مع إنتشار الأورام الخبيثة فى وقتنا هذا أطل علينا سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعا ونسبة إصابة حيث يقوم بإصابة الجميع ولا يقتصر على فئة معينة دون الأخرى. لهذا سنتعرف من خلال سطورنا التالية على ما هو سرطان المثانة بمزيد من التفصيل وما هي أهم أسباب حدوثه وأعراضة الشائعة؟ وطرق علاجه المجدية ذو النتائج الفعالة.
ما هو سرطان المثانة؟
يُعتبر سرطان المثانة أحد أنواع سرطان الجهاز البولي الذي يمثل تهديدا خطيرا على صحة الإنسان. حيث يحدث هذا المرض نتيجة لنمو غير طبيعي للخلايا في المثانة، ويمكن أن يؤثر على عملها بشكل طبيعي. فعلى الرغم من أن سرطان المثانة يمكن أن يصيب أي شخص، إلا أن بعض العوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة به.
تضم المثانة البولية الجزء النهائي من الجهاز البولي، وهي عبارة عن عضو منتفخ وعضلي مُوجود في البطن، وظيفته تجميع البول من الكلى وتخزينه حتى يمكن إخراجه من الجسم عند التبول. وبشكل عام ينشأ هذا النوع السرطاني من خلايا المثانة الداخلية نفسها، ولكنه قد ينتقل أيضا إلى أي مكان آخر في الجسم.
ما هي أعراض الإصابة بسرطان المثانة؟
تختلف أعراض الإصابة بسرطان المثانة من شخص إلى آخر وتعتمد على مدى تقدم المرض وانتشاره حيث تشمل بعض الأعراض الشائعة لسرطان المثانة ما يلي:
– الدم في البول: قد يكون هذا العرض من أهم الأعراض وأكثرها شيوعا وضوحا ففي حالة الشعور بالآلام أو التغيرات في لون البول إلى اللون الوردي أو الأحمر، فقد يكون ذلك دليلا على وجود أورام في المثانة.
– التبول المؤلم أو المتكرر: قد يعاني المصابون بسرطان المثانة من التبول المؤلم أو المتكرر حيث الشعور بحرقة شديدة أو ألم أثناء التبول أو الإحساس بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر بدون أن يتواجد البول الكثير.
– ضعف تدفق البول: عند الشعور بتدفق ضعيف للبول أو بصعوبة في بدء التبول. فقد نحتاج هنا إلى تهدئة النفس والانتظار لبضع ثوان حتى تبدأ عمليةالتبول، وهنا أيضا قد نشعر أيضا بعدم استطاعة التحكم في التبول.
– آلام في الظهر أو الحوض: قد يعاني بعض المصابين بسرطان المثانة من آلام في الظهر أو الحوض حيث يمكن أن تكون هذه الآلام مؤلمة ومستمرة، وقد تنتشر إلى منطقتي العانة أو الفخذ.
– فقدان الوزن غير المبرر: في حالة فقدان الوزن بشكل ملحوظ وغير مبرر، فقد يكون ذلك الأمر علامة على حالة مرضية ترتبط بالسرطان، بما في ذلك سرطان المثانة إلى جانب أسباب أخري مثل فقدان الشهية أو امتصاص غير طبيعي للمغذيات.
– تورم في القدمين: قد يشعر بعض المرضى المصابين بسرطان المثانة بتورم في القدمين. ويحدث ذلك عندما ينتشر سرطان المثانة إلى الغدد اللمفاوية في الحوض ويسبب انسدادا، مما يؤدي ذلك إلى حدوث تجمع السوائل في القدمين.
في حالة المعاناة أي من هذه الأعراض، فيجب على الفور إستشارة الطبيب لتقييم الحالة الصحية ولكن يجب العلم أيضا أن هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن أسباب أخرى غير السرطان وما يفصل في ذلك سوى التحاليل والفحوصات.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بسرطان المثانة؟
توجد العديد من الاسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بسرطان المثانة حيث تتمثل في:
1) التدخين
يُعتبر التدخين من العوامل الأكثر تأثيرا في زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة. فالمواد الكيميائية السامة المتواجدة في الدخان، وخاصة البنزين والنيتروزامينات، يحدث لها تجمع في البول وتتسبب في تلف خلايا المثانة على المدى الطويل.
2) التعرض للمواد الكيميائية السامة
يمكن أن يكون التعرض المهني للمواد الكيميائية السامة مثل الأميانت والبنزيدين والنتريل والفورمالدهايد، من أهم العوامل المساهمة في زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة حيث من الوارد أن يتعرض لهذا الأمر العمال الذين يعملون في بعض الصناعات مثل التعدين والمطاط والكيماويات.
