أثناء مرحلة الرضاعة الطبيعية يكتسب معظم الأطفال الذين يمارسون هذا النوع من الرضاعة وزنا بمعدل ثابت، ومتوقع طالما أنهم يرضعون كثيرا، وبشكل جيد، ومنظم، ولكن إذا كنت ترضعين بهذه الطريقة، ويزداد وزنه ببطء أو بشكل غير متسق، ففي هذا الوقت من الوارد عدم حصول طفلك على ما يكفي من حليب الثدي، فالتغذية الكافية ضرورية بشكل كبير لنمو الطفل، وتطور مهاراته، لذلك سوف نتناول اليوم الحديث عن الرضاعة الطبيعية، ولماذا لا يكتسب الطفل الوزن عند رضاعته بهذا الشكل.
زيادة الوزن النموذجية لأطفال الرضاعة طبيعية
ينمو جميع الأطفال بالسرعة التي تناسب مع وضعهم، وطريقة رضاعتهم، لكن في الغالب زيادة وزن الطفل تميل إلى اتباع نمط ثابت حيث يمكن أن يفقد الأطفال حديثي الولادة الذين يرضعون رضاعة طبيعية ما يصل إلى 10٪ من وزنهم عند الولادة خلال الأيام الخمسة الأولى من الحياة.
بعد ذلك، بحلول الوقت الذي يبلغ فيه عمر الطفل من 10 أيام إلى أسبوعين، يقوم الاطفال بإستعادة الوزن الذي فقدوه، وفي خلال الأشهر الثلاثة التالية أو في هذا المعدل الزمني، يكتسب الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية حوالي أونصة في اليوم، وبحلول عمر ال 4 أشهر، عادة ما يتضاعف وزن الأطفال مقارنة بوقت ولادتهم.
مما لا شك فيه أن كل مولود يختلف عن غيره، فعادة ما ينمو بعض الأطفال بشكل أبطأ من غيرهم، ولكن طالما أن طفلك يرضع بشكل جيد، وطبيعي وأن فحوصاته الصحية سليمة، فقد لا تكون زيادة الوزن البطيئة مشكلة تستدعي التدخل الطبي.
تعتبر زيادة الوزن للرضيع هي أفضل علامة على أن الطفل يحصل على ما يكفي من حليب الأم الطبيعي، فعندما يكتسب الطفل وزنا أقل من المتوقع، فقد يعني ذلك أنه لا يحصل على ما يكفي من التغذية السليمة، فإذا لم يعد مولودك الجديد إلى وزنه عند الولادة في غضون أسبوعين، أو لم يكتسب وزنا باستمرار بعد ذلك،فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في الرضاعة الطبيعية.
الموازين المنزلية
يعتبر ميزان طفلك في المنزل ليس بديلا عن إصطحاب طفلك إلى طبيب الأطفال الخاص به، ومع ذلك، يمكن أن تكون طريقة رائعة للعمل مع طبيب طفلك للإطمئنان من أن طفلك يكتسب قدرا صحيا من الوزن.
أسباب بطء زيادة وزن الرضيع
هناك عدد من الأسباب التي قد تجعل طفلك لا يحصل على ما يكفي من حليب الثدي لكي يزيد وزنه بمعدله الطبيعي، ويمكن أن يساعدك طبيبك أو استشاري الرضاعة في تحديد المشكلة، ومحاولة تصحيحها، وإيجاد حلول لها.
- وضع الرضاعة الخطأ
يسمح الوضع الصحيح للرضاعة في مساعدة لطفلك بالحصول على الحليب الطبيعي من ثديك دون الشعور بالتعب، والإحباط، والإلرهاق، فإذا كان طفلك لا يلتصق بشكل صحيح أو يتشبث بالحلمة جيدا أثناء الرضاعة، فلن يتمكن من الحصول على الحليب جيدا.
- معدل الرضاعة الطبيعية
قومي عزيزتي الأم بإرضاع طفلك حديث الولادة كل ساعتين إلى أربع ساعات على الأقل خلال النهار، والليل خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى، فإذا أراد الإستمرار في الرضاعة الطبيعية في كثير من الأحيان، قومي بإرضاعه مرة أخرى، ولا تتقيدي بتوقيت معين.
