يعد التهاب الجيوب الأنفية من اكثر المشاكل المرضية شيوعا وإصابة للكبار والصغار حيث أنه يمثل نسبة كبيرة ممن يصابون بأمراض الأنف والأذن والحنجرة، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر غير هين ولا يمر مرور الكرام لأنه من الممكن أن يتسبب في حدوث الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة حيث ان الامر قد يصل إلى زيادة فرص التعرض للوفاة وبالأخص في حالة عدم التدخل الطبي من قبل الأطباء المختصين. بشكل مفصل سنقوم اليوم بالتعرف على أهم وأكثر المضاعفات الشائعة الوارد حدوثها عند الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية.
ما هي أنواع التهاب الجيوب الأنفية؟
ينقسم التهاب الجيوب الأنفية إلى نوعين رئيسيين ألا وهما:
– التهاب الجيوب الأنفية الحاد
في هذه الحالة المرضية تظهر الأعراض عادة فجأة وتختفي بعد فترة زمنية تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، وإذا طال الأمر لا تزيد عن 8 أسابيع كحد أقصى. فالجدير بالذكر أنه إعتمادا على موقع التهاب الجيوب الأنفية، فإن هذا المرض ينقسم إلى عدة أنواع وهما التهاب الجيوب الأنفية الفكي، والتهاب الجيوب الأنفية الجبهي، والتهاب الجيوب الأنفية الغربال، والتهاب الجيوب الأنفية الفراشة والتهاب الجيوب الأنفية بوجه عام.
– التهاب الجيوب الأنفية المزمن
غالبا ما تتشكل هذه الحالة بسبب عدم تلقي المريض العلاج في وقت مبكر وبشكل صحيح، مما يؤدي هذا إلى حدوث تورم في الجيوب الأنفية التي تصبح ملتهبة لفترة زمنية طويلة قد تتجاوز عادة الـ 8 أسابيع.
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية؟
عند حدوث الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، فيجب علينا معرفة أن هذا الأمر له العديد من الأسباب ومن أهمها:
– الفطريات والبكتيريا: في حالة تواجد الفطريات والبكتيريا، وعندما تكون هناك ظروف مواتية لتطور هذا الأمر، فسوف تخترق وتنمو هذه الفطريات والبكتيريا الجيوب الأنفية، مما قد يتسبب هذ الأمر في حدوث الالتهابات واحتقان المخاط، ومن ثم يصبح تدفق الهواء هنا صعبا للغاية.
– التعرض لأمراض الجهاز التنفسي: تتمثل هذه الأمراض في المعاناة من التهاب الحلق والتهاب الأنف التحسسي حيث يجب أن تعمل الغدد المخاطية في الغشاء المخاطي بسعة كبيرة، مما قد يتسبب هذا الأمر في تدهور نظام الشعر الذي ينقل المخاط من الجيوب الأنفية إلى الخارج.
– الحساسية: غالبا ما يكون الأشخاص المصابون بالحساسية عرضة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية. فيجب العلم أنه طالما الجسم لا يتحمل الطعام بشكل غير صحيح أو يتلامس مع بعض مسببات الحساسية، فإنه من الممكن أن يؤدي هذا الوضع الصحي إلى حدوث الإصابة بالحساسية، مما يتسبب هذا في أن يصبح الغشاء المخاطي في الأنف ذميا، بالإضافة إلى المعاناة من انسداد فتحات الجيوب الأنفية ومن ثم تحدث الإصابة بالعدوى.
– ضعف جهاز المناعة: هذا الجهاز في الجسم يعد بوابة الحماية لكثير من الأمراض فإذا إصيب بحالة من الضعف فسوف يخلق الجسم ظروفا مواتية لنمو الفطريات والبكتيريا والفيروسات من ثم تعمل على دخول الجيوب الأنفية، والتسبب في حدوث مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية.
– التعرض لمسببات الحساسية: عند العمل أو الاتصال المباشر أو التعرض لمسببات الحساسية مثل وبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح والأوساخ ودخان السجائر بدون حماية، فمن الوارد وبنسبة كبيرة أن تحدث الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
– التعرض لبعض الإصابات: عند حدوث المعاناة من بعض الأمراض مثل تمزق الجيوب الأنفية، وتلف الغشاء المخاطي للجيوب الأنفية، والمعاناة من الورم الدموي في الجيوب الأنفية، فسوف يتسبب هذا الأمر في أن تصبح منطقة الجيوب الأنفية ذمية، بالإضافة إلى المعاناة من احتقان المخاط والتهاب الجيوب الأنفية.
– فئات أخرى: بالإضافة إلى ما قمنا بذكره، فيجب علينا ألا نتجاهل بعض الفئات التي تعد عرضة بصورة كبيرة لحدوث الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية حيث تتمثل في النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من تشوهات الأنف مثل اعوجاج الحاجز الأنفي، وتضخم الأنف، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض الأخرى مثل الجزر المعدي المريئي، وداء السكري.
إقرأ أيضا: السلائل الأنفية.. أسبابها وأعراضها وطرق علاجها
ما هي أعراض الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية؟
اعتمادا على حالة ودرجة حدوث المرض، فسوف يكون لدى مرضى التهاب الجيوب الأنفية واحد أو أكثر من الأعراض المختلفة والتي تظهر من خلال:
- الإفرازات المخاطية.
- احتقان الأنف.
- فقدان حاسة الشم.
