يعد الانصباب الجنبي هو مظهر من مظاهر الإصابة بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة مع احتمال كبير أن يتفاقم هذا الوضع، ويتسبب في حدوث الوفاة. لذلك، فمن الهام جدا ان نقوم بمعرفة أعراض هذا المرض لكي نستطيع إكتشافه في وقت مبكر، والتعامل بشكل سليم معه، للحصول على العلاج في الوقت المناسب. لذا هيا بنا من خلال سطور مقالنا نتحدث عن الإنصباب الجنبي بمزيد من التفصيل.
ما هو الانصباب الجنبي؟
تحيط الرئتين بطبقة رقيقة من غشاء يسمى غشاء الجنب يأتي على هيئة كيس يغلف الرئتين حيث يحتوي هذا الجزء الداخلي من غشاء الجنب على كمية صغيرة من السوائل تبلغ حوالي بضعة ملليلتر لمساعدة السطح الجنبي دائما على السهولة، والنعومة عند الفرك.
أما عن ظاهرة الانصباب الجنبي فهي تعد حالة يزداد فيها تراكم السوائل في الفراغ بين الطبقات الجنبية حيث يمكن أن يتحرك هذا النوع من السوائل في تجويف الصدر عند التنفس، مما يسبب هذا الأمر الضغط على الرئتين، مما يجعل هذا الأمر يبدو خطيرا للغاية، بل ويؤثر أيضا على الحياة.
ما هي علامات الإصابة بالإنصباب الجنبي؟
- حمى مستمرة فوق الـ 38.5 درجة أو أعلى.
- ألم خفيف في الصدر على جانب واحد بسبب السوائل التي انسكبت في الرئتين، وعند الميل إلى أي جانب سوف يزداد هذا الألم بشكل تدريجي.
- السعال الجاف حتى عند النوم.
- ضيق في التنفس، ومع إهماله سوف يؤدي هذا الأمر إلى حدوث انقطاع في النفس.
ما هي أنواع الإنصباب الجنبي؟
يجب العلم أن الانصباب الجنبي ليس مرضا تنفسيا، ولكنه مظهر من مظاهر الأمراض المختلفة. لذا، فإن درجة خطورة الإصابة بهذا العرض تعتمد على سبب المرض. فالجدير بالذكر أن الانصباب الجنبي يصنف إلى نوعين رئيسيين:
أولا: الانصباب غير المعقد
تحدث هذه الحالة عندما يكون السائل في غشاء الجنب ليس كثيرا حيث تكون الأعراض خفيفة، ولا تشكل أي خطورة أخرى.
ثانيا: الإنصباب المعقد
يظهر هذا النوع من الإنصباب في العديد من الأشكال المتمثلة في:
-
الانصباب الظاهر
-
الانصباب الجنبي السلي
يعد هذا النوع من الإنصباب شائع لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 25 و 35 عاما مع أعراض ظهور أعراض السعال المطول والجاف والسعال مع البلغم، والحمى منخفضة الدرجة لسبب غير معروف، وفقدان الوزن، وإرهاق الجسم. فيجب العلم أنه إذا أظهر الفحص أن الرئتين بيضاء، فمن المحتمل جدا أن يكون المصاب لديه انصباب جنبي ناتج عن مرض السل الجنبي.
-
الانصباب الخبيث
يعد هذا النوع هو الأكثر إثارة للقلق فالجدير بالذكر أنه يمكن لسرطان الرئة أو أي نوع من السرطان أن يكون سببا لحدوث الانصباب الجنبي. فغالبا ما يحدث الانصباب السرطاني لدى كبار السن، ومن لديهم تاريخ طويل من التدخين، وغالبا ما يتطور الأمر بسرعة لدى الأشخاص الذين يعانون من حالة بدنية سيئة.
إقرأ أيضا: ضيق التنفس الإضطجاعي.. أسبابه وطرق علاجه
أهم الأمراض الصحية المسببة لحدوث الإنصباب الجنبي؟
- الاضطرابات الثانوية: تقوم هذه الإضطرابات بجعل الصدر والرئتين عرضة دائما للتعرض لخطر الإصابة بالسل الجنبي.
- أمراض الكبد أو الكلى: يتسبب تليف الكبد في تراكم السوائل في الجسم وتسربها إلى منطقة الصدر.
- التهابات الجهاز التنفسي: تعد أمراض السل والالتهاب الرئوي كلها أسباب سهلة لحدوث الانصباب الجنبي.
- الانسداد الرئوي: يعد حدوث انسداد الشريان الرئوي والضغط على غشاء الجنب، أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تصريف للسوائل والإصابة بالإنصباب الجنبي.
كيف يتم علاج الانصباب الرئوي؟
يعتمد علاج الانصباب الجنبي على سبب ظهور تلك المشكلة. لذلك، من أجل معرفة العلاج الشامل للانصباب الجنبي، فمن الضروري علاج الأمراض التي تسببت في ميلاد هذه الظاهرة، وظهورها في هذا الشكل النهائي.
ما هي طرق علاج الإنصباب الرئوي؟
-
شفط السائل الجنبي
في حالات الانصباب الجنبي المفرط ، عادة ما يقوم الأطباء بثقب غشاء الجنب لشفط السائل أو إجراء بعض العمليات إذا كان الانصباب كبيرا، فالجدير بالذكر أنه تجاه علاج هذا الأمر قد يطلب الطبيب من المريض شرب المزيد من السوائل لإجراء هذا الإختبار.
-
الحقن
في هذه الطريقة العلاجية، يقوم الطبيب بحقن مهيج (مثل التلك أو الدوكسيسيكلين) من خلال أنبوب الصدر في الفضاء الجنبي حيث تقوم هذه المادة بتدمير الجدران الجنبية، والصد، ثم العمل على خلق روابط ضيقة ومن ثم حدوث إلتئام في هذه المناطق. يجب العلم أن هذه الطريقة العلاجة يمكن أن تقوم بمنع حدوث التهاب الانصباب الجنبي من العودة في كثير من الحالات التي من الوارد حدوث الإصابة بها مرة أخرى.
-
استئصال الجنبة
يتم هذا النوع من الجراحة في المنطقة الداخلية من الفضاء الجنبي، إلى جانب العمل على إزالة المناطق الخطرة من الالتهاب، أو الأنسجة غير الصحية.
من الهام معرفة أن ليس فقط البالغين هم المعرضون لحدوث هذه الإصابة، ولكن من الممكن أيضا رؤية الانصباب الجنبي عند الأطفال الصغار. إلى جانب هذا فهناك العديد من أسباب حدوث الانصباب الجنبي، وحتى التأثير الخارجي الصغير الذي يمكن أن يجعل المرض غير متوقع. لذلك، فمن الأفضل إذا تم إكتشاف علامات لهذا المرض أن يتم أخذ المريض إلى أقرب منشأة طبية للفحص، والتشخيص، والعمل على تلقي العلاج النهائي.