عند الحديث عن مرض السرطان اللعين وخاصة ما يصيب رحم الأنثى ويسمى بسرطان عنق الرحم، فيجب العلم أن هذه الحالة المرضية الصعبة تؤثر بشكل خطير على صحة المرأة بوجه عام وحياتها الجنسية بشكل خاص، ومن ثم فيتواجد في هذه الآونة تساؤل هام يقوم بطرح نفسه ويتمثل في ما مدى آمان ممارسة العلاقة الجنسية أثناء الإصابة بأزمة سرطان عنق الرحم المقلقة؟ هذا ما سنتعرف عليه لاحقا.
ما هو سرطان عنق الرحم؟
ما هو سرطان عنق الرحم؟
عند الحديث عن سرطان عنق الرحم، فيجب العلم أنه أحد أهم أشكال الأورام السرطانية الخبيثة الأولي، والذي قد ينشأ من الخلايا في عنق الرحم أو بمعنى أدق التقاطع بين المهبل والرحم. الجدير بالذكر، أن هذا النوع من السرطان بطيء التقدم، مما يعني أنه يمكن اكتشافه ه وعلاجه على الفور خاصة إذا اتخذت النساء تدابير الفحص الروتينية.
ومع ذلك، وبمجرد دخول مرحلة العلاج، فسوف يتعين على المرضى مواجهة سلسلة من الآثار الجسدية والعقلية، وخاصة الوظيفة الجنسية، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر لا يضر الصحة فقط، بل يؤثر أيضا بشكل مباشر على نوعية حياة الزوج والزوجة وسعادة الأسرة بشكل عام.
إلى جانب هذا، وما يثير القلق بشكل كبير هو أن أعلى معدل تكرار لهذه الأزمة الصحية يتمثل في النساء اللائي في مرحلة النشاط الجنسي، ومن هنا تبدأ أزمة التعامل مع الواقع المرضي هذا بجميع جوانبه.
ما هي أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
ما هي أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
عادة لا يكون لسرطان عنق الرحم أعراض واضحة في المراحل المبكرة، مما يترتب على هذا الأمر جعل العديد من النساء يقمن بالتعامل مع الأمر بشكل ذاتي. بالرغم من ذلك، ومن التقدم في الحالة المرضية فمن الوارد ظهور بعض العلامات والأعراض المقلقة والتي تتمثل في الآتي:
- الآلام أثناء ممارسة العلاقة الجنسية
- النزيف المهبلي بشكل غير طبيعي على الإطلاق خاصة بعد ممارسة الجنس أو في منتصف فترة الحيض أو بعد انقطاع الطمث.
- تواجد الإفرازات المهبلية كريهة الرائحة.
- المعاناة من آلام الحوض وأسفل الظهر.
- البول الدموي، والصعوبة في التبول.
- تواجد الدماء في البراز.
- التعب والدوخة وفقدان الوزن غير المبرر.
عند التعرض لأي أعراض غير عادية من السابق ذكرها، يجب على النساء مراجعة أخصائي في أسرع وقت ممكن ، لتجنب تطور المرض إلى مرحلة متأخرة.
ما هي العوامل التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
ما هي العوامل التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
أظهرت العديد من الدراسات أن العوامل التالية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم تبدو واضحة من خلال ما يلي:
- الجماع الجنسي في مراحل عمرية مبكرة.
- العلاقات الغير آمنة والمحرمة.
- الولادات المتعددة.
- التنظيف غير السليم للمنطقة الحميمة.
- ممارسة عادة التدخين.
- عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، وخاصة السلالات 16 و 18.
- ضعف الجهاز المناعي وخاصة مع النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية.
في الوقت الحالي، يعد التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري أكثر التدابير الوقائية فعالية لمساعدة النساء على التقليل من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
ما هي أهم الطرق العلاجية المعنية بالتغلب على سرطان عنق الرحم؟
ما هي أهم الطرق العلاجية المعنية بالتغلب على سرطان عنق الرحم؟
اعتمادا على مرحلة المرض والصحة العامة والقدرة على الاستجابة للعلاج، فقد يقوم الطبيب بوصف بعض الطرق العلاجية والتي تتجلى في الآتي:
- الجراحة: إزالة الورم أو استئصال الرحم.
- العلاج الإشعاعي: حيث يتم استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الكيميائي: تستخدم مع هذه الآلية العلاجية الأدوية القوية لتدمير الخلايا الخبيثة.
- العلاج المناعي: والذي يتم عن طريق تنشيط الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية.
- إجراء LEEP أو السكين البارد: والذي يتم تطبيقه لمعالجة السرطان للتو على سطح عنق الرحم.
بغض النظر عن الطريقة المختارة، فسوف يواجه المرضى العديد من الآثار الجانبية في هذه الأوقات والتي من الوارد أن تتمثل في جفاف المهبل، وضمور العضلات، والألم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، والتغيرات الهرمونية ، والشعور بالتعب، وتساقط الشعر، والغثيان، والقلق، وانخفاض جودة النوم.
هل من المقبول ممارسة الجنس مع سرطان عنق الرحم؟
هل من المقبول ممارسة الجنس مع سرطان عنق الرحم؟
يعد هذا هو السؤال الأكثر شيوعا عندما تتلقى النساء تشخيصا بأزمة الإصابة بسرطان عنق الرحم، ووفقا لخبراء الطبيين، فإن الإجابة تأتي بإتاحة إمكانية الممارسة لكن يجب أن يتم هذا بمزيد من الإحتياطات والمحاذير.
الجدير بالذكر، أنه خلال تلقي فترة العلاج هذه خاصة عند الخضوع للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، فغالبا ما يكون النساء المريضات متعبات وضعفاء جسديا ويفقدون الاهتمام بأمر الممارسة الجنسية. بالإضافة إلى أن الآفات في المنطقة الحميمة والألم والجفاف والنزيف السهل أثناء ممارسة الجنس هي من أهم الأسباب التي تجعل الأطباء يوصون بضرورة الحد من ممارسة الجنس أو الامتناع عنه أثناء تلقي فترة العلاج.
لا يقتصر الأمر فقط على المشاكل الجسدية بل يمتد أيضا إلى الأزمات النفسية التي تعد هي أيضا عائق كبير حيث من الوارد أن يتعرضن النساء لمشاعر تدني احترام الذات والقلق والاكتئاب والتأثير على الرغبة الجنسية ونوعية الحياة مع الشريك، ومن ثم يعد هذا هو الوقت الذي يلعب فيه التعاطف والتفاهم والدعم من الشريك دورا مهما بشكل خاص.
متى يستطعن مريضات سرطان عنق الرحم ممارسة العلاقة الجنسية مرة أخرى؟
متى يستطعن مريضات سرطان عنق الرحم ممارسة العلاقة الجنسية مرة أخرى؟
بعد انتهاء العلاج وتعافى الجسم بشكل جيد، فسوف يملكن العديد من النساء القدرة نحو الحفاظ على حياة جنسية طبيعية. ومع ذلك، يجب القيام بذلك خطوة بخطوة بناء على تعليمات محددة من المتخصصين والأطباء المتابعين للحالة المرضية.
عادة، وإذا لم تكن هناك مضاعفات خطيرة، فيمكن للنساء اللائي قد تلقين العلاج ممارسة العلاقة الجنسية مرة أخرى بعد بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر. ومع ذلك، يجب تجنب ممارسة العلاقة الحميمة في الحالات التالية:
- تلف والتهاب المنطقة الحميمة.
- المعاناة من النزيف والآلام عند الاتصال الجنسي.
- ضعف الحالة الجسمانية بشكل ملحوظ.