يعد فقدان الشهية هو أحد أشكال إضطراب الطعام، وبالأخص مع مراحل التقدم في العمر. فالجدير بالذكر أن عدم قدرة كبار السن على تناول الطعام يمكن أم تؤدي إلى عدم تحمل كميات كافية من العناصر الغذائية لتلبية احتياجات الجسم الأساسية من الطاقة والمغذيات. لذا عقدنا العهد اليوم على ضرورة التعرف على مشكلة فقدان الشهية عند كبار السن بمزيد من التفصيل مع ذكر اهم أسبابها وكيف نعمل على التغلب عليها قدر الإمكان؟
فقدان الشهية عند كبار السن
تعد أزمة نقص أو فقدان الشهية مشكلة كبيرة لأنها قد تؤدي إلى عدم حصول جسم المسن على العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها للعمل بشكل صحيح. وبما أن العمر يتقدم، فقد يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بحالات نقص التغذية التي تتسبب في ضعف الجهاز المناعي وتعطيل العمليات الحيوية الأساسية.
أسباب فقدان كبار السن للشهية الغذائية
التغيرات المرتبطة بالعمر في أنماط الحياة، وحالة المرض، وكذلك العوامل الاجتماعية والبيئية لديها القدرة على التأثير بشكل مباشر على سلوك الأكل والحالة الغذائية لدى كبار السن. فتوجد العديد والكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا النوع من الإضطراب حيث تتمثل في:
* تعد سيطرة الوحدة ومشاعر العزلة من أهم العوامل الإجتماعية التي تساهم بشكل مباشر في إصابة كبار السن بأزمة فقدان الشهية.
* الاكتئاب حيث يعد من أهم المشاكل النفسية الشائعة لدى كبار السن، وتؤدي بشكل مباشر إلى حدوث فقدان للشهية.
* استخدام أطقم الأسنان ذات النوعية الرديئة أو غير المناسبة مما يؤدي هذا إلى حدوث تغيير في طعم ورائحة الطعام، وبالتالي يؤثر على الخيارات الغذائية ويقلل من الشهية لدى كبار السن.
* الإصابة ببعض الأمراض الشائعة في هذه المرحلة العمرية مثل أمراض الجهاز الهضمي، ومتلازمة سوء الإمتصاص، والالتهابات الحادة والمزمنة، وزيادة التمثيل الغذائي. فيجب العلم أن هذه الحالات يمكن أن تتسبب أيضا في نقص المغذيات الدقيقة. لذلك، من الهام آنذاك الوقت تعويض هذا الأمر بالطاقة والبروتين للحصول على جسم صحي.
* يعتمد معظم كبار السن على الأدوية الموصوفة طبيا للمساعدة في إدارة أمراض كبار السن. ومع ذلك، يمكن أن تسبب هذه الأدوية سوء امتصاص المغذيات والإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وفقدان الشهية.
إقرأ أيضا: الدوخة عند كبار السن.. أهم الاسباب وطرق العلاج
مدى تأثير حالة فقدان الشهية على كبار السن
عند إصابة كبار السن بفقدان الشهية، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى حدوث تطور في وضع الأمراض المزمنة، وحدوث خلل في المهام الوظيفية الجسمانية التي تتمثل في الآتي:
- إستنزاف قوة العضلات.
- انخفاض كتلة العظام.
- ضعف المناعة.
- فقر الدم والأنيميا.
- ضعف الوظائف الإدراكية.
- ضعف إلتئام الجروح.
- تأخر الشفاء بعد العمليات الجراحية.
- التعرض للمرض بنسبة كبيرة.
- زيادة فرص الوفيات.
لذلك، يجب الإنتباه إلى العوامل التي تسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية لدى كبار السن للمساعدة في تطوير تدابير الوقاية والعلاج المناسبة، مما يساعد هذا الأمر على تحسين صحة كبار السن.
علامات فقدان الشهية عند كبار السن
بالإضافة إلى فقدان الوزن بشكل كبير، فسوف يعاني كبار السن أيضا من أعراض مرتبطة بفقدان الشهية تظهر من خلال الآتي:
- ضعف وتساقط الشعر بصورة ملحوظة.
- شحوب بشرة الوجه وظهورها بالمظهر المتعب.
- تتحول لون الأصابع إلى الأزرق الفاتح.
- جفاف البشرة.
- الإجهاد والتعب الشديد.
- المعاناه من الدوخة ونوبات الإغماء.
- سرعة الإنفعال.
- ضعف التواصل الإجتماعي.
أهم الإجراءات الصحية للسيطرة على ضعف الشهية لدى كبار السن
توجد العديد من الطرق التي نستطيع من خلالها معاونة كبار السن نحو تحسين أمر الشهية الغذائية لديهم. وتتمثل هذه الطرق فيما يلي:
أولا: يجب معرفة الأسباب المحتملة لضعف الشهية عند كبار السن التي غالبا ما تحدث نتيجة التعرض للإضطرابات الصحية، مثل المشكلات الهضمية، والأمراض المزمنة، والتهاب المفاصل، والاكتئاب، والقلق، أو تأثير بعض الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة. ومن بعد معرفة السبب المحتمل لحدوث هذا الأمر، يمكن القيام بإتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معه.
ثانيا: العمل على توفير المزيد من الأطعمة المتنوعة والمغذية التي تعد طريقة فعالة لزيادة الشهية عند كبار السن حيث ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحوم المشوية، الدواجن، السمك، الحبوب الكاملة، والمكسرات.
كما يجب أيضا تناول الفواكه والخضروات الطازجة بشكل يومي للحصول على العناصر الغذائية الأساسية. بالإضافة إلى شرب بعض المشروبات المفيدة مثل العصائر الطبيعية والسوائل الواضحة مثل المرق والحساء. فيجب معرفة أن هذه الأطعمة تعمل على تحسن الشهية وتزود الجسم بالطاقة اللازمة له.
ثالثا: يجب أن يتناول كبار السن وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلاً من الوجبات الكبيرة وقليلة التكرار. فالجدير بالذكر أن أمر تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة وشهية يمكن أن يساعد في زيادة استهلاك الطعام واستفادة الجسم من العناصر الغذائية بشكل أفضل.
من الهام أيضا أن يتم تناول الوجبات الغذائية في جو من الهدوء وبعيدا عن المشتتات، حيث يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة على هذه الحالة بنسبة كبيرة.
رابعا: من الواجب علينا أن نقوم بتحفيز كبار السن نحو العمل على تدريب الجسم والمشي لمدة قصيرة قبل كل وجبة. فأمر القيام بالتمارين البسيطة يمكن أن يحفز الشهية الغذائية قبل تناول الطعام، حيث يؤدي إلى زيادة دوران الدم وتنشيط الجهاز الهضمي.
ولكن يجب الحذر والبعد عن التمارين القاسية الغير ملائمة للمرحلة العمرية، فالأفضل أن تناسب هذه التمارين قدرة المسن وعمره.
خامسا: المحافظة على الجو الأسري والتجمع العائلي الذي يشمل الأبناء والأحفاد والأقارب حيث يمثل هذا الأمر للمسن العديد من المعاني الإنسانية السامية التي تمحي بداخله أي مشاعر نفسية سلبية قاسية.