تعد حالات زيادة زيادة الوزن والسمنة من أكثر الحالات إنتشارا وزيادة في الآونة الأخيرة، فالجدير بالذكر أن هذا الوضع الصحي الضار لا يؤثر فقط على المظهر وإختلال معايير الثقة بالنفس، ولكن قد يمتد على الجانب الصحي إلى إرتباطه بصورة وثيقة بعدد من الأمراض المزمنة. لذا قررنا اليوم من خلال سطور مقالنا التالية أن نتعرف بصورة مفصلة عن أكثر الأمراض شيوعا التي يشكو ويعاني منها أصحاب الوزن الزائد والسمنة المفرطة.
أسباب زيادة الوزن وحدوث السمنة
عند حديثنا عن السمنة فمن الهام معرفة أنها عبارة عن تراكم غير طبيعي ومفرط للأنسجة الدهنية والأعضاء الأخرى التي تؤثر على الصحة حيث يتم تحديد هذا الأمر من خلال مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يتراوح من 30 لـ أعلى.
يجب العلم أن الأشخاص المعرضون لحدوث الإصابة بمخاطر السمنة يتمثلون في الفئات التالية:
- من يقوموا بتناول الكثير من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مثل الأطعمة المقلية والدهنية والوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
- الأشخاص أصحاب الأنماط الحياتية الروتينية والمستقرة.
- النساء في مرحلة ما بعد الولادة.
- المعاناة من بعض العوامل الوراثيه.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الغدد الصماء.
يمكن أن تحدث أيضا الإصابة بالسمنة بسبب عدة أسباب تتمثل في:
- أن تصبح الطاقة المبتلعة أعلى من الطاقة المستهلكة على مدى فترة طويلة من الزمن
- البيئة المحيطة.
- شرب الكثير من المشروبات السكرية مثل المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة.
- الخمول، وقلة التدريب البدني.
- السمنة الهرمونية.
أهم الأمراض المترتبة على حدوث زيادة الوزن والسمنة
أولا: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية
معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أعلى بكثير من الأشخاص العاديين. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يحدث لأن الأنسجة الدهنية في جسم الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة تزداد كثيرا، مما يؤدي هذا إلى زيادة كمية الدورة الدموية وفقا لذلك، ومن ثم حدوث زيادة من المقاومة الطرفية للشرايين الصغيرة، مما يجبر هذا الأمر القلب على العمل الجاد، ويزيد من نبضات القلب لضمان إمداد الدم إلى الجسم، فيجب العلم أنه مع مرور الوقت، سيؤدي ذلك إلى حدوث تصلب في الشرايين الصغيرة التي تنتج عنها ارتفاع في ضغط الدم.
علاوة على ذلك، فتحدث حالة من تراكم كميات معينة من الصوديوم في جسم المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، وكلما زادت الدورة الدموية، فسوف يزداد معها ضغط الدم.
يجب علينا معرفة أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، تغطي الدهون الداخلية لهم القلب، مما يجعل هذا من الصعب على القلب الانقباض حيث يزيد تراكم الدهون المفرط من سعة الدم المتداولة، ومن ثم يزيد هذا من العبء على القلب يرافقه ارتفاع في نسبة الجلوكوز بالدم والدهون، ويزيد من التصاق الدم، ويقلل من القدرة على تحميل الأكسجين من خلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى عدم كفاية إمدادات الأكسجين لخلايا القلب.
الجدير بالذكر أيضا أنه في كثير من حالات السمنة، لم يعد التمثيل الغذائي للدهون كالمعتاد حيث أنه عند تناول الكثير من المواد عالية السعرات الحرارية، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى ارتفاع الدهون في الدم، مما يسبب حدوث الإصابة بتصلب الشرايين، وتراكم الدهون في خلايا القلب، وسماكة جدار القلب.
ثانيا: ارتفاع الدهون في الدم
من أكثر المخاطر الرئيسية شيوعا لزيادة الوزن هو زيادة مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول السيئ (LDL)، وخفض الكوليسترول الجيد (HDL) في الجسم، فيجب العلم أن تركيز المكونات الدهنية في الدم مثل الكوليسترول والتريجلسرين والدهون الكلية في بلازما الدم يتجاوز المعيار الطبيعي، مما يشير هذا إلى تبادل الدهون بشكل مضطرب.
