عندما يحدث تغير في نبرات الصوت ونصاب بالبحة فجميعنا لا يقوم بإعطاء هذا الأمر إهتماما كبيرا إعتقادا منا بأن هذه من المشاكل الصحية الشائعة مثل حدوث الإصابة بالبرد أو التهاب الحلق الذي سوف تحصل على وقتها ثم تختفي، ومع ذلك تحدث هذه المشكلة مع بعض الأشخاص وتظهر من خلال الصوت الضعيف أو الأجش أو المهتز مما قد يؤدي هذا الأمر إلى حدوث بعض المشاكل شديدة الخطورة. لذلك هيا نتحدث عن مشكلة بحة الصوت بمزيد من التفصيل مع ضرورة التعرف على أهم الأمراض المسببة لهذه الحالة الصحية وكيف يتم التعامل معها؟
العلامات التنبيهية لتغير الصوت بشكل مرضي
قد تدل التغييرات التي وارد أن تحدث في الصوت على حدوث بعض المشكلات الصحية ومن أهم هذه العلامات:
- الصوت الأجش أو الرقيق الذي يستمر لفترة زمنية تتراوح لـ 3 أسابيع
- عدم إمكانية زيادة نغمات الصوت.
- إنخفاض الصوت بشكل كبير.
- الإصابة بالإلتهابات المتكررة في الحلق مما يترتب على ذلك الضيق الشديد به.
- عدم القدرة على الحديث بصورة سليمة
الأسباب المرضية التي تؤدي إلى حدوث بحة الصوت
أولا: أمراض المناعة الذاتية
عند حدوث الإصابة ببعض الأمراض التي يتعرض فيها الجهاز المناعي لهجوم غير طبيعي فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر إلتهاب الأحبال الصوتية وبحة في الصوت. فمن الهام معرفة أن هذه المشكلة يمكن أن تصبح أكثر خطورة مع متلازمة سجوجرن، وهو مرض يسبب تلفا للغدد المسيلة للدموع واللعاب، تاركا المريض يعاني من جفاف الفم والحلق.
تشمل أيضا أمراض المناعة الذاتية الأخرى التي ارتبطت ببحة في الصوت الشكوى من التهاب العضلات والتهاب المفاصل الروماتويدي وتصلب الجلد والذئبة. لذلك يجب على جميع اصحاب هذه الأمراض العمل على تناول الماء بشكل دوري مستمر أو القيام بتناول العلكة أو الحلوى الخالية من السكر لتجنب المضاعفات الصحية المرضية الوارد حدوثها في الحلق.
ثانيا: تلف الأعصاب
يمكن أن يؤثر تلف الأعصاب على الأحبال الصوتية وضعف الصوت وتداخله حيث يحدث هذا عن طريق القيام بإجراء بعض العمليات الجراحية في المناطق المجاورة له، مثل جراحة الغدة الدرقية أو العمود الفقري أو القلب، أن حدوث أخاديد في الأعصاب عن غير قصد، ومن هنا يؤدي هذا الأمر إلى انخفاض شديد في نوعية الحياة المعيشية للمريض.
عند قيام الطبيب بمعالجة هذه الحالة فإنه لا يقف ساكنا أم هذه الإصابات ولكنه يقوم بالتدخل من خلال حقن الحشوات لملء الأخاديد في الأعصاب الصوتية المتواجدة في الأذنين والأنف والحنجرة حيث تعد هذه هي المادة التي يستخدمها أطباء الأمراض الجلدية وجراحو التجميل في إزالة التجاعيد المؤقتة.
يجب معرفة أن هذه الحالة العلاجية يمكن للمرضى إجراؤها دون الحاجة للذهاب إلى طاولة العمليات حيث يقوم الطبيب بحقن مخدر وحقن حشو، ومن هنا يحدث الشفاء للعصب بنسبة كبيرة.
إقرأ أيضا: 7 أسباب شائعة لإصابة الأطفال بإلتهاب الحلق وطرق العلاج المنزلية الفعالة
ثالثا: العدوى الفيروسية
يمكن أن تؤثر العدوى بشكل مباشر على الحبال الصوتية. يمكن أن تسبب الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات بحة في الصوت. عادة ، سوف يتعافى المريض بسرعة ويستعيد الصوت الواضح الأصلي.
ومع ذلك ، يمكن للعدوى الشديدة أن تلحق الضرر بالأعصاب المسؤولة عن الصوت. قد تجد أن صوتك ضعيف بدلا من أجش وسيتعين عليك بذل قصارى جهدك حتى يتمكن الآخرون من سماعك. هذا يجعل الصوت أضعف في نهاية اليوم. لعلاج هذه الحالة ، يمكنك حقن الحشو في الحبال الصوتية.
