يلجأ الكثير من الأشخاص إلى القيام بإستخدام بعض من الأدوية بشكل ذاتي، مما ينتج عن هذا الأمر التعرض للمشاكل والأزمات الصحية والأضرار الكثيرة على الكلى والعديد من العواقب الأخرى التي لا يمكن التنبؤ بها. الجدير بالذكر أن هذا الأمر الغير آمن يمتد حتى مع المكملات الفيتامينية، لذا يجب علينا دائما وأبدأ الإستعانة بالطبيب وتلقي الإستشارة من المختصين جراء هذا الأمر حتى يتم وصف الجرعة المناسبة والتحقق من مدى إمكانية إستخدام هذا الدواء أم لا. بوجه عام قررنا اليوم أن نتحدث عن أهم المخاطر المترتبة على القيام بإستخدام الدواء بشكل ذاتي تعسفي بدون إستشارة طبية وبالأخص فيما يقع على الكلى.
ما هي مخاطر القيام بتناول الدواء بشكل ذاتي في المنزل؟
يميل الكثير من الأفراد إلى القيام بإستخدام الطب الذاتي المنزلي بشكل تعسفي وهذا للعمل على علاج بعض الأمراض دون تلقي الاستشارة الطبية. فمن الهام معرفة أن هذه العادة تؤدي إلى العديد من العواقب الصحية الضارة، وخاصة التأثير المباشر وظائف الكلى.
نعلم جميعا أن الكلى هي أحد أهم الأعضاء الموجودة في الجسم حيث تتمثل وظيفتها في العمل على تصفية وإزالة السموم والمخلفات من الجسم. فالجدير بالكر أنه عندما يتم إدخال الدواء إلى الجسم، سواء تم استخدامه عن طريق الفم أو الحقن أو التطبيق موضعيا، فسوف يتم امتصاصه وتوزيعه واستقلابه وإفرازه عن طريق الكلى. لذلك، يعد الاستخدام التعسفي للأدوية المنزلية التي لم يتم وصفها بشكل صحيح خاصة بعض الأدوية التي تؤثر بشكل مباشر على الكلى من الأمور الهامة التي تؤثر سلبا وبشكل مباشر على عمل الكلى.
يجب علينا معرفة أن نسبة كبيرة من حالات الفشل الكلوي الحاد الناجمة عن تناول بعض الأدوية من الوارد ظهورها عن طريق بعض الأعراض التي تتمثل في التعب، والارتباك، وضيق في التنفس، وتورم في الساقين والقدمين بسبب احتباس السوائل، وانخفاض التبول.
بالإضافة إلى العواقب التي تقع على الكلى، فمن الهام أيضا معرفة أن العلاج الذاتي في المنزل ينطوي أيضا على خطر التشخيص الذاتي للحالة الخاطئة، مما يؤدي هذا إلى حدوث المزيد من تفاقم للحالة المرضية. إلى جانب بعض الأدوية التي لديها القدرة على التسبب في ظهور بعض الآثار الجانبية الغير مرغوب فيها أو التعرض لبعض التفاعلات الدوائية الضارة التي لا يمكن للمرضى توقعها إلا وقت حدوثها.
ما هي أهم الأدوية التي يمكن أن تسبب تلف الكلى عند إساءة إستخدامها؟
أولا: المسكنات
توجد العديد من الأدوية المسكنة للألم والتي نقوم جميعا باللجوء إلى تناولها عند الشعور بأي آلام مثل الباراسيتامول أو الأسبرين أو الإيبوبروفين أو النابروكسين. الجدير بالذكر أنها تعد من أشهر الأنواع التي يتم إستخدامها على نطاق واسع للأدوية المسكنة أو المضادة للالتهابات أو خافض للحرارة دون وصفة طبية من الطبيب، فمن الهام معرفة أنه إذا تم استخدام هذه الأنواع بشكل زائد، فمن الممكن أن ينتج عن هذا الأمر حدوث الإصابة بالفشل الكلوي الحاد.
