عند الحديث عن التهابات الأنف، فيجب العلم أن هذه النوعية المرضية تعد واحدة من أكثر الأمراض شيوعا حيث تحدث حالة من التهاب وتورم الغشاء المخاطي في تجويف الأنف، ومن ثم يؤدي هذا الأمر إلى العديد من الأعراض المرضية مثل احتقان وسيلان الأنف والحكة والعطس، مما يؤثر هذا الأمر على نوعية حياة المريض. بشكل أكثر توضيحا سوف نتعرف اليوم على التهابات الأنف وأنواعها وأهم العوامل المسببة لها حتى تبدو لنا في شكلها المرضي والمزعج هذا.
التهابات الأنف
يمكن أن يؤثر التهاب الأنف عالأشخاص على المدى القصير حيث تصبح الحالة المرضية في صورتها الحادة أو على المدى الطويل فيما يسمى بالحالة المزمنة. فالجدير بالذكر أنه عادة ما يحدث التهاب الأنف الحاد بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية أو حساسية، ولكن يمكن أن يحدث أيضا لأسباب أخرى، ويصاحبه أيضا حالة من التهاب البلعوم.
يجب العلم أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الربو أو أنواع أخرى من الحساسية أو لديهم أقارب بالدم مثل الآباء والأشقاء الذين يعانون من الحساسية أو الربو، فسوف يكونون معرضين لخطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في بيئات تكون على اتصال دائم بمسببات الحساسية مثل عث الغبار أو الدخان أو الملوثات، فهم أيضا عرضة لحدوث المعاناة من هذه الحالة المرضية.
أهم العوامل التي تزيد من التهابات الأنف
تشمل العوامل التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالتهاب الأنف العديد من العوامل والتي تتمثل فيما يلي:
– المرحلة العمرية.
– النوع حيث يتعرض النساء لهذه الحالة المرضية أكثر من الرجال بسبب مرورهن بفترات الحيض والحمل، والتغيرات الهرمونية.
– التعرض لبعض المواد الضارة مثل أبخرة العوادم أو دخان السجائر.
– الحالة المهنية والتي يتعرض من خلالها العمال للمواد الكيميائية والدخان ومواد البناء والمذيبات.
– بعض الحالات المرضية مثل قصور الغدة الدرقية ومتلازمة التعب المزمن ومرض السكري.
مظاهر التهاب الأنف
يمكن أن تتطور علامات التهاب الأنف من خفيفة إلى شديدة حيث يؤثر المرض على تجويف الأنف والحلق والعينين للمريض، ويظهر من خلال احتقان ورشح وحكة في الأنف والحلق والعينين والأذنين.
بالإضافة إلى ذلك فمن الوارد أن تحدث حالة من إفرازات الأنف الخلفية. إلى جانب العطس، والسعال، والتهاب الحلق والشخيروالصداع والإصابة بآلام الوجه وانخفاض حاسة الشم أو التذوق أو السمع.
أنواع التهاب الأنف
1- التهاب الأنف التحسسي
تحدث المعاناة من التهاب الأنف التحسسي عندما يتفاعل الجهاز المناعي للجسم مع العوامل المسماه بمسببات الحساسية والتي تتواجد في البيئة، فمن الهام معرفة أن هذه العوامل غير ضارة مع معظم الناس ولكنها تسبب المعاناة مع من يعانون من الحساسية، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه العوامل في الغبار والعفن وحبوب اللقاح والشعر والعطور وما إلى ذلك.
يجب العلم أنه عند التعرض لمسببات الحساسية، يقوم الجهاز المناعي للشخص بالعمل على إنتاج أجساما مضادة تسمى الغلوبولين المناعي، ومن هنا يقوم الجسم بإطلاق المواد الكيميائية المشاركة في الاستجابة الالتهابية، بما في ذلك الهيستامين مما يؤدي إلى ظهور أعراض غير سارة من التهاب الأنف التحسسي.
2- التهاب الأنف غير التحسسي
على عكس التهاب الأنف التحسسي يأتي التهاب الأنف غير التحسسي، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تحدث بدون التعرض لأي مسببات الحساسية ولا يشارك فيها الجهاز المناعي بأي دور، ولكنها تأتي تباعا لبعض الحالات المرضية وإعتمادا على المسببات.
3– التهاب الأنف الفيروسي
يحدث هذا النوع من التهاب الأنف بسبب غزو وهجوم الفيروسات والتي تتمثل في فيروسات البرد أو الأنفلونزا، ومن هنا يقوم هذا النوع من الالتهابات بالعمل على تحفيز إنتاج المخاط، مما يسبب هذا الشعور بالعطس وسيلان الأنف والعديد من الأعراض الأخرى.
4- التهاب الأنف الحركي الوعائي
عند الحديث عن التهاب الأنف الحركي الوعائي، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة تصبح فيها الأوعية الدموية في الأنف شديدة الحساسية بسبب خلل في الجهاز العصبي الذي يتحكم في الغشاء المخاطي للأنف، فمن الهام معرفة أنه عندما تكون الأوعية الدموية حساسة للغاية، فمن الممكن أن تسبب بعض العوامل البيئية في تمددها، مما يؤدي هذا إلى زيادة إفراز المخاط وانسداد الأنف.
يمكن أن تشمل العوامل البيئية المواد الكيميائية، والعطور، ودخان السجائر، والتغيرات في درجة الحرارة، والرطوبة، والطعام الحار، والإجهاد، وما إلى ذلك.
5- التهاب الأنف الضموري
يعتبر التهاب الأنف الضموري هو مرض مزمن، يحدث عندما يضمر الغشاء المخاطي للأنف ويتصلب، مما يتسبب هذا الأمر في توسع تجويف الأنف وإصابته بالجفاف والتقشر.
يجب العلم أن انتشار الكائنات الحية الدقيقة يسبب أيضا رائحة كريهة، ولكن في كثير من الأحيان لا يشمها المريض لأن حاسة الشم تقل أو تضيع بسبب ضمور الغشاء المخاطي في هذه الاوقات.
6- التهاب الأنف الناجم عن المنتجات الدوائية
يحدث التهاب الأنف الناجم عن بعض المنتجات الدوائية عادة عند إساءة استخدام مزيلات الاحتقان المتاحة دون وصفة طبية والتي من الوارد أن تتمثل في بخاخات أو قطرات الأنف.
في هذا الوقت، سوف يتحول الأمر للنتيجة العكسية، فبدلا من تخفيف أعراض التهاب الجيوب الأنفية، فسوف تقوم مزيلات الاحتقان هذه بالتسبب في تهيج الغشاء المخاطي للأنف.