تتواجد على أرض الواقع العديد من المسببات التي تؤدي وبشكل رئيسي إلى حدوث أزمة النسيان لدى الكثير منا. لذا، فمن الواجب علينا عدم التهاون إطلاقا تجاه هذا الأمر للحصول على الدعم والعلاج في الوقت المناسب. من هنا قررنا أن نتحدث اليوم على مشكلة النسيان وكيف نستطيع أن نتعامل معها بشكل صحيح من خلال بعض الأنماط الحياتية السليمة والمفيدة في نفس الوقت؟.
النسيان
عند الحديث عن أزمة النسيان التي يعاني منها الكثير، فيجب العلم أنها أحد أهم العلامات الأولى والأكثر شيوعا لحدوث المعاناة من الخرف حيث من الوارد أن يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى التعرض لأزمة التنكس العصبي.
بوجه عام، عادة ما يتطور مرض التنكس العصبي هذا بصمت ويزداد سوءا مع مراحل العمر المتقدمة. إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يحدث النسيان أيضا بسبب التعرض لبعض إصابات وتلف الدماغ، أو بعض الأمراض الأخرى التي تتضح عند الخضوع للكشف الطبي.
من الهام معرفة، أن معظم الأشخاص المصابين بأزمة النسيان يكونون في حالة إستيقاظ ووعي بأنفسهم، بالإضافة إلى أنه مع بعض الحالات، يكون لدى الشخص ذكريات كاملة تصل إلى نقطة معينة ولكن من الوارد أن يواجهون بعد ذلك صعوبة في تذكر كل شيء.
الخيارات العلاجية للتغلب على أزمة فقدان الذاكرة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أزمة النسيان، لذلك واعتمادا على كل سبب، فسوف تتواجد العديد من الأنماط العلاجية المختلفة، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه حاليا لا يوجد دواء يمكنه استعادة الذاكرة المفقودة بسبب النسيان.
بالرغم من ذلك، هناك علاجات لمسببات النسيان خاصة إذا وجدنا سببا واضحا وقابلا للعلاج أما فيما يتعلق ببقية التدابير فهي تستهدف علاج الأعراض وبعض سبل الدعم بشكل عام.
بشكل أكثر توضيحا، تتمثل الأنماط العلاجية هذه في الآتي:
أولا: تناول مكملات فيتامين B1
في بعض الأوقات، قد يعاني بعض الأفراد من متلازمة فيرنيك كورساكوف والتي ترتبط بشكل رئيسي بأزمة فقدان الذاكرة والنسيان وهذا بسبب نقص عنصر الثيامين (فيتامينB1).
لا تقتصر مسببات هذه المتلازمة على نقص فيتامين B1 فقط بل يمتد الأمر إلى الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، وقلة تناول النشويات، وسوء امتصاص فيتامينات B، بما في ذلك فيتامين B1.
لذلك، يحتاج الأشخاص المصابون بفقدان الذاكرة بسبب متلازمة فيرنيك كورساكوف إلى تناول الكثير من فيتامين B1 حيث ينصح بأن يتم تحقيق هذا الأمر عن طريق تناول الحبوب الكاملة والسلمون ولحم البقر والخضروات الخضراء والبيض والخميرة البيرة التي تعد من أهم المصادر ال وفيرة للثيامين.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الأشخاص المصابون بمتلازمة فيرنيك كورساكوف إلى البعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية.
ثانيا: تناول مكملات أوميجا 3
تقوم بعض المكملات الغذائية مثل مكملات أوميجا 3 بالعمل على تعزيز صحة الدماغ، وهذا بسبب إحتواء هذه النوعية من المكملات على حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض إيكوسابنتانويك (EPA)، وما لهما من تأثير في حماية الخلايا العصبية، ومحاربة الخرف، والتدهور المعرفي لدى كبار السن.
إلى جانب هذا، يعد لمكملات أوميجا 3 الدهنية العديد من التأثيرات الوقائية لمرضى الاكتئاب حيث تعد هذه الحالة المرضية النفسية من أهم الأسباب الرئيسية لحدوث أزمة النسيان.
ولكن يجب العلم أن لهذه المكملات عدة أعراض جانبية مثل التجشؤ، والغثيان، والإسهال، والطفح الجلدي، ونزيف اللثة، وارتفاع السكر في الدم. لذا، فينصح دائما وابدا أن يتم تناول مثل هذه العناصر تحت إشراف طبي لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية لدى البعض.
ثالثا: مثبطات الكولينستراز
تستخدم مثل هذه النوعية الدوائية في التعامل مع حالات فقدان الذاكرة الناتجة عن مرض الزهايمر، فالجدير بالذكر أن مثبطات الكولينستراز هذه تقوم بمنع إنزيم الكولينستراز من تكسير الأسيتيل كولين، مما يساعد هذا الأمر في الحفاظ على الذاكرة وإبطاء تطور الكثير من الأعراض المرضية المزعجة.
من أهم الآثار الجانبية الناتجة عن هذه الأدوية هي أنها تتسبب بشكل رئيسي في بطء عمل القلب والمعاناة من الغثيان وإفراز اللعاب والقيء والنوبات. من هنا يجب ملاحظة أن المرضى يحتاجون إلى العلاج وفقا لتعليمات الطبيب وإعادة فحصهم عن طريق المختصين لتجنب تفاقم الحالة المرضية.
رابعا: التدخلات الجراحية
غالبا ما يتم اللجوء إلى تطبيق بعض التدخلات الجراحية في حالات فقدان الذاكرة بسبب التعرض لبعض إصابات الدماغ الرضحية، وهذا للعمل على إزالة الدم المتراكم في الدماغ أو لعلاج أي مسببات أخرى مثل أورام المخ.
خامسا: ممارسة أنشطة التأمل واليقظة
يمكن أن تساعد بعض تمارين التأمل وأنشطة اليقظة في تدعيم عملية استرخاء العقل واستعادة الذكريات المنسية. بالإضافة إلى ذلك، يأتي دور دعم الأسرة الهام أيضا في علاج فقدان الذاكرة حيث ممارسة سبل إظهار صور الأحداث الماضية للمريض، وتعريضه للروائح الأشياء المألوفة له والمرتبطة بالماضي.
ملاحظات هامة يجب الآخذ بها عند علاج أزمة النسيان
عند الرغبة في الحصول على نتائج فعالة لروتين علاج مشكلة النسيان، فمن الواجب علينا أن نلتزم بما يلي:
– تجنب إستخدام الأدوية دون استشارة الطبيب أو الصيدلي.
– الالتزام بالنظم العلاجية الموصوفة من قبل المختصين..
– متابعة الفحص في الوقت المحدد للتحقق من حدوث أي تشوهات أخرى ومن ثم العمل على تعديلها بشكل فوري.
– يمكن للمرضى استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية ولكن طبقا للمعدلات المسموحة.
– العمل على استخدم أدوات الذاكرة منخفضة التقنية بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة والتقويمات الحائطية وتذكيرات الأدوية وصور الأشخاص والأماكن.
– تدعيم جميع سبل وقاية كبار السن من السقوط.