الماء موجود في كل مكان وهو يعد مصدر الحياة لجميع الكائنات الحية، لذلك يصعب علينا بشكل أو بآخر العيش بدون ماء وبالأخص عند الخوف منه، فقد يستعجب البعض هذه الحالة، ولكنها في العموم تحدث فيما يسمى بـ رهاب الماء. رغبة منا في معرفة ما هو رهاب الماء، فسوف نقوم اليوم بفتح ملف يتضمن الحديث عن كل ما يخص هذا النوع من الرهاب من حيث المضمون والاعراض وطرق التعامل.. فهيا بنا.
ما هو رهاب الماء؟
يعد رهاب الماء من الحالات النفسية التي تظهر في الخوف المفرط وغير المبرر من الماء أو الاقتراب منه، فالجدير بالذكر أنه من الوارد أن يكون لهذا الرهاب تأثير كبير على حياة الشخص المصاب به حيث أنه قد يؤثر على قدرته على السباحة أو على مزاولة الأنشطة المائية الأخرى مثل غسل اليدين أو غسل الأطباق أو الطهي أو على أي نشاط يكون الماء خطوة من خطواته.
يجب العلم أن رهاب الماء يعتبر من الانواع الشائعة حيث أنه يصيب جميع الفئات العمرية، وعلى الرغم من انه قد يكون سببه انطباع سيء قد حدث في الماضي، إلا أنه يمكن أن يصيب اشخاصا ليس لديهم اي تجربةً موجعة مع الماء، فالموضوع لا يوجد لديه معيار ثابت مطلق.
ما هي علامات الاصابة برهاب الماء؟
بوجه عام يمكن أن يؤدي مشهد رؤية الماء إلى خوف وقلق شديدين لدى المرضى الذين يعانون من رهاب الماء، سواء كانت كمية الماء هذه صغيرة في الحوض أو كبيرة مثل البحار أو حمامات السباحة، فالأمر هنا لا يتعلق بالكمية ولكن الماء نفسه هو ما يقوم بخلق الخوف والقلق.
لذا يجب معرفة أن بعض الأعراض الأكثر شيوعا لرهاب الماء تتضمن ما يلي:
- تجنب التعرض للماء.
- الغثيان والتعرق عند رؤية الماء.
- تسارع ضربات القلب عندما نرى الماء بأي كمية إن كان.
- ضيق الصدر وضيق التنفس عند رؤية الماء.
- الدوخة أو الإغماء عند رؤية الماء.
- الخوف المستمر أو المفرط أو غير العقلاني من ملامسة الماء.
- مشاعر فورية من الخوف والقلق والذعر عند مجرد التفكير في الماء.
ما هي أسباب الإصابة برهاب الماء؟
غالبا ما يكون سبب حدوث الإصابة برهاب الماء غير واضح. ومع ذلك ، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن السبب الأساسي في حدوث هذا قد يكون وراثيا. فإذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من مشكلة نفسية أو رهاب، فخطر تعرض الأجيال الصغيرة لخطر الإصابة برهاب الماء من الأمور الوارد جدا حدوثها.
على الجانب الأخر من الوارد أن تحدث الاصابة برهاب الماء بسبب التعرض لتجربة طفولة مخيفة مثل التعرض للغرق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم التغييرات في وظائف المخ أيضا في حدوث هذا النوع من الرهاب.
كيف يتم العمل على تشخيص رهاب الماء؟
عادة ما يقوم الطبيب بتشخيص هذه الحالة النفسية من الرهاب، في حالة المعاناه من أعراضها لمدة تتجاوز الستة أشهر على الأقل. إلى جانب ذلك، فيجب أن تشمل عملية التشخيص أيضا استبعاد الأمراض النفسية الأخرى مثل:
- اضطراب الهلع
- اضطراب الوسواس القهري
- إضطراب ما بعد الصدمة
كيف يتم العمل على علاج رهاب الماء؟
بوجه عام هناك علاجان شائعان للتعامل مع رهاب الماء حيث أنهما يتمثلان في الآتي:
- العلاج بالتعرض: مع هذا النوع من العلاج، سوف يقوم المريض بالتعرض باستمرار لصانع الخوف الخاص به. فعلى سبيل المثال فيما يتعلق برهاب الماء وعندما يقوم المريض بالتلامس مع الماء، فسوف يقوم الطبيب المعالج بالعمل على مراقبة ردود الأفعال والأفكار والمشاعر لكي تتم مساعدة المصاب على إدارة القلق.
- العلاج السلوكي المعرفي: مع العلاج السلوكي المعرفي، سوف يقوم المصاب بهذا الرهاب بتعلم كيفية تغيير أفكاره حول الماء والتعامل معه طبيعيا بشكل تدريجي.
الجدير بالذكر، أن الطريقة الأكثر شيوعا لعلاج هذا النوع من الرهاب هي العلاج بالتعرض.
بالإضافة إلى العلاج بالأنواع المذكورة أعلاه، إلا أنه من الممكن أيضا العمل على ممارسة التحكم النفسي في المنزل حيث يتمثل هذا في القيام ببعض التمارين مثل التأمل والنشاط البدني اليومي واليوغا وتمارين التنفس المفيدة جدا، وبالأخص إذا كنا نرغب في التحكم بهذا النوع من الخوفظ.
بمجرد التحكم جزئيا في رهاب الماء، فيمكننا أن نعمل أكثر على المواجهة من خلال البحث عن مدرب متخصص وطلب العون منه للقيام بتعلم السباحة، وهذا حتى يتولد شعور أكبر من الراحة مع الماء.
يجب العلم أيضا، أنه في عملية تحسين رهاب الماء قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية لعلاج بعض الأعراض المصاحبة لهذا الرهاب مثل القلق والذعر. لكن يجب الحذر تجاه المبالغة في تناول هذه الأدوية وبالأخص إذا كان الأمر بسيط ولا يستدعي هذا.