بوجه عام يمكننا القول بأن ارتفاع مستويات LDL وانخفاض HDL من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين الذي يضيق من الأوعية الدموية مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ثالثا: الإصابة بمرض السكري
السمنة هي واحدة من الأسباب الرئيسية لحدوث الإصابة بمرض السكري من النوع 2 حيث أنها تتسبب في عمل هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس بشكل غير فعال ويظهر ذلك من خلال عدم القدرة على مساعدة خلايا الجسم على امتصاص السكر.
في هذه المرحلة، سيحاول البنكرياس إنتاج المزيد من الأنسولين ومع إستمرارية هذا الوضع، فإن إنتاج الأنسولين في البنكرياس ينخفض ويكون المريض أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2.
رابعا: الكبد الدهني
يعاني أغلب الأشخاص أصحاب الوزن الزائد من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فعندما تكون عملية نقل الدهون في الكبد غير متوازنة، فسوف تتراكم هذه الدهون في خلايا الكبد وتؤدي إلى المعاناة من هذا المرض.
ولكن يجب الإطمئنان لأنه من الممكن أن يتغير الكبد الدهني المعتدل المبكر إلى حد كبير عند إتباع أنماط فقدان الوزن، وإجراء بعض التعديلات الغذائية السليمة، ومراعاة احتياجات التوازن التي يمكن أن تحسن أو حتى تفقد الكبد الدهني تماما.
على الجانب الأخر قد يصاب أصحاب هذا المرض بآلام البطن غير العادية أو التغير في وظائف الكبد، ومن ثم يؤدي هذا المرض في المرحلة النهائية إلى تليف الكبد بسبب وجود الكثير من الأنسجة الليفية.
خامسا: السكتات الدماغية
تؤدي السمنة إلى حدوث الإصابة بالسكتة الدماغية، وبالأخص مع الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. فيجب العلم أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 هم أكثر عرضة للوفاة من الحوادث الدماغية الوعائية وتصلب الشرايين.
من الهام معرفة أن أمر تبادل السكر والدهون في جسم الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يعد أمرا غير عاديا حيث أنه يزيد من خطر الإصابة بالتصلب الوعائي الدماغي والتصاق الدهون في جدران الأوعية الدموية بالإضافة إلى تأثير ارتفاع ضغط الدم على ديناميكيات الدم، مما يؤدي هذا إلى ارتفاع معدل انسداد أو تمزق الأوعية الدموية الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أكثر من المعتاد.
سادسا: النقرس
يتعرض الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بصورة كبيرة لخطر حدوث النقرس بمعدل يزداد 4 مرات عن الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. فيجب العلم أنه عند المعاناة من السمنة المفرطة، فسوف تزداد مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي هذا إلى جعل المفاصل في حالة ألم وإلتهاب وإزدياد درجات النقرس سوءا. أما مع حالات فقدان الوزن، فقد تنخفض مستويات حمض اليوريك في الدم، ومن ثم تحدث الوقاية من أمراض النقرس بنسبة ملحوظة.
عند زيادة وزن الجسم فسوف يترتب على هذا الأمر إزدياد الضغط على العضلات والمفاصل مثل مفصل الركبة والعمود الفقري الخلفي، وبالتالي يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بهشاشة العظام. فالجدير بالذكر أنه عندما يتضخم المفصل أو يتشوه، فسوف ينخفض نشاط الجسم بالإضافة إلى كون المرض يتجه نحو حالته الاسوأ.
لذلك، يحتاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يشكون من التهاب المفاصل التكاثري في العمل الفوري ببدء بفقدان الوزن بشكل سليم وصحي .
سابعا: أمراض الجهاز التنفسي
غالبا ما يكون نشاط الحجاب الحاجز وغاز الشعب الهوائية للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة محدودا بسبب التصاق الدهون حيث تعاني هذه الفئة دائما من حدوث اضطرابات في التنفس، والشخير، وتوقف التنفس أثناء النوم، واضطرابات إيقاع التنفس والتي تعد هي الأكثر خطورة وحدة.