تعد حالة خراج الرئة المرضية من أهم الحالات المرضية التي تحدث الإصابة بها بسبب التعرض لبعض أنواع العدوى ، ومن ثم يتسبب هذا الأمر في تشكل بعض التجاويف بداخل الرئتين حيث تحتوي على أنسجة نخرية وربما السوائل بداخلها إلى جانب مضاعفاتها الكثيرة والمتعددة التي تصل إلى مرحلة كبيرة من الخطورة في بعض الأوقات. بمزيد من التوضيح قررنا وبشكل مفسر أن نتعرف على ما هو خراج الرئة؟ وما هي أهم مسبباتة والطرق العلاجية المعنية بالتعامل معه؟
ما هي أسباب الإصابة بخراج الرئة؟
عند حدوث الإصابة بمشكلة خراجات الرئة، فمن الممكن أن تشتمل هذه المشكلة الصحية على خراج أو عدة خراجات (خراجات متعددة البؤر)، فالجدير بالذكر أن من أهم الأسباب وأكثرها شيوعا لحدوث المعاناة من هذه الحالة المرضية هو الشفط الي يصل إلى الرئتين من إفرازات البلعوم الفموي، والذي يأتي جنبا إلى جنب مع التهاب اللثة أو سوء نظافة الفم حيث في الغالب عادة ما تسبب هذه الحالة بكتيريا البلعوم الفموي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تأتي البكتيريا التي تسبب خراجات الرئة أيضا عبر مجرى الدم من بؤر التهاب الشغاف المتواجد على الجانب الأيمن من القلب، وعادة ما تسببها بكتيريا المكورات العنقودية. فكما نعلم جميعا أن الجهاز التنفسي على اتصال مباشر بالبيئة الخارجية، لذلك من السهل جدا الإصابة بالعدوى، لكن الرئتين عميقتا، وبالتالي فإن خطر الإصابة أقل، علاوة على ذلك، فإن الجسم لديه آلية جيدة لحماية الرئة.
يجب العلم أنه إذا كانت هذه الآلية تعمل بشكل جيد، فسوف يتم القضاء على البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى قبل ظهور الالتهاب الرئوي الحاد والخراجات، ولكن إذا تواجدت أسباب لانخفاض آليات حماية الرئة مثل التعرض للتبغ، وتناول المشروبات الكحولية، ونقص المناعة، والإصابة ببعض الأمراض المهنية، وسوء التغذية، والسمية البكتيرية أو الغذائية، وتناول بعض الأدوية العلاجية … إلخ.
بوجه عام إذا تم تشخيص خراجات الرئة وعلاجها في وقت متأخر، فسوف تكون مخاطر حدوث مضاعفات وتشخيص العلاج صعبة بصورة كبيرة.
ما هي مظاهر الإصابة بخراج الرئة؟
مع هذا الوضع المرضي غالبا ما يتطور المرض بصمت سواء كان هذا بعد أسابيع وحتى أشهر حيث من الوارد أن تكون بعض الأعراض غير نمطية، بما في ذلك السعال مع البلغم والحمى والتعرق الليلي وفقدان الوزن.
الجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يأتي المرضى إلى الطبيب لأنهم يسعلون دما أو يعانون ألما في الصدر أو يسعلون بلغما غائما أو بلغما بخيوط دموية ورائحة الفم الكهريهة، فمن الهتم معرفة أن هذا الوضع يتضح على مراحل تتمثل في الآتي:
* مرحلة بؤر القيح المغلقة مع الصورة السريرية التي تشبه الالتهاب الرئوي الحاد.
* المرحلة القيحية والتي تكون بعد مرور من 6 – 15 يوما حيث يسعل المريض فجأة وتزداد آلامه والتي من الوارد أن تتمثل في السعال بعنف والبصق الكثير من القيح، والصديد السميك ذات المخاط الأصفر، أو تواجد الكتل المتناثرة من القيح المستدير برائحة كريهة، بالإضافة إلى المعاناة من التعرق ، متعب.
* مرحلة بؤر القيح المتصلة بالشعب الهوائية حيث أنه مع هذه الحالة يسعل المريض بشكل مستمر، خاصة عند تغيير الموقف وبصق عدد أقل من القيح.
في هذه الحالة المرضية عادة ما تكون حالة الرئة المرضية غير محددة حيث قد يظهر هذا الأمر في التخثر الرئوي، أو الالتهاب الرئوي، ومن سيساعد تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب في توجيه التشخيص بشكل دقيق وصحيح.
هل خراج الرئة معدي؟
يعد خراج الرئة من أهم الأمراض التي تنشأ غالبا من البكتيريا ، لذلك يمكن أن يزيد هذا الأمر من مخاطر انتشار المرض بكل سهولة، خاصة من خلال الجهاز التنفسي. إلى جانب إمكانية زيادة حالة المرضى الصحية سوء من خلال استنشاق البكتيريا من الهواء إلى الجسم أو من جهات الاتصال بالأنف والأذن والحنجرة بسبب العمليات الجراحية، والإفرازات المعدية من الفم والأنف والحلق، وجراحة التنبيب ، والأجسام الغريبة في الشعب الهوائية أو ارتجاع المعدة .. إلخ.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضا أن تنتقل خراجات الرئة عن طريق الدم (التهاب الوريد، احتشاء، التهاب الشغاف، الإنتان) أو من خلال بعض الحالات المرضية مثل المعاناة من (خراجات في الكبد، والحجاب الحاجز، والقناة الصفراوية، والمريء ، إلخ).
كيف يتم علاج خراج الرئة؟
يتطلب علاج خراج الرئة تنسيق العديد من التدابير والطرق المحددة لعلاج المرض على النحو التالي:
1) يشمل العلاج الطبي اللجوء إلى إستخدام المضادات الحيوية حيث ينتج على هذا الأمر تصريف الخراج، والقضاء على القيح في الشعب الهوائية، بالإضافة إلى ذلك فيمكن أيضا تصريف الخراج عن طريق تنظير القصبات المرن، فالجدير بالذكر أن طريقة تنظير القصبات تساعد أيضا على اكتشاف الآفات التي تسد القصبات الهوائية أو تزيل الأجسام الغريبة إن وجدت.
2) العلاج الجراحي والذي يتم وصفه مع حوالي 10 ٪ من جميع خراجات الرئة من قبل الطبيب، فالجدير بالذكر أنه يتم إجراء هذا التدخل بشكل رئيسي لإزالة الفص الرئوي أو قطع الرئة اعتمادا على مدى الضرر.
3) أما فيما يخص العلاج الداعم، فيمكننا أن نقوم بتطبيق الأنظمة الغذائية الصحية واللجوء إلى سبل الراحة العلمية والإستعانة بالمكملات الغذائية مع البروتين والفيتامينات، والعمل على تجديد المياه في الجسم بشكل كافي، والحفاظ على توازن الماء والكهارل، والتوازن الحمضي القلوي، ومراعاة دائما تقليل أعراض الألم والحمى من المرض. أما إذا لزم الأمر، يجب استخدام علاج التنفس بالأكسجين لدعم التنفس للمريض.