من الضروري أن تتنوع مصادر البروتين في وجبات طعامنا بألا تقتصر فقط على اللحوم, أوالدواجن بل يجب أيضا أن نخصص ولو يوما أو يومين في الأسبوع لتناول الأسماك ,وذلك لإعتبار وجبة تحتوي على السمك من الكنوز الغذائية للحصول على خلايا عصبية صحية فضلا عن كون عنصر منشط ,ومعزز للذاكرة مما يزيد من معدلات التحصيل الدراسي لدى الأبناء, وإذا كنت على إطلاع بالأنواع الشائعة من الأسماك فبالتأكيد سمعت عن سمك الأنشوجة الذي يتميز بصغر حجمه ,وعادة مايتم وضعها في عبوة صغيرة من الصفيح مع الزيت الذي يغطي سطحها .. وسوف نقدم من خلال مقالنا اليوم فوائد سمك الأنشوجة .
حول سمك الأنشوجة
البعض لايفضلون تناول الأسماك نهائيا بينما آخرون قد يختارون التركيز على الأنواع الشهيرة فقط كالبوري , البلطي , الرنجة , وبوجه عام إذا كنت من عشاق تناول المأكولات البحرية , فتذكري أن يكون سمك الأنشوجة ضمن قائمتك ,نظرا لإحتواء لحوم الأسماك على خصائص مفيدة وصحية لأعضاء الجسم, وأجهزته الحيوية بفضل تمتعها بمجموعة من المغذيات
إلى أي نوع ينتمي سمك الأنشوجة؟
يمكن أن نطلق عليه اسم الأنشوجة , أو الأنشوفة وينتمي إلى الفصيلة البلمية وهو جنس معروف من الأسماك ولعل أبرز مايميزها من خصائص هو ذلك المذاق المالح , القوام الزبدي, الطعم الغني بالثوم مما يجعلنا أمام سمك على الرغم من صغر حجمه إلا أنه يتمتع بحزمة من الفوائد المذهلة تلبية لإحتياجات الجسم من مختلف العناصر الغذائية .
فوائد سمك الأنشوجة
1- الوقاية من مشكلات القلب ,والأوعية الدموية
الأسماك في مجملها ليست مهمة لوظائف الدماغ فقط وتحسين العمليات الإدراكية بل أن وجود أحماض أو ميجا 3 وهو عنصر أساسي في الأسماك بصفة عامة والأنشوجة بشكل خاص يرتبط بالحفاظ على صحة القلب ,والشرايين والوقاية من المشكلات الشائعة التي يمكن أن تؤثر على وظائفهما وتؤدي إلى تصلب جدران الشرايين ,وقد دعمت إحدى الدراسات هذا الرأي وذلك من خلال تأكيد العلاقة بين تخفيض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والحرص على تضمين سمك الأنشوجة ضمن السلطات أو مقبلات الطعام على نحو منتظم .
تلك النسبة العالية من الأحماض الدهنية جعلت سمك الأنشوجة في مكانة متميزة, حيث برزت أهمية أوميجا 3 في تقليل مستويات الدهون الثلاثية , وترسبات الكوليسترول الدهنية في الجسم ودرء مخاطر تراكمها على جدران الشرايين من الداخل , علاوة على دورها في تقليل حالات ارتفاع ضغط الدم بسبب الخصائص التي يمتلكها في العمل على وضع الضغط ضمن حدود السيطرة وبالتالي منع ارتفاعه المفاجىء .
إذا كنت من ضمن الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكتات الدماغية والتي تعني انخفاض التدفق الدموي المغذي لأحد شرايين الدماغ وهذا مايرفع من مخاطر جلطة الدماغ فإن سمك الأنشوجة فعال في هذا الصدد حيث يلعب دورا في تقليل العوامل المسببة لتخثر الدم في الشرايين المغذية للمخ.
اقرأ أيضا أهم أنواع الأسماك الغنية بالدهون الصحية للحفاظ على صحة القلب
2- الوقاية من مخاطر الإصابة بالتنكس البقعي
إحدى مشكلات العيون الشائعة لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما ,ويطلق عليها أيضا التنكس البقعي المرتبط بالعمر , ويعد من العوامل المسببة لفقدان البصر بين الـأشخاص, وقد اشتق اسم الضمور البقعي من هذا التلف الذي يصيب جزء محدد في شبكية العين يعرف (بالبقعة ), والمسئول بشكل رئيسي عن مركز الرؤية الحاد الذي يستهدف التركيز على الأشياء الواقعة أمام العين بشكل مباشر , وهنا يمكننا التفكير في سمك الأنشوجة بإعتباره من أنواع الأسماك التي تحمل فوائد لاحصر لها في مجال الحفاظ على صحة العين , ويرجع ذلك في المقام الأول إلى وجود حمض إيكوسابنتاينويك –والذي يشكل واحدا من ضمن أحماض أوميجا 3 الموجوة في المكونات بشكل رئيسي مما يقلل من فرص الإصابة بالضمور البقعي , ومايمكن أن يسببه من مضاعفات نؤدي بالشخص إلى تشوهات في الرؤية البصرية .
3- مكافحة مرض الزهايمر
ثبت أن الأنشوجة من ضمن أنواع الأسماك التي يجب أن تكون متضمنة في الخطة الغذائية لمرضى الزهايمر أو الخرف بشكل عام الذي يعبر عن الوصف العام لأمراض التدهور الإدراكي والذي يتفاقم أثرها مع تقدم الشخص في العمر وينعكس سلبا على الحياة اليومية للمصابين به , وفي هذا الإطار وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يحرصون على تضمين كمية كافية من الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 , مثل سمك الأنشوجة , يقل لديهم نوع من البروتينات يعرف ببروتين بيتا أميلويد، الذي يشكل زيادته أبرزعوامل خطر الإصابة بالزهايمر.
4- تحسين الصحة العامة للغدة الدرقية
هناك أسفل الرقبة من الأمام تقع الغدة الدرقية, والتي تتداخل مع وظائف الجسم الحيوية وتتخذ شكل فراشة , وتمثل جزء لايتجزأ من نظام الغدد الصماء ويبرز دورها في تعزيز عملية التمثيل الغذائي ,وزيادة معدلات حرق السعرات الحرارية كما أنها مسئولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم , ضغط الدم ,دقات القلب .
ومن الطبيعي أن تتولى تلك الغدة إفراز الهرمونات التي ماإن زادت عن الحد الطبيعي فإننا نكون أمام حالة فرط النشاط ,بينما إذا كان هنا انخفاض واضح في الهرمونات المنتجة بواسطة تلك الغدة فإن الشخص سوف يعاني من حالة كسل أو قصور الغدة ومن ثم نوصي بإدراج سمك الأنشوجة في النظام الغذائي لمن يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية وذلك بفضل احتوائها على عنصر السيلينيوم , والذي يمكن أن توفر الحصة الواحدة من هذا النوع من السمك مايقدر بحوالي 31 ميكروجرامًا من السيلينيوم، والذي أثبتت الأبحاث أن مستويات النقص في وجوده بالجسم تتسبب في اختلالات في وظائف الغدة الدرقية .
من الضروري معرفة أيضا أن سمك الأنشوجة يأتي على رأس قائمة الأسماك الغنية بالحديد , مما يجعله مصدرا غذائيا ممتازا للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص مستويات معدن الحديد في الجسم.