- جلسات الرضاعة
يجب أن يرضع الأطفال حديثو الولادة لمدة 8 إلى 10 دقائق على كل جانب، ومع تقدم طفلك في السن، لن يحتاج إلى الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة مثل سابق العهد، ومع ذلك، خلال الأسابيع القليلة الأولى، حاولي إبقاء طفلك مستيقظا بنشاط لأطول فترة ممكنة لكي يعتاد عالرضاعة ويتطور معدل النمو لديه بحصوله عالتغذية المناسبة.
- أمراض وآلام
إذا حدث، ومرض طفلك أثناء مرحلة ولادته بأي عدوى أو مرض مثل إصابة القلاع في فمه فسوف يعاني إلى حد ما عند الرضاعة الطبيعية فقد لا يرضع جيدا، وبالتالي قد يكتسب وزنه ببطء شديد.
- إنخفاض أو تأخر إمداد حليب الثدي
بعد قيام الأم من مرحلة الولادة قد تتأخر بعض الأمهات في بدء إنتاج حليب الثدي، مما يعني أن الإنتاج إما بطئ أو متأخر، وقد تعاني الأمهات الأخريات من إنخفاض مزمن في إمدادات الحليب، والتي يمكن أن يكون لها العديد من الأسباب، ولكن الجدير بالذكر هو أنه يمكن في كثير من الأحيان تحسين انخفاض إمدادات الحليب بسهولة إلى حد ما من خلال المركبات الدوائية، والفيتامينات.
من الممكن أن تسبب بعض المشكلات الطبية إنخفاضا حقيقيا في إمدادات حليب الثدي، ولكن هذا يعتبر غير شائعا، وإن حدث فمن الأفضل إستشارة الطبيب المختص، لكي يصف العلاج والمكملات المناسبة.
عوامل الخطر التي تؤدي لضعف زيادة وزن الرضيع
في الأوقات الطبيعية يقوم معظم الأطفال حديثي الولادة، والرضع بالرضاعة بشكل جيد، والقيام بإكتساب الوزن، ولكن من الوارد أن يواجه بعض الأطفال صعوبة في الرضاعة الطبيعية، وتسمى هذه بصعوبات الرضاعة الطبيعية حيث تسبب ضعف فرص النمو، وإكتساب الوزن بوتيرة أبطأ، ومن أهم هذه الصعوبات ما يلي:
1.الولادة المبكرة قبل الموعد: قد لا يتمتع الأطفال الذين يولدون اضطراريا قبل 37 أسبوعا بالرضاعة الطبيعية حيث لا يستطيعو الحصول على الكمية المناسبة من اللبن الذي يحتاجونه، بالإضافة لذلك فإنهم أكثر عرضة للنعاس، ويعانون من مشاكل طبية يمكن أن تجعل الرضاعة الطبيعية أكثر صعوبة.
2. التحديات الفموية: قد يكون من الصعب على الطفل الرضيع ممارسة رضاعته إذا كانت والدته لديها ثديين صلبين أو حلمات كبيرة مما يصعب عملية الرضاعة، بالإضافة لذلك فيوجد بعض المشاكل خاصة بالطفل تعمل علي صعوبة الرضاعة الطبيعية مثل الأفواه صغيرة أو ربط اللسان أو الشفة المشقوقة.
3. اليرقان: قد يصاب الأطفال حديثي الولادة بمرض اليرقان، وهذا المرض يسبب لون أصفر على بشرة الطفل، و يجعل الأطفال يشعرون بالنعاس الشديد، ولا يهتمون بالرضاعة الطبيعية.
4. الارتجاع: يعاني بعض الاطفال من مشكلة الارتجاع أو التقيأ بعد الرضاعة، وفي هذه الحالة لا يفقدون فقط بعض حليب الرضاعة، ولكن يفقدو أيضا الحمض الناتج عن الارتجاع، ويسبب ذلك تهيج الحلق، والمريء، مما يجعل الرضاعة الطبيعية مؤلمة بشكل كبير.
