة سابقا حيث يمكن أن يكون لفرط النوم تأثيرات مختلفة ضارة على جسم الجميع. لذا يجب إستشارة الطبيب المختص.
ما الذي يسبب فرط النوم؟
يحدث فرط النوم عادة لعدد من الأسباب، أهمها حدوث بعض الإضطرابات في نظام الدماغ، وذلك يحدث بسبب عدم سيطرة الدماغ على عملية النوم، والاستيقاظ، بالإضافة أيضا إلى أن فرط النوم الثانوي يحدث بسبب المزيد من التعب، وعدم الحصول على الكمية الكافية من النوم.
على سبيل المثال، يمكن أن يسبب توقف التنفس أثناء النوم إلى حدوث مشكلة فرط النوم، مما يسبب ذلك صعوبة في التنفس ليلا، ويتم إستغراق الشخص في النوم بشكل متكرر في الليل.
يمكن أن يحدث فرط النوم أيضا بسبب تأثيرات بعض الأدوية حيث يمكن أن يؤدي تناول هذه الأدوية بشكل متكرر إلى حدوث المزيد من النعاس أثناء النهار، وبصرف النظر عن هذا ، قد تكون هناك أيضا مشكلة فرط النوم بسبب حدوث إصابات الرأس، أو بعض الخلل في الغدة الدرقية.
ما هي المشاكل التي تحدث بسبب إضطراب فرط النوم؟
الأشخاص الذي يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، وأمراض الكلى، وأمراض القلب، وأمراض العقل، والإكتئاب، أو الذين لا تعمل الغدة الدرقية عندهم بشكل صحيح يشعرون بالتعب الشديد أكثر خلال فترات النهار، وتزداد بالنسبة لهم مشكلة إضطراب فرط النوم.
بصرف النظر عن ما سبق ذكره، فمن المحتمل أيضا أن يعاني الأشخاص الذين يدخنون بشراهة من مشاكل فرط النوم، وبشكل يدعو للقلق.
كيف يتم تشخيص إضطراب فرط النوم؟
لإكتشاف مشكلة فرط النوم، يقوم الأطباء بفحص الجسم بشكل كامل، والعمل على دراسة تاريخ عائلة المريض لمعرفة تاريخ هذا المرض بالعائلة، بالإضافة أيضا إلى قيام الطبيب بإجراء بعض الاختبارات للتعرف على هذا المرض بشئ من التوضيح:
- إجراء إختبار مخطط النوم الذي يقيس نشاط دماغ المريض، ومعدل ضربات القلب، ومستوى الأكسجين في الجسم، وحركة العين، ووظيفة الجهاز التنفسي.
- إجراء إختبارات كمون النوم المتعدد التي يوضح نوع النوم الذي يحصل عليه المريض أثناء فترات النهار.
- يجب إجراء مقياس إيبوورث للنعاس الذي يقيس شدة اضطرابات النوم بشكل أكبر.
كما يطلب الطبيب من المريض تدوين وقت نومه، واستيقاظه في مذكرات النوم، حيث يساعد هذا على معرفة مقدار النوم الذي يجب أن يحصل عليه المريض، وما هو نمط النوم المناسب له.
كيف يتم علاج إضطراب فرط النوم؟
يختلف علاج فرط النوم، ويعتمد عادة على معرفة الأسباب المؤدية للمرض، وعند تناول بعض أنواع الأدوية التي تقلل من فرط النوم لدى الشخص، يتم علاج هذه المشكلة إلى حد ما، وأهم نظم العلاج هي ما يلي:
- يتم علاج هذا الإضطراب عن طريق بعض الأدوية المنبهة التي توصف تحت إشراف الطبيب، مثل الأمفيتامين، والميثيلفينيديت، والمودافينيل.
- العمل على إحداث تغييرات في نمط الحياة يعتبر خطوة إيجابية في عملية علاج فرط النوم حيث ينصح جميع الأطباء بالنوم في الوقت المحدد كل يوم، وتجنب النوم مؤخرا.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من فرط النوم تجنب إستخدام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول بعد الذهاب إلى الفراش مباشرة حيث يمكن تجنب مرض فرط النوم إلى حد كبير عن طريق تحسين العادات اليومية السيئة.
الأنماط الحياتية السليمة لعلاج إضطراب فرط النوم
عند المعاناة من مشكلة إضطراب فرط النوم سيطلب منك طبيبك المختص من إتباع نظام غذائي غني بالمغذيات، والفيتامينات حيث يحافظ هذا على مستوى الطاقة في الجسم، ويجعل أعراض هذا المرض أقل وضوحا.
إلى جانب ما سبق ذكره ينصح دائما بشرب كمية كافية من الماء، والعمل على تجنب تناول الأدوية التي تجعل الجسم أكثر خمولا أو دوارا، بالغضافة إلى ضرورة تناول بعض الأطعمة مثل:
- التفاح
- الخضراوات الورقية الخضراء
- الخيار
- السلطة
- الحليب
إلى جانب المعلومات السابقة، يجب تجنب النوبات الليلية، ومحاولة النوم في بيئة هادئة آمنة، حيث يمكن أن تقلل هذه العوامل من خطر الإصابة بفرط النوم.