على أرض الواقع، لا توجد أي توصيات غذائية موصوفة للأشخاص المصابين بالحول، ومن هنا يتم اللجوء إلى تناول الأطعمة المفيدة لصحة العين بوجه عام، بالإضافة إلى أهمية تجنب الأطعمة التي يمكن أن تؤثر على الرؤية. لذا، سنقوم اليوم بالتعرف على أفضل أنماط التغذية الآمنة والداعمة للصحة البصرية والتي يجب أن يتم تناولها مع الأشخاص المصابين بالحول.
تعريف الحول
تعريف الحول
عند الحديث عن أزمة الحول، فمن الهام معرفة أنها عبارة عن حالة اضطرابية في اصطفاف العينين بحيث لا تكون العينان متوازيتين عند النظر إلى شيء معين.
على سبيل التوضيح أكثر، وطبقا للوضع البصري الطبيعي، فتقوم العينان بالتحرك معا في نفس الاتجاه، لكن في حالة الحول هذه، فتنحرف إحدى العينين أو كلتاهما في اتجاه مختلف حيث يتمثل هذا الأمر في الآتي:
- إلى الداخل (حول إنسي)
- إلى الخارج (حول وحشي)
- إلى الأعلى (حول علوي)
- إلى الأسفل (حول سفلي)
أهمية النظام الغذائي لمرضى الحول
أهمية النظام الغذائي لمرضى الحول
لا يوجد حاليا نظام غذائي يمكن أن يعالج الحول بشكل مباشر، والذي قد ينبع عادة من التنسيق بين العين والدماغ أو العضلات ويتطلب تدخلا طبيا متخصصا. بالرغم من ذلك، تلعب التغذية الصحية دورا داعما مهما للغاية للأشخاص المصابين بهذه الأمة الصحية.
بشكا عام، يساعد النظام الغذائي المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن في الحفاظ على صحة البصر حيث يتم تحقيق هذا من خلال حماية العينين من التلف وتقوية بنيانها ودعم الوظيفة البصرية، فالجدير بالذكر أن الدماغ والعينان يقوموا بالعمل بشكل متزامن عند تزويدهم بالأطعمة الغنية بالفيتامينات A و C و E واللوتين والزياكسانثين وأوميغا 3 وبيتا كاروتين والزنك والألياف ومضادات الأكسدة.
إلى جانب هذا، فيجب العلم أن التغذية الصحية تعمل على تحسين وظيفة الأعصاب، وتوفير العديد من العناصر الغذائية الأساسية لنقل الإشارات بين الدماغ والعينين، وهو أمر هام للتنسيق البصري المجهر والتحكم الحركي للعين خاصة عند الأطفال حيث تعد التغذية الكافية هي الأساس للنمو البصري الصحي.
علاوة على ذلك ، يساهم النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة أيضا في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض العيون الأخرى المرتبطة بالعمر مثل AMD وإعتام عدسة العين ويعمل على توفير الطاقة لعضلات العين لكي تعمل بشكل سليم.
من هنا يجب علينا معرفة أنه في حال اتباع نظام غذائي سليم جنبا إلى جنب مع تمارين العين، فسوف يترتب على هذا تحسين عملية التحكم في العين وخاصة بعد خوض تجربة علاج الحول بالجراحة.
العناصر الغذائية الهامة للأشخاص الذين يعانون من الحول
يحتاج الافراد المصابون بالحول وخاصة الأطفال إلى توفير مجموعات كافية من العناصر الغذائية الصحية لتحفيز نشاط الأعصاب في الدماغ، فالجدير بالذكر أن هذه العناصر تتمثل فيما يلي:
أولا: فيتامين A
فيتامين A
يعد هذا الفيتامين من أهم الفيتامينات الرئيسية لدعم عملية الرؤية خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة، بالإضافة إلى دوره الفعال في الحفاظ على صحة القرنية، ومن هنا يجب علينا معرفة أنه من الممكن أن يسبب نقص فيتامين A هذا حدوث الإصابة بجفاف العين ومشاكل الرؤية الخطيرة الأخرى.
