يعاني الكثير من مشكلة سيلان اللعاب عند النوم، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة واردة الحدوث نتيجة التعرض للعديد من المسببات سواء كان هذا الأمر يتعلق بالصغار أو الكبار. لذا قررنا الآن أن نقوم بالتعرف على بعض التدابير البسيطة المعنية بالتغلب على حالة سيلان اللعاب المزعجة، وهذا بشكل توضيحي مفصل.
ما هي عواقب سيلان اللعاب أثناء النوم؟
في بداية الأمر يجب علينا معرفة أن مشكلة سيلان اللعاب أثناء النوم لا تؤثر سلبا على الصورة الخارجية لذويها فقط، بل يمكن أن تتسبب أيضا في حدوث العديد من المشاكل الصحية مثل جفاف الفم في صباح اليوم التالي حيث يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى رائحة الفم الكريهة بسبب نقص اللعاب المعني بالقضاء على البكتيريا.
أما فيما يتعلق بالرضع والأطفال الصغار، فيعد سيلان اللعاب حالة شائعة وغالبا ما يكون جزءا من التطور الطبيعي للعمر خاصة أثناء مرحلة التسنين. ولكن مع كبار السن ، يمكن أن يكون سيلان اللعاب المفرط علامة على وجود مشاكل صحية كامنة يجب إكتشافها والتعامل معها بمزيد من الإهتمام.
ما هي أهم أسباب سيلان اللعاب أثناء النوم؟
توجد العديد من المسببات التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من مشكلة سيلان اللعاب أثناء النوم، فالجدير بالذكر أن هذه الأسباب تتمثل فيما يلي:
1- وضعية النوم: في حالة النوم أثناء الإستلقاء على البطن أو الجنب، فسوف تعمل الجاذبية في الاتجاه المعاكس، وتقوم بسحب اللعاب نحو حافة الفم حيث يحدث هذا خاصة عندما يكون الجسم مسترخيا ومن ثم يمكن أن يتدفق اللعاب بسهولة من داخل الفم.
2- التنفس من خلال الفم: يمكن أن يؤدي التنفس عن طريق الفم إلى جفاف الفم ومن هنا يؤثر هذا الوضع أيضا على آلية التحكم في اللعاب، مما يؤدي إلى سيلانه.
3- مرض الجزر المعدي المريئي (GERD): عند الحديث عن ارتجاع المريء، فيجب علينا معرفة أنه عبارة عن اضطراب يصيب الجهاز الهضمي حيث يتدفق فيه حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء، مما يتسبب هذا الأمر في تهيج الأغشية المخاطية، فمن الهام معرفة أنه من الممكن أن تزيد هذه الحالة من إنتاج اللعاب عندما يحاول الجسم تحييد الحمض ومن ثم تحدث المعاناة من مشكلة سيلان اللعاب أثناء النوم.
4- مشاكل البلع: تواجه بعض الحالات المرضية والأفراد بوجه عام صعوبة في ابتلاع اللعاب، مما يتسبب هذا الأمر في تراكمه داخل الفم والحلق، ومن هنا تحدث أزمة سيلان اللعاب بصورة مزعجة.
5- الاضطرابات العصبية: يمكن أن تؤثر بعض الاضطرابات العصبية مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون أو التصلب المتعدد على القدرة على البلع بشكل طبيعي، فالجدير بالذكر أنه عندما يحدث هذا الأمر، فمن الممكن يمكن يتراكم اللعاب في الفم ويسيل في النهاية، خاصة في أوقات النوم.
6- المنتجات الدوائية: يمكن أن تؤثر بعض الأدوية، وخاصة المهدئات ومضادات الذهان والأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي في عملية التحكم الطبيعي في العضلات حيث يمكن أن يقلل هذا من القدرة على البلع بشكل صحيح، مما يؤدي هذا الأمر زيادة سيلان اللعاب.
7- انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA): عند الحديث عن مشكلة انقطاع النفس الانسدادي النومي، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة يتم فيها انسداد مجرى الهواء جزئيا أو كليا أثناء النوم، مما يتسبب هذا الأمر في انقطاع النفس المتكرر، مما قد يؤدي هذا الأمر إلى سيلان اللعاب.
8- التهاب اللوزتين: عندما تلتهب اللوزتين، فمن الممكن أن يسبب التورم الذي يصيب مجرى الهواء في إجبارنا على التنفس من خلال الفم مما يزيد هذا الأمر من احتمالية سيلان اللعاب، خاصة عند النوم.
ما هي أهم الحلول الفعالة المعنية بوقف سيلان اللعاب أثناء النوم؟
– العمل على ضبط وضعية النوم
عند القيام بالنوم على الظهر، فسوف يساعد هذا الأمر الجاذبية على إبقاء اللعاب في الحلق ومن ثم يمكن أن يتم ابتلاع اللعاب بسهولة، بدلا من الاستقرار في الفم.
لذا، فإذا كان لدينا عادة النوم على الجانب أو البطن، فيجب علينا أن نحاول استخدام وسادة لدعم الظهر قدر الإمكان.
– دعم عملية تحسين التنفس الأنفي
يعد احتقان الأنف هو سبب شائع للتنفس من خلال الفم، والذي يمكن أن يؤدي إلى سيلان اللعاب. لذلك، ينصح بضرورة العمل على علاج السبب الجذري لحدوث المعاناة من احتقان الأنف، ومن ثم يتم التخلص من سيلان اللعاب أثناء النوم.
– الحفاظ على رطوبة الجسم
عند القيام بشرب كمية كافية من الماء على مدار اليوم، فسوف يساعد هذا الامر على تنظيم إنتاج اللعاب. فالجدير بالذكر أنه عندما نصاب بالجفاف، يصبح اللعاب أكثر سمكا ويصعب ابتلاعه، مما قد يزيد هذا الأمر من خطر سيلان اللعاب وبشكل ملحوظ.
بوجه عام ومن خلال شرب كمية كافية من الماء، فسوف نستطيع المحافظة على التوازن في تناسق اللعاب، مما يسهل علينا هذا الأمر من عملية البلع حتى أثناء النوم.
– علاج مشاكل النطق
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من سيلان اللعاب المرتبط بالاضطرابات العصبية أو ضعف العضلات في الفم، فمن الممكن أن يكون علاج النطق في هذه الأوقات مفيدا جدا.
مع هذه الحالات سوف يرشدك معالج النطق خلال أداء التمارين بضرورة العمل على تقوية العضلات المستخدمة في البلع، وتعزيز تنسيق اللسان، وتحسين التحكم العام في الفم والحلق حيث يمكن أن يقلل هذا بشكل كبير من سيلان اللعاب، خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عصبية كامنة مثل مرض باركنسون.
– التعديلات الدوائية
عند ملاحظة حدوث مشكلة سيلان اللعاب الذي يبدأ بعد تناول منتجات دوائية جديدة مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان، ومن هنا يجب أن يتم التحدث إلى الطبيب على الفور لمحاولة العمل على تعديل الجرعة أو يصف أدوية أخرى لها تأثير أقل على إدارة اللعاب.
في النهاية، يمكننا القول بأنه عادة ما يكون سيلان اللعاب غير ضار ويمكن أن يكون ناتجا عن شيء بسيط مثل وضعية النوم، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه إذا حدث سيلان للعاب بشكل متكرر وخاصة عند الاستيقاظ أو بصورة مؤثرة على الأنشطة اليومية مثل الأكل أو التحدث، فقد يكون السبب في حدوث هذا التعرض لبعض المشاكل الصحية، ومن ثم يجب عرض الأمر على الأطباء المختصين.