3) التلوث البيئي
يعد التعرض للملوثات البيئية مثل مياه الشرب الملوثة والتربة الملوثة بالآثار الكيميائية، مثل الزرنيخ والفسفاطات والفلزات الثقيلة، من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة.
4) التهاب المثانة المزمن
يعد التعرض للالتهاب المزمن في المثانة، سواء من النوع البكتيري أو التهاب الجيوب المثانية من الأمور التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة. فعلى الرغم من أنه غير معروف بالضبط كيف يؤدي الالتهاب المزمن إلى تكوين الأورام، ولكن يُعتقد أنه قد يسبب تلفا في الخلايا وتغييرا في الحمض النووي.
5) التاريخ المرضي العائلي
قامت العديد من الدراسات بإثبات أن وجود أفراد في العائلة قد عانو سابقا من سرطان المثانة قد يكون له تأثير كبير على زيادة خطر الإصابة بهذا المرض وبصورة كبيرة.
6) التعرض لجراحة زراعة المثانة
قد يكون الأشخاص الذين أجروا زراعة المثانة لمعالجة حالات مثل البول المتكرر أو التضيق في المثانة هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة.
يجب الإشارة إلى أنه على الرغم من وجود هذه الأسباب المحتملة لسرطان المثانة، إلا أنه لا يمكن الجزم بأن الإصابة بالمرض سوف تحدث بالضرورة حيث تظل الوراثة والأساليب الحياتية المثلى هي الوسائل الأكثر فعالية للحد من خطر إصابة هذا النوع من السرطان.
ما هي طرق علاج سرطان المثانة؟
يتوفر العديد من الطرق والأساليب لعلاج سرطان المثانة، فالجدير بالذكر أن هناك خيارات علاجية مختلفة تعتمد على مرحلة المرض وقوة الإصابة به حيث يلعب عامل التشخيص المبكر للمرض دورا هاما في اختيار طريقة العلاج المناسبة. ومن أهم الطرق العلاجية الشائعة لعلاج سرطان المثانة ما يلي:
أولا: الجراحة
تستهدف هذه العملية إزالة الأنسجة المصابة بالسرطان وبالأخص في المرحلة الأولى من العلاج حيث يمكن أن يتم تنفيذ هذا من خلال استخدام عدة إجراءات جراحية مختلفة مثل استئصال المثانة (Cystectomy)، واستئصال جزئي للمثانة (Partial cystectomy) والإزالة اللمفاوية (Lymphadenectomy).
ثانيا: العلاج الكيميائي
يشمل هذا النوع العلاجي استخدام مجموعة من المواد الكيميائية (العقاقير) لقتل أو إبطاء نمو الخلايا السرطانية حيث يُعد العلاج الكيميائي بمثابة إجراء وقائي قبل عملية الجراحة وهذا للحد من حجم الورم أو يُعد علاجا رئيسيا إذا تأثرت المناطق المحيطة بالورم.
ثالثا: العلاج الإشعاعي
يتم استخدام العلاج الإشعاعي لإتلاف الخلايا السرطانية ومنع انتشارها إلى الأنسجة المجاورة. فيجب العلم أنه من الممكن إستخدام العلاج الإشعاعي قبل الجراحة لتقليل حجم الورم، أو بعد الجراحة لمنع عودة السرطان مرة أخرى.
رابعا: العلاج الموجه بالجينات
يتضمن هذا النوع من العلاج استخدام العقاقير الناشطة أثناء الجراحة، وهذا لاستهداف الخلايا السرطانية وتقليل التأثير على الأنسجة السليمة.
خامسا: العلاج المناعي
يعزز الجهاز المناعي للمريض العمل على محاربة الخلايا السرطانية حيث قد يتطلب هذا النمط العلاجي مجموعة من الأدوية التي تساعد على تحفيز الجهاز المناعي للتغلب على الأورام السرطانية.
سادسا: العلاج الهرموني
يُستخدم هذا النوع من العلاج للتحكم في نمو الخلايا السرطانية التي تعتمد على الهرمونات خلال فترة نموها وإنتشارها.
يجب العلم أن هذه الطرق العلاجية السابقة تُعد الطرق الأساسية المتوفرة لعلاج سرطان المثانة، ولكن يجب أن نذكر أنه توجد تطورات مستمرة في مجال الطب قد تؤدي إلى إيجاد طرق علاج جديدة وأكثر فاعلية في المستقبل. بالإضافة إلى العلاجات التقليدية، فتعتبر العوامل النفسية والتغذية السليمة والنشاط البدني النشط من العوامل الهامة والفعالة في مكافحة سرطان المثانة وتعزيز الصحة بشكل عام.