تتمثل المصادر الغذائية لفيتامين A في زيت السمك والبيض والحليب ومنتجات الألبان والجزر والبطاطا الحلوة واليقطين والسبانخ واللفت.
ثانيا: فيتامين C
فيتامين C
يعتبر فيتامين C هو أحد أهم أنواع مضادات الأكسدة القوية التي تساعد وبشكل رئيسي على حماية العينين من أضرار الجذور الحرة. إلى جانب دوره الفعال في دعم عملية إنتاج الكولاجين ، وهو بروتين مهم يتكون منه القرنية والصلبة.
من أهم مصادر الغذاء المحتواه على فيتامين C يمكننا أن نقوم بذكر الحمضيات، والفراولة، والكيوي، والفلفل الرومي، والبروكلي، والطماطم.
ثالثا: فيتامين E
فيتامين E
يعد فيتامين E أيضا أحد مضادات الأكسدة المهمة للحفاظ على صحة العينين، وهذا لما له من دور فعال في حماية خلايا العين من التلف.
من أفضل الأطعمة التي تحتوي على هذا الفيتامين يمكننا أن نذكر المكسرات مثل (اللوز وبذور عباد الشمس) والزيوت النباتية مثل (زيت جنين القمح وزيت عباد الشمس) والأفوكادو والخضروات الورقية الخضراء الداكنة.
رابعا: الزنك
الزنك
يلعب عنصر الزنك دورا مهما في نقل فيتامين A من الكبد إلى شبكية العين وهذا للعمل على إنتاج الميلانين، وهو عبارة عن صبغة تقوم بحماية العينين قدر. بالإضافة إلى ذلك، يشارك الزنك أيضا في العديد من وظائف الإنزيمات المهمة في العين حيث قد أظهرت بعض الدراسات دوره الفعال في إبطاء تطور التنكس البقعي.
من أفضل مصادر الزنك الغذائية المحار واللحوم الحمراء والدواجن والبقوليات والبذور والحبوب الكاملة.
خامسا: أحماض أوميغا 3 الدهنية
أحماض أوميغا 3 الدهنية
تعد هذه النوعية من الفيتامينات مهمة جدا لدعم وظيفة الدماغ وشبكية العين، فعلى سبيل التوضيح يعد الـ DHA هو المكون الهيكلي الرئيسي لشبكية العين. إلى جانب هذا، فتحتوي أحماض أوميغا 3 الدهنية أيضا على خصائص مضادة للالتهابات، والتي قد تكون مفيدة لصحة العين بشكل عام.
تتمثل مصادر الغذاء لأحماض أوميجا 3 في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والرنجة والسردين، ووزيت السمك وبذور الكتان وبذور الشيا والجوز.
سادسا: اللوتين والزياكسانثين
اللوتين والزياكسانثين
يعد هذان نوعان من الكاروتينات التي تتركز بشكل كبير في البقعة البقعية في شبكية العين حيث يعملان كمرشحات للضوء الأزرق الطبيعي ومضادات الأكسدة، مما يساعد هذا الامر على حماية العينين من تلف الضوء والجذور الحرة.
من أفضل المصادر الغذائية المحتواه على اللوتين والزياكسانثين الخضروات الورقية الخضراء الداكنة المتمثلة في اللفت، والسبانخ، والملفوف، بالإضافة إلى صفار البيض، وذرة، والكوسة.
سابعا: مجموعة فيتامينات B
مجموعة فيتامينات B
تلعب هذه النوعية من الفيتامينات دورا أساسيا في وظيفة الجهاز العصبي، بما في ذلك العصب البصري والأعصاب التي تتحكم في عضلات العين.
يعد فيتامين B12 مهم بشكل خاص عند الرغبة في الحفاظ على غلاف المايلين الصحي حول الألياف العصبية.
من أهم مصادر الغذاء التي تحتوي على مجموعة الفيتامينات B فيمكننا أن نذكر الحبوب الكاملة واللحوم والدواجن والأسماك والبيض والحليب والبقوليات والخضروات الورقية الخضراء أما فيما يخص فيتامين B12 فهو يتواجد بشكل رئيسي في الأطعمة ذات الأصل الحيواني أو الأطعمة المدعمة.