كما نعلم جميعا أن عصير البرتقال يحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين C وهو أمر جيد جدا للصحة وتعزيز الجهاز المناعي للعمل على مقاومة الامراض، فالجدير بالذكر أنه طبقا لهذه الفوائد يلجأ الكثير منا إلى إدخال هذا النوع من العصير الطبيعي في داخل أنظمتنا الغذائية اليومية، ولكن هل يعد أمر تناول عصير البرتقال هذا من الأمور الآمنة والصحية مع مصابي قرحة المعدة؟ هذا ما سنقوم بالتعرف عليه اليوم بصورة تفصيلية من خلال سطور مقالنا التالية.
هل يستطيع مريض قرحة المعدة تناول عصير البرتقال؟
مما لا شك فيه أن عصير البرتقال من أهم أنواع العصائر المتناولة ذات القيمة الغذائية العالية جدا، بما في ذلك العديد الأحماض الطبيعية مثل حمض الأسكوربيك وحامض الستريك ومواد أخرى مثل فيتامين C والفلافونويد والكاروتين والفيتامينات B1 و B9 والبوتاسيوم والفوسفور والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم.
من هنا يرغب القارئ منا أن نقوم بتوضيح إمكانية تناول مصابي قرحة المعدة لهذا العصير نظرا لفوائده المتعددة أم لا، والإجابة هنا تتمثل في أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة والاثني عشر تجنب شرب عصير البرتقال، وهذا لأن هذا العصير يحتوي على بعض الأحماض، وداخل معدة أصحاب هذا المرض تعمل المواد العضوية على زيادة حمض المعدة، ومن ثم يسبب هذا الأمر زيادة حرقة المعدة وجعل الحالة المرضية في حالتها الأسوأ.
هذا الكلام لا ينطبق فقط على عصير البرتقال بل يمتد أيضا لبعض الأطعمة التي تزيد من الحموضة والأطعمة الحمضية مثل اليوسفي والليمون. لذا فمن هنا نقوم بتقديم النصيحة المتمثلة في ضرورة حد أصحاب مرضى قرحة المعدة والأثنى عشر من تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية قدر الإمكان.
كيف نعمل على تخفيف أعراض قرحة المعدة؟
يجب علينا معرفة أن القرحة الهضمية هي حالة مرضية مزعجة تحدث عندما يصبح الجزء المخاطي من المعدة أو الاثني عشر ملتهبا ومتقرحا، مما يخلق هذا الأمر آلاما في البطن تسبب إزعاجا شديدا للمريض. لذلك، ينتج عن هذا شعور الشخص المصاب بالتعب مع مواجهة صعوبة في النوم والإصابة بالأرق، ولكن عند قيامنا بالعمل على تخفيف أعراض هذا المرض، فسوف يساعد هذا المريض على تحسين نوعية حياته قدر الإمكان.
في حالة زيادة حدة قرحة المعدة مع الشعور بالآلام الشديدة وأعراض هضمية أخرى، فيجب علينا هنا العمل على التوجه إلى طبيب مختص لتلقي الفحص الطبي والتشخيص المناسب وبناء على هذا الأمر سوف يتم إعطاء نظام العلاج المناسب للمريض وكذلك العلاج الأنسب لالتهاب المعدة.
بالإضافة إلى تناول الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء، فمن الممكن أن يلجأ المرضى لإستخدام أحد التدابير التالية لتقليل أعراض المرض بشكل فعال.
أولا: إعتماد نظام غذائي صحي
من الهام جدا معرفة أن الوجبات التي توفر التغذية الكافية والغنية بالألياف هي أول طريقة فعالة لعلاج آلام المعدة في المنزل. على وجه التوضيح، تساعد الأطعمة المحتواه على الألياف في عملية تعزيز نمو البكتيريا المفيدة، وهو أمر جيد لعملية التمثيل الغذائي وامتصاص الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، فيحتاج المرضى أيضا إلى تقليل استخدام الأطعمة المقلية التي تحتوي على الكثير من الشحوم والأطعمة المصنعة التي تحتوي على العديد من المواد الحافظة والمشروبات الغازية. فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر تتسبب في زيادة تحميل المعدة بشكل زائد وتزيد من إفراز حمض المعدة وتجعل القرحة أسوأ وأكثر إيلاما.
