قد يكون الوقت مناسب هذا الشهر لإعادة النظر في وضع قواعد لإنضباط طفلك في هذا العمر بعد أن ازداد وعيا واستيعابا على أن تراعي تلك القواعد صغر سنة وهنا تأتي أهمية التنسيق مع شريك حياتك حتى لاتقومي بالبناء بينما يخالفك الرأي مما يؤدي إلى شعور طفلك بالإرتباك وفيما يلي سنتعرف على تطور طفلك البالغ 3 سنوات ( الشهر الحادي عشر ).
تطور طفلك البالغ 3 سنوات ( الشهر الحادي عشر )
حول ذاكرة طفلك في هذا العمر
ذاكرة طفلك في سن الثالثة والرابعة مازالت قصيرة خاصة بالنسبة للسلوكيات التي تجعله لايشعر بالإرتياح أو التي يتمنى عدم حدوثها فقد ينكر تناول آخر قطعة بسكويت حتى لو قمتى برؤيته يتناولها وقد تتوقعين أنه يكذب متعمدا خاصة إذا وقع الموقف منذ عدة ساعات فقد لايتذكره حقا أو قد يتذكر ذلك، لكنه يدرك أنه لم يكن السلوك الصحيح المقبول الذي يجب فعله ، ويتمنى في قرارة نفسه ألا يكون قد فعله
يحاول طفلك إقناع نفسه أولا أنه لم يفعل هذا السلوك السىء ثم يحاول إقناعك عزيزتي بما يتمنى حدوثه حيث لا يتسامح الأطفال مع الألم العاطفي ، لذا فهم يعيدون اكتشاف واقعهم الخاص أو ينقلون المسئولية إلى شخص آخر. وهذه العملية تحدث تلقائيا تمامًا حيث يصبح الأطفال مقتنعين بحقيقة ما يقولونه.
هل من الضروري التنسيق بين ممارسة الأنشطة والحصول على الراحة ؟
رغم كثرة الأنشطة المناسبة لطفلك في هذا العمر ورغم فائدتها في تطوير مهاراته إلا أنه يمكن أن تسبب الأنشطة أكثر من اللازم الإرهاق لطفلك بحيث تطغى على حقه في الترفيه حيث يسعى الأطفال في هذا العمر لعمل برنامج ترفيهي لايشمل التعلم كما أن إغراق طفلك في كم كبير من الأنشطة يؤدي إلى إعاقة خياله وإبداعه واستقلاله. حتى إذا كنتي ترغبي في إبقاء طفلك مشغولاً أثناء النهار ، فإن وقت الراحة ضروري مثل وقت النشاط. حيث ان الاتساق مهم عندما يتعلق الأمر بالانضباط .
حول روتين نوم طفلك
لا يزال النوم يشكل سمة مهمة في روتين طفلك الصغير. حيث يحتاج طفلك في هذا العمر إلى معدل نوم يتراوح بين 10 ساعات إلى 13 ساعة من النوم مع ضرورة اتباع روتين منتظم لوقت النوم. وقد يشمل أو لا يشمل قيلولة.حيث يكون بعض الأطفال مفعمين بالطاقة والنشاط طوال النهار دون رغبتهم في الحصول على غفوة بينما يمكن للآخرين أن يصبحوا غريبي الأطوار بدونها.فإذا كان طفلك ينام أقل من 12 ساعة ، فمن المحتمل أنه سيحتاج إلى قيلولة للحفاظ على مستويات طاقته مرتفعة خلال النهار.
اقرأ ايضا طفلك البالغ 3 سنوات «الشهر العاشر».. هل ينجح الأسلوب الفكاهي في تعليم طفلك؟
ست طرق للحفاظ على اتساق الانضباط
يحتاج طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة إلى فهم الطريقة التي يُتوقع أن يتصرف بها ، وكذلك كيفية تفاعلك المحتمل مع سلوكه.و يمكنك مساعدتها على التعلم من خلال الاتساق في طريقة تأديبه حيث يمنحه الاتساق الثقة لمزيد من الإستكشاف والتعلم ، وتأمين معرفة أن بعض الأشياء مسموح بها ، وأخرى غير مسموح بها.