5. المرض: قد لا يستطيع الأطفال الرضع المصابون بمرض أو عدوى بالرضاعة بشكل منتظم، وجيد، ويسبب ذلك عدم إكتساب الوزن أو فقدانه، خاصة إذا كانوا يعانون من الإسهال أو القيء.
6. المشاكل العصبية: يمكن لحالات مثل متلازمة داون أن تعيق قدرة الطفل على التعامل مع الرضاعة بشكل صحيح.
إقرأ أيضا: أصوات التنفس الشائعة لحديثي الولادة
كيف تساعد طفلك الرضيع على زيادة الوزن؟
إذا كنتي عزيزتي تعاني من القلق بشأن معدل زيادة وزن طفلك فمن الضروري رؤية طبيب طفلك الخاص في أقرب وقت ممكن، حيث سيتم فحص طفلك، وقياس طوله، ووزنه، وإعطائك فكرة عما هو متوقع في في هذه المرحلة العمرية.
يوجد العديد من الإستراتيجيات التي قد تساعد طفلك على زيادة الوزن، وفيما يلي بعض هذه النصائح الإضافية حول مساعدة طفلك على زيادة وزنه:
- التحقق من مزلاج طفلك
تأكدي عزيزتي من أن طفلك يلتصق بثدييك بشكل صحيح عند الرضاعة، وإن لم يحدث ذلك فأطلبي المساعدة من طبيبك أو استشاري الرضاعة الخاص بطفلك.
- الرضاعة الطبيعية في جميع الأوقات
قومي بإرضاع طفلك كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، وكلما ظهرت عليه علامات الجوع، فيجب عليكي عزيزتي الأم ألا تضعي طفلك على جدول تغذية مثل رضعة كل ثلاث إلى أربع ساعات مثل الطفل الذي يرضع حليبا صناعيا، وذلك نظرا لأن حليب الثدي يتم هضمه بسهولة أكبر، فقد يحتاج الأطفال الذين يرضعون من الثدي إلى تناول الطعام في كثير من الأحيان.
- تجنب اللهايات
إذا كان طفلك يتناول اللهاية بدلا من الرضاعة الطبيعية، فيجب عليكي عزيزتي الأم تجنب هذه العادة، حيث يسبب ذلك عدم الحصول على الكثير من حليب الثدي.
- إبقاء الطفل مستيقظا
حاولي إبقاء طفلك حديث الولادة الذين يشعر بالنعاس الدائم في حالة نشاط لكي يرضع لمدة 20 دقيقة في كل رضعة، وقومي بفعل ذلك عن طريق دغدغة قدمه أو تغيير وضعية الرضاعة الطبيعية أو تغيير الحفاضة أو مساعدته في التجشؤ.
- معالجة مشكلات إنتاج اللبن
إذا كانت المشكلة تكمن في زيادة إمداد حليب الثدي، فقومي عزيزتي في اتخاذ خطوات لزيادة إنتاج الحليب. إلى جانب الرضاعة الطبيعية، يمكن إضافة بعض الأطعمة المعززة للحليب إلى وجباتك ، أو تجربة الرضاعة الطبيعية من شاي الأعشاب.
- مكملات الرضاعة الطبيعية
قد تضطر أيتها الأم إلى تكملة طفلك بوجبات إضافية إما من خلال حليب الثدي الذي يتم ضخه أو حليب الأطفال الصناعي المناسب للمرحلة العمرية، وحالة طفلك الرضيع.
متى يجب الإنتقال من الرضاعة الطبيعية إلى الرضاعة الصناعية؟
تعتبر الرضاعة الطبيعية من أجمل النعم التي حباها الله للأم والطفل فطالما لا يوجد أي مشاكل أو معوقات، فيمكنك الاستمرار فيها، والعمل على مراقبة معدل نمو وزن الطفل.
يعتبر حليب الأطفال ” الرضاعة الصناعية” هو بديل آمن عند نفاذ حلول الرضاعة الطبيعية الأمنة، وبالنسبة لكي عزيزتي الأم قومي بالشعور بالرضا عن نفسك، وعن الظروف المحيطة بالطفل، فهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان أن يكون الطفل لديه نمو سليم، ويكتسب الوزن الجيد.