بوجه عام يحتاج الأشخاص المصابون بالقرحة الهضمية إلى اتخاذ خيارات غذائية مناسبة تساعد على تعزيز التئام القرحة وتقليل تهيج الغشاء المخاطي في المعدة، والحد من إنتاج الحمض الزائد، والذي يمكن أن يسبب الألم وتفاقم القرحة.
لحماية الغشاء المخاطي في المعدة، يجب على المرضى استخدام الأطعمة التي تقلل من إفراز المعدة، وتغلف الغشاء المخاطي، وتساعد على تحييد الحمض في المعدة إلى جانب الأطعمة الغنية بالألياف مثل الجزر والبطاطس واليقطين والشوفان وخبز القمح الكامل.
إقرأ أيضا: 6 أطعمة يجب على مرضى قرحة المعدة الإلتزام بتناولها
ثانيا: تجنب تخطي وجبات الطعام وتناوله في اوقات محددة
عند القيام بتناول الطعام بشكل متقطع دون وقت محدد، فيجب العلم أن هذا الأمر سيؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم، مما يعد هذا سبب رئيسيا في إعاقة التمثيل الغذائي ومن ثم يؤدي إلى حدوث مشاكل كثيرة في الجهاز الهضمي مثل اضطرابات الجهاز وآلام المعدة.
يجب التأكيد على أن تناول الطعام في الوقت الخطأ أو تخطي وجبات الطعام من الأمور السلبية الهامة التي تؤدي إلى زيادة إفراز المعدة وإيذاءها والتسبب في زيادة فرص حدوث القرحة. لذلك، يجب على المرضى الانتباه إلى تناول الوجبات اللازمة في الوقت المحدد.
ثالثا: تناول الأطعمة اللينة والمفرومة
يجب على الأشخاص الذين يعانون من آلام في المعدة بصورة مستمرة العمل على تناول الأطعمة السائلة والناعمة وسهلة الهضم والامتصاص حيث يترتب على هذا الأمر تجنب زيادة إفراز حمض المعدة الذي يسبب المزيد من الألم ويؤثر على القرحة.
إذا لم يتتم تناول الطعام في حالته السائلة، فيجب أيضا العمل على تقطيع الطعام أو سحقه جيدا حيث يحد هذا من حالة الاضطرار المباشرة بالمعدة.
رابعا: الإستعانة بالضغط الدافئ على المعدة
يجب معرفة أن الكمادات الدافئة عن طريق إستخدام قربة الماء الدافئ هي واحدة من الطرق الفعالة لتخفيف الألم وتحسين أعراض الإصابة بالقرحة الهضمية. فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن يؤدي استخدام ضغط من 50 إلى 65 درجة مئوية وتطبيقه مباشرة على البطن المؤلم لمدة 10-20 دقيقة إلى حدوث توسيع الأوعية الدموية الشرسوفية، وتقليل الآلام والانقباضات في المعدة، وتعزيز الدورة الدموية إلى الجهاز الهضمي.
خامسا: شرب كوب من الماء الدافئ
في بعض الأوقات وعندما تصاب المعدة بالألم الشديد، فيجب على الفور القيام بصنع كوبا من الماء الدافئ وتناوله حيث يمكن إضافة القليل من العسل عليه. فوجب التنويه أن هذا الحل هو بسيط وفعال للغاية لتلك الأوقات التي نعاني فيها من آلام المعدة.
بوجه عام تعد الطرق السابق ذكرها هي من أبسط الطرق التي يمكن للناس من خلالها تحسين أعراض قرحة المعدة بشكل سريع أو عند القيام بتناول كوب من عصير البرتقال أو بعض الاطعمة الحمضية الأخرى. ولكن، في حالة استمرار الألم يجب على المرضى الذهاب إلى أفضل طبيب مختص ذات السمعة الطيبة لتلقى الفحص اللازم من قبل الأطباء ووصف أدوية العلاج المناسبة.