تجنبي سيدتي القسوة في التربية فمن المهم أن تستجيبي لطفلك لكن تغيير طريقة تأديبه بشكل متكرر ، أو تأديبها لبعض الوقت فقط ، سوف يربكه. فإذا كان مرتبكا بشأن حدود ، فلن يتمكن من إدارة سلوكه أيضًا.واذكرك عزيزتي ألا تستسلمي للأنين أو نوبات الغضب حتى تمر العاصفة ولكنه في الواقع يمكن أن يجعل الأمور أكثر صعوبة على المدى الطويل. جيث يعلم طفلك أن إثارة الضجة تعد الطريقة المثالية للحصول على ما يريد.
فيما يلي بعض النصائح المفيدة حول كيفية تأديب طفلك باستمرار.
1-وضع القواعد الأساسية مع طفلك
- ضعي أربع أو خمس قواعد أساسية حول القضايا الأكثر أهمية لعائلتك مع ضرورة مشاركة طفلك في ظل ابتكار القواعد المنزلية، حتى تشعري أن له رأيًا ويشعر بمزيد من تقديرك .
- حاولي جعل القواعد واضحة ومحددة قدر الإمكان. فعلى سبيل المثال ، “كن دائمًا جيدًا” ليست قاعدة مفيدة ، لأنها لا تخبر طفلك بما يعتبر جيدًا تحديدا
- يمكنك أيضًا وضع القواعد الخاصة بك ، بناءً على حياتك الأسرية. على سبيل المثال ، إذا كنت تعملي أنت وشريك حياتك في مناوبات رعاية طفلك، فقد تحتاجي لتقديم قاعدة مثل ، “كن دائمًا هادئًا في الصباح”.
- يمكن أن تعكس القواعد الخاصة بك أيضًا السلوك الذي يحتاج طفلك بشكل خاص للعمل عليه. ويمكنك اختيار واحدة أو اثنتين من القضايا للتركيز عليها في أي وقت ، مثل رفض الذهاب إلى الفراش ،عندما يرغب طفلك في تناول الحلويات. وعندما تظهر هذه المواقف ، تأكدي من أن طفلك يعرف ما هو متوقع منه في كل مرة. مع ضرورة الإلتزام بأن تكوني قدوة حسنة باتباعك جميع القواعد التي نقومي بوضعها. حيث يتعلم الأطفال الصغار الكثير من مشاهدة سلوك والديهم.فليس من الجيد أن تقولي ، “لا يُسمح لك بالحلويات في نفس وقت استمتاعك انت ووالده بقطعة شيكولاته .
2-اطلبي الدعم من أسرتك
من الطبيعي أن تطلبي الدعم من شريك حياتك ووالد طفلك حتى تسيران معا على نفس منهج السلوك القويم بمجرد تعيين بعض القواعد ، والاستعداد لتنفيذها حيث تحتاجان إلى الاتفاق على ماهية القواعد وكيف تنفيذها . مع أهمية الحصول على دعم الأشخاص الآخرين الذين يقضي طفلك وقتًا معهم أيضًا ، مثل الأجداد . وفي حالة تواجد طفلك في الحضانة يفضل التحدث مع المشرفة المسئولة عن تفعيل قواعد الإنضباط حول سلوكيات معينة مما يعمل على تعزيزها .
قد يصادف خروجك لإجتماع طارىء في العمل وتضطرين لترك طفلك مع شخص آخر ولتكن أختك التي قد اتبع طريقة معينة في تأديب طفلك مخالفة لقواعدك وفي حالة حدوث ذلك حاولي الانتظار حتى يصبح طفلك بعيدًا عن مرمى السمع قبل التحدث مع الشخص البالغ المعني حول وضعك لقواعد معينة من المهم بالنسبة لكي أن يتم تفعيلها بإستمرار
3-اختيار الوقت المناسب للتحدث عن قواعدك
قد يكون من المغري إعطاء طفلك دورة تدريبية مكثفة في الآداب قبل حفلة عيد ميلاد أو رحلة لزيارة الأقارب.