- الآلام في منطقة الجيوب الأنفية.
- الحمى والسعال والصداع.
- الأزيز ووجع الأذن.
- إرهاق الجسم الشديد.
- التهاب الحلق.
ما هي طرق تشخيص التهاب الجيوب الأنفية؟
بالإضافة إلى تحديد سبب وحالة المرض بناء على الأعراض السريرية، فمن الممكن أن يتم أيضا تشخيص الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية من خلال عدد من الطرق حديثة تتمثل في الآتي:
- تنظير الأنف.
- الأشعة المقطعية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- اختبارات الحساسية المناعية.
- التهاب الأذن الوسطى.
- مزارع سوائل الأنف والجيوب الأنفية.
ما هي المضاعفات الشائعة لالتهاب الجيوب الأنفية؟
في الأساس، لا يهدد التهاب الجيوب الأنفية الحياة إذا تم اكتشافه مبكرا ومع العلاج المناسب. في حالة التهاب الجيوب الأنفية لفترات طويلة، قد يعاني المريض من بعض المضاعفات الخطيرة ، مع ارتفاع خطر الوفاة إن لم يكن التدخل الطبي على الفور.
أولا: مضاعفات العين
تعد هذه المضاعفات هي الأكثر شيوعا عند المعاناة من التهاب الجيوب الأنفية. فيجب العلم أنه خلال مسار المرض، من الممكن أن ينتقل الالتهاب من الأنف إلى العينين، مما قد يتسبب هذا في حدوث العديد من المشاكل مثل الشكوى من التهاب الجفن، والبناء المداري، وبروز مقلة العين، وآلام العين، وخراج الجفن حتي قد يصل الأمر إلى إصابة بعض الحالات المرضية الشديدة بالعدوى أو العمى.
ثانيا: مضاعفات الجهاز التنفسي
يعاني الكثير من مشكلة الإصابة بالتهاب الحلق وبالأخص عند استنشاق الإفرازات القيحية من الأنف حيث أنها تتدفق إلى أسفل الحلق، أو يعانون أيضا من التهاب الحنجرة المزمن عند حدوث بحة وفقدان في الصوت والسعال مع البلغم لفترة طويلة.
ثالثا: مضاعفات الأذن
من أهم مضاعفات هذه الحالة المرضية هو حدوث الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى واحتباس السوائل، بالإضافة إلى المعاناة من التهاب الأذن الوسطى الحاد القيحي. فيجب العلم أنه إذا لم يتم اكتشافه مبكرا والقيام بتلقي علاجه على الفور، فقد يتسبب هذا الأمر في حدوث المعاناة من ثقب طبلة الأذن للمريض أو التسبب في التهاب الأذن الوسطى المزمن.
رابعا: مضاعفات الدماغ
يعاني المرضى من مضاعفات في الدماغ قد تظهر في الإصابة بالتهاب السحايا، والتهاب الوريد الخثاري الكهفي للجيوب الأنفية، وخراج الدماغ. فمن الهام معرفة أنه إذا لم يتم علاج هذه الحالات المرضية على الفور، فمن الممكن أن يكون لهذه المضاعفات عواقب وخيمة قد تصل إلى حد الوفاة.
خامسا: مضاعفات العظام
من مضاعفات الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية هو الشعور بآلام العظام الأمامية، والتهاب الوريد الخثاري العظمي الأمامي، والتهاب الوريد الخثاري في عظام الجمجمة. فيجب العلم أن هذه الحالة طويلة الأجل سوف تتسبب في تورم منطقة الجيوب الأنفية الأمامية وتشكيل خراجات، مما قد يؤثر هذا الأمر بصورة كبيرة على الصحة.
كيف تتم الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية؟
توجد العديد من طرق الوقاية المعنية بتجنب حدوث مضاعفات الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية، فالجدير بالذكر أن طرق الوقاية هذه تتمثل في الآتي:
* لتقليل خطر ظهور التهاب الجيوب الأنفية أو مضاعفاته، يجب على المرضى الذين يعانون منه ضرورة الانتباه إلى النظافة اليومية للبلعوم الأنفي بالمحلول الملحي الفسيولوجي.
* الحرص دائما على ضرورة ارتداء قناع عند الخروج، وبالأخص في حالة التواجد بأماكن وجود المواد الكيميائية أو عند التعرض لمسببات الحساسية مثل وبر الحيوانات الأليفة، وحبوب اللقاح.
* عدم مشاركة الأغراض الشخصية مع الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية مثل المناشف والأقنعة.
* العمل على ممارسة التمارين البدنية بانتظام لتعزيز المقاومة وتحسين الصحة ومساعدة الجسم على مكافحة الأمراض بأفضل طريقة.
* تناول الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 والحد من تناول الأطعمة غير الصحية.
* في حالة احتقان الأنف عند ممارسة السباحة يجب استخدام محلول ملحي فسيولوجي لتنظيف الأنف والذي يتم وصفه من جانب الطبيب.
* عند المعاناة من أمراض الجهاز التنفسي، يجب علاجها في أسرع وقت ممكن، وتجنب المرض لفترات طويلة لأنه يمكن أن يؤدي إلى حدوث التهاب الجيوب الأنفية.
* عند الاشتباه في حدوث الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، فيجب على المرضى الذهاب إلى المرافق الطبية أو المستشفيات للفحص وتلقي العلاج في الوقت المناسب.