مع التخطيط للسفر أي كان المسببات، فمن الوارد أن يعاني الفرد منا من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أو متلازمة انحراف المنطقة الزمنية كما يُعرف لدى البعض حيث يحدث هذا الأمر عند السفر عبر منطقتين زمنيتين أو أكثر، ومن ثم جعل الساعة البيولوجية الداخلية غير متزامنة مع الوقت في المنطقة الجديدة التي يتم التواجد بداخلها. بمزيد من التوضيح أكثر، سنقوم اليوم بالحديث عن اضطراب الرحلات الجوية وما هي أهم أسباب حدوثه؟ وطرق العلاج والوقاية المناسبة له.
ما هو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
ما هو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
يعد اضطراب الرحلات الجوية الطويلة هو عبارة عن متلازمة تغيير المنطقة الزمنية التي تحدث عندما ينتقل الأشخاص بشكل سريع عبر مناطق اختلاف المنطقة الزمنية ومن ثم تحدث المعاناة من اضطرابات النوم والتعب.
ما هي أسباب الإصابة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
ما هي أسباب الإصابة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
في أغلب الأوقات، تحدث المعاناة من متلازمة انحراف المنطقة الزمنية لأن الساعة البيولوجية الداخلية للجسم تكون متزامنة مع المنطقة الزمنية الأصلية، ولا تتغير وفقا للمنطقة الزمنية التي يتم السفر إليها، فالجدير بالذكر أنه كلما زاد عدد المناطق الزمنية المتقاطعة، زادت احتمالية الإصابة باضطراب الرحلات الجوية.
بمزيد من التوضيح، يمكن أن تؤدي آلية السفر عبر مناطق زمنية متعددة إلى جعل الساعة البيولوجية الداخلية غير متزامنة مع الوقت في المنطقة الجديدة حيث حدوث الخلل بها، ومن ثم التأثير بشكل مباشر على دورة النوم والاستيقاظ.
بالإضافة إلى ذلك، يتأثر اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أيضا ببعض العوامل مثل:
- أشعه الشمس.
- ضغط الطائرات والغلاف الجوي.
- المرحلة العمرية.
- عدد المناطق الزمنية التي تم عبورها، فكلما زاد عدد المناطق الزمنية التي تم عبورها، زادت مخاطر الإصابة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
ما هي أعراض متلازمة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
ما هي أعراض متلازمة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
تختلف أعراض متلازمة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة من شخص لآخر حيث من الوارد أن تظهر من خلال عرض واحد أو أكثر. إلى جانب هذا، فمن الوارد ظهور هذه الأعراض خلال أول 1-2 أيام من الرحلة، وخاصة عندما تتغير المسافة المقطوعة بمنطقتين زمنيتين على الأقل.
بشكل مباشر، يمكن أن تتسبب هذه المتلازمة في الشعور بالتعب والتوعك أثناء النهار وصعوبة البقاء في حالة من النشاط والاستيقاظ والتعرض لمشاكل في المعدة، فعلى الرغم من أن هذه الأعراض مؤقتة، إلا أنها يمكن أن تؤثر على الشعور العام وخاصة في رحلات العمل وإنجاز المهام.
على سبيل التوضيح أكثر، قد تتمثل أعراض انحراف المنطقة الزمنية ما يلي:
- المعاناة من اضطرابات النوم مثل عدم القدرة على النوم أو الاستيقاظ مبكرا.
- التعب أثناء فترات النهار.
- عدم القدرة على التركيز أو العمل بمستوى طبيعي.
- التعرض لبعض المشاكل في المعدة مثل الإمساك أو الإسهال.
- التقلبات المزاجية الحادة.
كيف نستطيع الوقاية من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
كيف نستطيع الوقاية من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
بشكل رئيسي يمكن أن تساعد بعض العادات التالية في منع أو تقليل آثار اضطراب الرحلات الجوية الطويلة:
1- الوصول قبل بضعة أيام: يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه إذا كان هناك اجتماع أو حدث مهم يتطلب الوعي الذهني، فينصح بضرورة القيام بالوصول إلى المنطقة المرادة قبل بضعة أيام لمنح الجسم وقتا للتكيف والتأقلم.
2- النوم: ينصح بأهمية الحصول على قسط كاف من النوم والراحة قبل كل رحلة أو أثناء التواجد على الطائرة، فينصح بمحاولة النوم على متنها إذا كان الليل في الوجهة أما في حال التواجد خلال النهار، فيجب العمل على مكافحة النعاس.
3- ضبط الجدول تدريجيا قبل الرحلة: إذا كانت الرحلة التي سوف يتم التحرك إليها سوف تتجه شرقا، فينصح بأهمية الذهاب إلى الفراش قبل ساعة كل ليلة لبضعة أيام قبل المغادرة أما في حال التوجه غربا فيجب الذهاب بعد ساعة لبضع ليال لحين السفر، بالإضافة إلى ذلك وإذا أمكن الأمر، فيوصى بأهمية تناول وجبات قريبة من وقت تناول الطعام في المنطقة التي يتم التوجه إليها.
4- ضبط آلية التعرض للضوء: نظرا لأن التعرض للضوء هو أحد التأثيرات الرئيسية على إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم، فيجب العمل على ضبط التعريض بشكل سليم لمساعدة الجسم على التكيف مع الموقع الجديد. بشكل عام، يجب معرفة أن روتين التعرض للضوء في المساء يساعد على التكيف مع المنطقة الزمنية في وقت متأخر عن المعتاد (التوجه غربا)، بينما يمكن أن يساعد التعرض لضوء الصباح الجسم على التكيف مع المنطقة الزمنية في وقت مبكر (التوجه شرقا).
5- شرب الكثير من الماء: في أغلب الأوقات، يمكن أن يؤدي الجفاف الذي من الوارد أن يصيب الجسم إلى تفاقم أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة مع أهمية تجنب مشروبات الكافيين التي يمكن أن تسبب الجفاف وتؤثر على جودة النوم.
ما هي طرق علاج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
ما هي طرق علاج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
في بداية الأمر، يجب العلم أن اضطراب الرحلات الجوية الطويلة هو حالة مؤقتة ولا تتطلب علاجا طبيا حيث عادة ما تهدأ الأعراض وتختفي في غضون أيام قليلة. بوجه عام، يمكن أن تساعد بعض العادات التالية على التكيف بسرعة مع التواجد في المنطقة الزمنية الجديدة، فالجدير بالذكر أن هذه العادات تتمثل في الآتي:
- يجب التحلي بالنشاط أثناء فترات النهار حتى عند الشعور بالتعب.
- إجبار النفس على الذهاب إلى الفراش في الوقت المناسب للمنطقة الزمنية التي يتم التواجد بها.
- ضبط الضوء بحيث تكون الغرفة مشرقة أثناء النهار ومظلمة في الليل.
- العمل على ضبط أوقات تناول الوجبات الغذائية وفقا للجدول الزمني للمكان الذي يتم العيش فيه.
- الاستحمام بالماء الساخن لدعم عملية إسترخاء الجسم والنوم بسهولة أكبر.
إذا لم تتحسن الأعراض، فمن الواجب علينا التحدث إلى الطبيب للحصول على العلاج المناسب حيث من الوارد أن تشمل بعض العلاجات ما يلي:
- مكملات الميلاتونين.
- العلاج بالضوء.