قد ترغبين عزيزتي في اتخاذ كافة احتياطاتك قبل زيارة أحد الأقارب أو إقامة حفل عيد الميلاد من خلال إعطاء طفلك دورة مكثفة في أهمية اتباع السلوك الجيد ومع ذلك ، ستكون تلك الإستراتيجية أكثر نجاحًا في حالة اختيارك وقت هادئ خالي من الضغوط ونوبات الغضب للتحدث مع طفلك بلطف حول وجود قاعدة جديدة مما يمنحك الوقت للإعتياد على التوقعات الجديدة.
قد يجد طفلك صعوبة في التعامل مع أي تغييرات في روتينه في البداية. لذا لا تجربي أسلوب تأديب جديد قبل ولادة طفل جديد أو أثناء الانتقال إلى المنزل. وحاولي مراعاة الإتساق قدر الإمكان مع القواعد المعمول بها والحالية خلال أوقات الفوضى أو التوتر.
4-التحلي بالصبر
يعد التكرار بمثابة مفتاح تعليم الأطفال الصغار السلوكيات والآداب . لذلك عليكي الإستمرار بدون ملل في إخبار طفلك في حالة الإتيان بسلوكيات غير مقبوله ، حتى لو بدا أن كلماتك لا تؤثر فيه .وقد يستغرق هذا بعض الوقت لكن بالمحاولة والتحلي بالصبر والهدوء يمكنك الحصول على نتائج إيجابية
اشرحي لطفلك أهمية الإستماع الجيد ، مع إعطاء أسباب بسيطة واضحة سهلة الفهم مثل عليك أن تغسل يديك قبل أن تأكل لأنها متسخة وقد تمرض
5-لا تتوقعي السلوك المثالي
قد تشعرين بخيبات أمل جراء عدم استجابة طفلك لكي حيث يميل الأطفال في هذا العمر إلى تحدى البالغين ونصيحتي لكي أن تحتفظي بهدوء أعصابك جتى لايتطور الأمر إلى نوبة غضب صارخة فطفلك مازال يستكشف عالمه ويختبر حدوده لذلك فإن تزويده بتوجيهات هادئة كلما أساءت التصرف سيساعده على الشعور بالدعم والرعاية ، وسيتعلم الإستجابة لكي وفقا للطريقة التي ترغبيها .
لا تفترض أن أساليب الانضباط الخاصة بك لا تعمل إذا كان عليك استخدامها يوميا . فكلما كررت نفس التكتيك بمرور الوقت ، زادت احتمالية استيعاب طفلك لرسالتك. أيضًا ، ومن المحتمل أن يصبح سلوكه أكثر قابلية للتحكم بشكل طبيعي مع تقدمه في السن.
6-ثني القواعد – في بعض الأحيان
ذكرنا أهمية اتساق الإنضباط في تعليم الطفل الآداب والسلوك القويم لكن من الجيد إجراء استثناء لقاعدة إذا كان هناك سبب وجيه. حيث سيساعد التحلي بقليل من المرونة طفلك على البدء في فهم أنه توجد أحيانًا قواعد مختلفة في سياقات مختلفة.
مفتاح المرونة أن تكوني صادقة مع طفلك بشأن سبب عدم تطبيق قاعدة في موقف معين.على سبيل المثال ، يمكنك أن تقول ، “نحن نذهب في رحلة طويلة بالسيارة اليوم ، لذا ستتمكن من اللعب بالكمبيوتر اللوحي لمدة ساعة إضافية. مما يتيح لطفلك معرفة أن القواعد منطقية ، وأنها موجودة لسبب ما.
حاولي تجنب الانحراف عن القواعد لنتيجة انشغالك في العمل أو نتيجة ضغوط الحيااة فهذا من شأنه أن يعلم طفلك أن القواعد ليست مهمة حقًا.ففي حالة استسلامك بدون سبب مرة أو مرتين ، فسوف يتعلم طفلك بسرعة أنك ستستسلمي مرة أخرى في المستقبل. لذلك ، عليكي ثني القواعد فقط عندما يكون لديك سبب وجيه يمكنك شرحه لطفلك.