كما نعلم جميعا أن مرض السكري هو مرض مزمن يؤثر على التمثيل الغذائي مما يسبب هذا الأمر ظهور نسب غير طبيعية من الجلوكوز في الدم. فيجب العلم أن مرض السكري ينطوي على مجموعة من الأعراض والمضاعفات المترتبة على هذه الحالة المرضية حيث من الممكن أن يقوم بعضها بتهديد الحياة بصورة كبيرة، ومن أهم هذه الأعراض الشائعة هو الشعور بالصداع الذي يحدث لحالات ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم كل منهما على حد سواء. لذا فهيا نتعرف على هذا الأمر بمزيد من التوضيح.
الإصابة بالسكري والشعور بالصداع
عند الشعور بالصداع وحده، فيجب علينا أن نعلم أن هذا الأمر لا يسبب ضررا، ولكنه عادة ما يكون علامة على أن نسبة السكر في الدم خارج النطاق المرجو أي تكون على غير المعتاد وفي نسبها الغير طبيعية، ومن هنا نعلم أن هناك خلل ما يجب أن نقوم بتفاديه بشكل سريع قدر الإمكان.
علاقة السكري بحدوث الإصابة بالصداع
توجد العديد من الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى حدوث إصابة مرضى السكري بالصداع. ومن أبرز هذه الأسباب يمكن أن نقوم بذكر ما يلي:
أولا: الارتفاع الحاد في مستوى السكر بالدم
عندما يصبح مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، فإن ذلك يؤثر على نسبة تدفق الدم إلى الجهاز العصبي المركزي. يجب معرفة إن هذا التدفق الضعيف للدم قد يؤدي إلى تضيّق الأوعية الدموية في الدماغ، مما يتسبب في حدوث الإصابة بالصداع.
ثانيا: الهبوط الحاد في مستوى السكر بالدم
بالإضافة إلى الإرتفاع الحاد في مستوى السكر في الدم، فمن الممكن أن يتسبب الهبوط الحاد في مستوى السكر في الدم أيضًا في ظهور الصداع. فالجدير بالذكر أنه عندما ينخفض مستوى السكر بشكل حاد، فإن ذلك يؤدي إلى تدفق الدم بشكل أقل إلى الدماغ، مما يسبب صداعا شديدا.
ثالثا: التهاب الأوعية الدموية
أحد أسباب الصداع المترافق مع السكري هو الإصابة بإلتهاب الأوعية الدموية حيث أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي إلى تضرر الأوعية الدموية وتشوش وظيفتها الطبيعية. وعندما يحدث تتضرر لهذه الأوعية تحدث زيادة في الضغط الدموي داخلها مما يؤدي إلى توسعها وانقباضها بشكل غير طبيعي.
هذه التغيرات في حجم الأوعية وتدفق الدم يمكن أن تؤدي إلى ظهور الصداع. وفي حالة السكري، قد يكون هناك تأثير على الأوعية الدموية في الدماغ وبالتالي يتواجد الشعور بالصداع المستمر.
رابعا: التهابات الجهاز العصبي المحيطي
مرض السكري يمكن أن يؤدي إلى زيادة في العصبية بسبب تأثيره على نظام العصب المركزي. فارتفاع مستوى السكر في الدم يمكن أن يؤثر على وظيفة الأعصاب ويسبب بعض الإضطرابات فيها، ومن الأعراض الشائعة لهذا النوع من الاضطرابات هي الصداع المزمن والشعور بالتوتر والتهيج.
تزداد هذه الأعراض بشكل ملحوظ في حالة تدهور السيطرة على مستوى السكر في الدم، وبالتالي فإن الصداع يصبح أكثر حدة وانتشارا.
طرق وقاية مريض السكري من الصداع
يجب علينا جميعا أن نقوم بإتباع بعض الطرق والإجراءات العلاجية التي يمكن أن يتبعها مريض السكري للوقاية من الصداع المزمن والتي تتمثل في الآتي:
أولا: ينصح مريض السكري بالحفاظ على مستوى السكر في الدم مستقرا حيث يتم ذلك من خلال إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على كميات مناسبة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
كما يجب أيضا على المريض أن يقوم بتناول الدواء الموصوف له بانتظام وفقًا لتوصيات الطبيب. فإذا كان مستوى السكر في الدم متقلبا جدا، فقد يسبب ذلك الصداع وبشكل مزمن.
ثانيا: يفضل على مريض السكري أن يقوم بالإبتعاد عن العوامل المسببة للصداع، ومن بين هذه العوامل التعرض لمشاكل النوم وعدم الراحة الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى ضرورة تجنب تناول بعض الأطعمة الثقيلة والمشروبات الغازية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالصداع بوجه عام.
لهذا الأمر ينصح دائما بضرورة تنظيم أنماط النوم لضمان الحصول على قسط كافي من الراحة، كما يجب أن يحرص المريض على ممارسة الرياضة وتجنب التوتر والإجهاد النفسي قدر الإمكان.
ثالثا: اللجوء إلى إستخدام بعض العلاجات التكميلية التي قد تعمل على تخفيف الصداع المزمن. فعلى سبيل المثال، يعتبر العلاج الطبيعي والتدليك واليوجا والاسترخاء العميق والعلاج بالحرارة من الطرق الشائعة للتخلص من الصداع المزمن.
بالإضافة إلى ذلك فينبغي على المريض أن يقوم بإستشارة طبيبه المعالج أو المختص قبل تجربة أي علاج تكميلي للتأكد من أنه آمن ومناسب لحالته الصحية وطبيعته المرضية.
رابعا: العمل دائما على مراقبة ضغط الدم حيث يعتبر هذا الأمر أحد العوامل الرئيسية التي تسبب الشعور بالصداع وبشكل متكرر. لذا، فمن الهام على مرضى السكري متابعة ضغط الدم بانتظام وإتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليه بالتعاون مع الطبيب المعالج.