تعد تقرحات الفم عند الأطفال من اهم المشاكل التي تصيب الفم في هذه المرحلة العمرية، والمسببة للكثير من مشاعر الإزعاج وعدم الراحة حيث الشعور بالكثير من الألم ومن ثم قد يترتب على هذا الأمر الكسل عند تناول الطعام حتى يصل الوضع إلى عدم الرغبة المطلقة. إلى جانب معاناة الطفل ايضا من سيلان اللعاب وتورم اللثة والنزيف. لذا فمن الواجب علينا عند ظهور أي أعراض تدل على إصابة الطفل بالتقرحات الفموية أن نقوم بالتعامل مع هذا الأمر بمزيد من الجدية وعدم التهاون تجاهه ومعرفة كيفية العناية بهذه المشكلة بشكل صحيح.
القرح الفموية عند الأطفال
تعتبر التقرحات الفموية عند الأطفال من أهم الحالات المرضية التي يتم فيها فقدان الغشاء المخاطي للفم المتواجد في الشفاه والخدين واللسان ويقوم بتغطية الجزء العلوي، مما يتسبب هذا الأمر في ظهور تقرحات داخل تجويف الفم. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية شائعة عند الأطفال الصغار، ويسهل تكرار الإصابة بها عدة مرات، مما يصيب هذا الوضع المرضي الآباء بالكثير من القلق.
أسباب ظهور تقرحات الفم خلال مرحلة الطفولة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور تقرحات الفم عند الأطفال الصغار، فيجب العلم أنها تتمثل فيما يلي:
* إكتساب الجسم للكثير من الحرارة بسبب تناول الطعام الحار والساخن. بالإضافة إلى أن الطقس الحار وبعض الأطعمة التي تسبب إكتساب الحرارة بسهولة وخاصة خلال فصل الصيف ستؤدي إلى ظهور تقرحات الفم.
* سوء نظافة الفم التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض الأسنان، وفي الوقت نفسه تخلق ظروفا لنمو البكتيريا المسببة للأمراض خاصة في منطقة تجويف الفم.
* وقوع بعض الأضرار داخل الفم وخاصة عندما ينظف الأطفال أسنانهم بشكل غير محاذ حيث يتسبب ذلك في فرك أو تلف الأغشية المخاطية أو عند الأكل والشرب حيث يقوم بعض الأطفال بعض شفاهم عن طريق الخطأ، ومن ثم تحدث حالة من التمزق والتلف الذي يصيب الغشاء المخاطي.
* بسبب نقص الفيتامينات والمعادن مثل فيتامينات ب أو فيتامين ج أو الزنك أو حمض الفوليك.
* التعرض لبعض انواع العدوى البكتيرية المتواجدة في الهواء أو الطعام حيث توجد فطريات لاهوائية أو محبة للهواء، مما يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن البيولوجي في جسم الطفل.
* المعاناة من الحساسية أو التفاعلات الدوائية لبعض المطهرات القوية أو محاليل نظافة الفم مثل غسول الفم ومعاجين الأسنان غير المناسبة لعمر الطفل، مما يتسبب هذا الأمر في تلف الغشاء المخاطي للفم.
* ضعف الجهاز المناعي بسبب عدم توازن النظام الغذائي الذي يقوم الطفل بتناوله ومن ثم يتسبب هذا الأمر في تعرض الطفل كثيرا للغزو البكتيري والإصابة بتقرحات الفم.
العلامات الظاهرة للقرح الفموية عند الأطفال
تؤثر تقرحات الفم بشكل رئيسي على الأطفال في سن ما قبل المدرسة حيث غالبا ما يعاني الأطفال المصابون بقرح الفم من العلامات التالية:
1) تظهر في المناطق المخاطية مثل اللسان واللثة والخدين والبلعوم الأنفي والشفتين ملتهبة بعض من القرح الحمراء المستديرة أو البيضاوية بحجم عدة ملليمترات حيث تبدو لهذه القرح حدود حمراء واضحة تظهر منفردة أو في مجموعات قريبة من بعضها البعض ويكون مركزها باللون الأبيض أو الأصفر الباهت.
2) عند تناول الطعام، ستسبب هذه القرح الكثير من الألم للطفل، خاصة عند تناول الطعام المالح والصلب.
3) من الوارد ظهور قرح الفم والبلعوم عند الأطفال مع الحمى لعدة أيام، إلى جانب ظهور الغدد الليمفاوية في حالة من الالتهاب الحاد.
الطرق المثالية لرعاية الأطفال المصابين بقرح الفم
عندما يعاني الطفل من تقرحات الفم، يمكن للوالدين الاعتناء بحالة أطفالهم المرضية هذه من خلال إتباع التدابير التالية:
– الحفاظ على نظافة الفم حيث يمكن تنظيف أسنان الأطفال دون عمر السنة عن طريق إستخدام شاشا خاصا للأطفال أو قطعة قماش ناعمة مغموسة في ماء دافئ نظيف أو محلول ملحي، ثم العمل على تنظيف الفم برفق. أما فيما يتعلق بالأطفال من سن الـ 1 إلى 5 سنوات، فمن الممكن أن يتم السماح للأطفال بتنظيف أسنانهم على الأقل مرتين في اليوم صباحا ومساءا، مع القليل من معجون الأسنان المخصص لهم وتكون الكمية بحجم حبة البازلاء.
– إختيار الفرشاة ذات الشعيرات الناعمة، والمناسبة لأسنان الطفل لتجنب الإصابة بقرح الفم.
– العمل على شطف فم الطفل بالماء الدافئ، أو ما يعادل 0.9 ٪ محلول ملحي فسيولوجي أو صودا الخبز على الأقل 4 مرات في اليوم، حتى تلتئم لدغات الحرارة تمام ويتم التغلب عليها.
– الإهتمام بالنظام الغذائي الذي يلعب دورا مهما للغاية في دعم تخفيف الأعراض وعلاج مثل هذه الحالات المرضية والذي من الوارد أن يتمثل في الحساء والحليب والزبادي.
بالإضافة إلى ذلك، يوصى بضرورة تقسيم الوجبات وإطعام الأطفال ببطء، والحرص على إعطائهم الكثير من الماء إلى جانب الإهتمام بالأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه والخضروات الخضراء والعصائر وما إلى ذلك.
– إعطاء الطفل دائما الأطعمة الغنية بأوميغا 3 للمساعدة في مكافحة الالتهابات وتحسين مقاومة الجسم والتي من الوارد أن تتمثل في سمك السلمون والرنجة والماكريل وسمك القد وزيوت السمك ، إلخ.
– يوصى بضرورة التقليل من الأطباق المالحة والحارة والساخنة والحامضة والغازية أما بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، فسوف تحتاج الأمهات إلى ضرورة الحد من الأطعمة والتوابل الساخنة والحارة، والعمل على إرضاع أطفالهن وفقا لاحتياجاتهم.
– يمكن للوالدين أن يقوموا بالإستعانة بالأدوية والمواد الهلامية المعنية بعلاج حرارة والتهابات الفم، فإذا كان عمر الطفل أقل من 4 سنوات أو يعاني من بعض حالات الحساسية الدوائية، فيجب أن يتم العمل على استشارة الصيدلي أو الطبيب المختص في هذا الأمر.
– في حالة تفاقم الحالة المرضية وعدم إستجابتها لأي مكونات دوائية علاجية، فيجب على الفور عرض الطفل على الطبيب والعمل على تشخيص الوضع الصحي بشكل دقيق.