عند حديثنا عن بعض المسكنات غير الستيرويدية المضادة للالتهابات أو ما تسمى بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل ميلوكسيكام، ديكلوفيناك. فيجب العلم أن لها بعض التأثيرات الغير مرغوب فيها والتي تتمثل في حدوث تقليل تدفق الدم إلى الكلى، مما يقلل هذا الأمر بدوره من وظيفة ترشيح الكلى.
إقرأ أيضا: احتياطات استخدام مسكنات الألم لأصحاب مشكلات ضغط الدم المرتفع
ثانيا: المضادات الحيوية
المضادات الحيوية هي أيضا أحد أهم مجموعات الأدوية التي يتم إستخدامها بشكل عشوائي، ومن ثم يمكن أن تسبب العديد من الآثار الضارة على الكلى، وبالأخص إذا تم تناولها بشكل غير صحيح وعشوائي، فالأمر هنا بشكل قاطع يجب أن يتم تحت إشراف طبي من حيث الجرعة الموصوفة ومدى ملائمة هذا المضاد مع الحالة الصحية.
وفقا لذلك، تضمن بعض مجموعات المضادات الحيوية القادرة على التسبب في تلف الكلى ما يلي:
- أنا جيل السيفالوسبورينات (السيفالكسينات، السيفالوتين …)
- أمينوغليكوزيدات (نيومايسين، جنتاميسين، أميكاسين، توبراميسين، ستربتومايسين …)
- مجموعة الكينولون (أوفلوكساسين، سيبروفلوكساسين، نورفلوكساسين …)
ثالثا: مدرات البول
غالبا ما يتم إستخدام مدرات في علاج ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب أو التورم. الجدير بالذكر أن هذا الدواء يعمل على زيادة عملية الترشيح لإفراز المزيد من البول، مما يساعد هذا الأمر على التخلص من السوائل الزائدة داخل الجسم. ومع ذلك، فإن التأثير غير المرغوب فيه لهذه المجموعة من الأدوية هو أنه يمكن أن يسبب الجفاف ويؤثر على وظائف الكلى وبالأخص إذا تم تناوله بشكل ذاتي دون إشراف طبي.
رابعا: بعض الأدوية الأخرى
بالإضافة إلى مجموعات الأدوية الشائعة المذكورة أعلاه، فتوجد أيضا بعض من الأدوية التي تسبب العديد من الأضرار والمشاكل للكلي ومن أهمها الأدوية المعنية بعلاج ومنع النقرس، والأدوية الخاصة بداء السكري، بالإضافة إلى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، و بعض أدوية مضادات حموضة المعدة أو أدوية الصرع، وتقليل الكوليسترول في الدم آثار ضارة على الكلى.
كيف نقوم بالعمل على منع الآثار الضارة للأدوية على الكلى؟
لمنع وقوع الآثار الضارة للأدوية على الكلى، فإن الشيء الأكثر أهمية الذي يجب على المرضى فعله هو أنهم لا يقومون بالعمل على شراء الأدوية المنزلية بشكل تعسفي دون استشارة الطبيب ، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى.
إلى جانب هذا فيجب أن يخضع الأطفال الصغار وكبار السن أيضا لحذر شديد عند استخدام الدواء. فعلى أرض الواقع غالبا ما يعاني العديد من كبار السن من حالات طبية أساسية تقوم بإضعاف جميع وظائف الجسم، بما في ذلك وظيفة ترشيح الكلى.
من الضروري أيضا العمل على اتباع تعليمات الطبيب حيث يجب تجنب تغيير الدواء تلقائيا، وكذلك الجرعة ومدة استخدامه، وهذا حتي لا يترتب على هذا الأمر حدوث بعض النتائج العكسية التي تؤثر بصورة سلبية على الصحة عامة.
يجب أن يحرص المرضى أيضا على عدم مشاركة وصفاتهم الطبية مع الأقارب والأصدقاء الذين يعانون من نفس الأعراض لأن صحة كل شخص وتطوراتها لا يحدث بها تشابه. بالإضافة إلى ذلك فيجب العمل على شرب كميات كافية من الماء يوميا، خاصة عندما نقوم بتناول أدوية تعمل على تعزيز قوة تصفية الكلى.