رابعا: سرطان الأحبال الصوتية والرئتين والغدة الدرقية
في حالات نادرة الحدوث، قد يكون التغيير في الصوت أحد العلامات التي تدل على الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الأحبال الصوتية والرئتين والغدة الدرقية حيث تحدث للمدخنون ومدمني الكحول وتشمل الأعراض ما يلي:
- تغييرات الصوت.
- آلام الأذن.
- التهابات الحلق.
- الشعور بوجود كتلة في الحلق.
- ضيق في التنفس أو صعوبة في المضغ.
- تواجد كتل في الرقبة.
في حالة تواجد أي من الأعراض السابق ذكرها فيجب على الفور إستشارة الطبيب في هذا الأمر لوصف العلاج المتناسب في أقرب وقت.
خامسا: مرض باركنسون
غالبا ما يكون لدى مرضى باركنسون أصوات ناعمة ورقيقة جدا تجعل من الصعب على الشخص الآخر سماع ما يقولونه اما على النقيض وفي حالات نادرة الحدوث، فسوف يصبح الصوت خشنا قليلا وأجشا ومهتزا لكل مم يستطيع سماعه.
من الممكن أن نعمل على تحسين هذه الحالة المرضية من خلال إتباع بعض الخطوات التالية:
- التحدث بجمل قصيرة.
- التحدث بصوت عال فقط عند الضرورة.
- تجنب الصراخ.
- رؤية الطبيب للحصول على المشورة الطبية السليمة.
سادسا: ضمور الأحبال الصوتية
عادة ما يكون لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر الـ 60 عاما صوت ضعيف وأجش حيث يتم تفسير هذابسبب أن الأحبال الصوتية بدأت في الضمورحيث يجعل الأمر من الصعب على من يحيطون بهمم سماع ما يقولونه.
يصبح هذا الأمر مع أصحاب هذه الفئة العمرية معضلة كبيرة تجعلهم يعزلون أنفسهم عن المجتمع، ويشعرون بعدم الارتياح للذهاب إلى المطاعم والأماكن العامة الأخرى لأنهم لا يستطيعون التحدث بسهولة كما كان من قبل مما قد يؤدي هذا الأمر لحدوث الإكتئاب.
لحسن الحظ، يمكن علاج هذه المشكلة عن طريق حقن الحشوات في منطقة الحبال الصوتية، مما قد يسمح هذا للأحبال بالاهتزاز بشكل أفضل وجعل الصوت أكثر وضوحا.
سابعا: إساءة استخدام الصوت بشكل مفرط
تتطلب بعض الوظائف ضرورة القيام برفع الصوت مثل المعلمين ومدربي اللياقة البدنية والتجار حيث يمكن مقارنة هذه الحالة بأوجاع وآلام لاعبي كرة القدم المصابين.
عند التحدث كثيرا والشعور بان الصوت أصبح في وضعية أجش فيجب العمل على أخذ قسط وافر من الراحة وهذا حتي لا تصبح الأحبال الصوتية محملة بشكل زائد بعد فترة من التحدث المستمر.
نصائح هامة للعمل على الحماية من الإصابة بـ بحة الصوت
فيما يلي بعض الطرق للمساعدة في حماية الاحبال الصوتية، وتتمثل في:
- شرب ما يكفي من 6-8 أكواب من الماء يوميا
- الحد من استخدام مشروبات الكافيين والكحول للوقاية من خطر التعرض لحرق الحلق الجاف.
- تجنب استخدام الأدوية التي تجفف الحلق بشكل عشوائي مثل أدوية البرد أو الحساسية وما إلى ذلك.
- التوقف عن التدخين والبعد عن التدخين السلبي.
- تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل لتقليل الانزعاج من ارتجاع الحمض.
- البعد عن إستخدم غسولات الفم التي تحتوي على الكحول أو مهيجات الحلق.
- العمل على آخذ نفسا عميقا حتى يكون الصوت واضحا والحلق أقل تعبا.
- تجنب إمساك الهاتف بالرأس والرقبة لأن هذا قد يتسبب في إجهاد عضلات الرقبة
- البعد عن التحدث بصوت عال جدا أو بهدوء شديد لأن كلتا الحالتان من الممكن أن يسببو إجهاد وإلتهاب في الحلق.
في النهاية يجب العلم أن الصوت عنصر مهم في التواصل الإجتماعي. لذلك عند الإصابة بالتغييرات في الصوت، فمن الضروري وبشكل فوري الذهاب إلى الطبيب المختص لتوقيع الكشف الطبي السليم.