يعتبر التهاب اللسان المهاجر أو الأطلسي أو الجغرافي هو أحد أكثر الحالات المرضية الشائعة جدا في هذه الآونة حيث عادة ما تحدث هذه الإصابة على منطقة رأس اللسان أو سطحه، وأحيانا قد يصل تحت سطح اللسان. فالجدير بالذكر أن اللسان في هذه الحالة المرضية يبدو على غير المعتاد ذو وضع أملس، مع تواجد منطقة حمراء تشبه شكل الخريطة إلى جانبها خطوط بيضاء متموجة. في العموم سنتناول الحديث اليوم عن موضوع إلتهاب اللسان المهاجر بمزيد من التوضيح مع التعرف على أهم الأسباب والأعراض وطرق التعامل الصحيحة مع هذه الحالة المرضية.
ما هي أسباب الإصابة بإلتهاب اللسان المهاجر؟
تحدث الإصابة بالتهاب اللسان المهاجر بسبب أن سطح اللسان نفسه يقوم بحل محل الجلد حيث أنه في هذه الحالة لا يتم استبدال الطبقة العليا من جلد اللسان بالتساوي. إلى جانب ذلك، فهناك أيضا بعض الحالات التي يتقشر فيها جلد اللسان بشكل مبكرا جدا، تاركا من خلاله مناطق حمراء تشبه الخدوش على الجلد وتسبب ألما كبيرا به. وعلى العكس من ذلك في بعض المناطق الأخرى حيث يبقى الجلد عالقا لفترة طويلة جدا وعادة ما يكون ذو لون أبيض يعاني من الألم أيضا.
يجب معرفة أنه عادة ما تكون المنطقة الحمراء من اللسان رقيقة جدا بحيث يمكن أن تصاب أحيانا بداء المبيضات، مما يجعل المصاب يشعر بالالم الشديد نتيجة ما اصاب اللسان.
توجد العديد من العوامل التي تسبب الإصابة بهذه الحالة المرضية مثل التاريخ العائلي والوراثة واللسان المتصدع حيث تزيد هذه من تطور التهاب اللسان المهاجر. وفيما يلي سوف نوضح هذا بمزيد من التفصيل:
أولا: التاريخ العائلي.. بعض الأشخاص الذين يعانو من التهاب اللسان المهاجر لديهم تاريخ عائلي من هذا المرض، لذا فإن العوامل الوراثية مسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بالمرض بنسبة كبيرة.
ثانيا: اللسان متصدع.. غالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب اللسان المهاجر من اضطراب اللسان المتشقق، مع ظهور تشققات وأخاديد عميقة على سطح اللسان.
إلى جانب ذلك ايضا، يساهم عدد من العوامل الأخرى المتعلقة بعلم الأمراض أيضا في زيادة خطر الإصابة بالتهاب اللسان المهاجر، مثل:
- التغيرات الهرمونية: غالبا ما تكون النساء اللائي يتناولن موانع الحمل الفموية معرضات لخطر الإصابة بالتهاب اللسان الجغرافي بسبب حدوث بعض الخلل الهرموني الناتج من تناول حبوب منع الحمل.
- الصدفيه: يعد هذا نوع من التهاب الجلد يرتبط ارتباطا وثيقا بالتهاب اللسان المهاجر أو الأطلسي.
- نقص الفيتامينات: يصاب الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من الزنك والحديد وحمض الفوليك والفيتامينات B6 و B12 بمشكلة إلتهاب اللسان المهاجر.
- داء السكري: وجد عدد من الأطباء أن الأشخاص المصابين بداء السكري وخاصة مرض السكري من النوع 1 أنهم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الإلتهابات.
- الحساسيه: يعد الأشخاص المصابون بالأكزيما أو حمى القش أو أي مرض حساسية آخر هم أكثر تعرضا لهذه المشكلة الفموية المؤلمة.
- التوتر: تظهر العديد من حالات الإصابة بهذا المرض بسبب تعرض أصحابها للإجهاد النفسي. فالجدير بالذكر ان هناك علاقة وطيدة بين التوتر وزيادة خطر الإصابة بأمراض اللسان المهاجرة.
من الهام معرفة أن التهاب اللسان المهاجر يؤثر على جميع المراحل العمرية ويمكن أن يصيب حتى الأطفال، ولكن يجب الإطمئنان لإنه ليس مرضا معديا ولا يشكل أي خطر على من يحيطون بالمريض.
ما هي أعراض حدوث الإصابة بالتهاب اللسان المهاجر؟
توجد العديد من العلامات التي عند القيام بملاحظتها نستطيع أن نستدل على إصابة الفرد بما يسمى بإلتهاب اللسان المهاجر وتتمثل هذ العلامات في:
- بقع اللسان الناعمة ذات اللون الأحمر والغير منتظمة الشكل على رأس أو سطح اللسان.
- الإصابة بالآفات على اللسان في كثير من الأحيان حيث تعمل على تغيير موقف وحجم وشكل الغصابة.
- في بعض الحالات، يشعر المريض بهذا النوع من الإلتهاب بعدم الارتياح أو الألم أو الإحساس بالحرقة وبالأخص عند تعرضه للأطعمة الساخنة أو الحارة أو المالحة أو الحمضية.
الجدير بالذكر أيضا، أن هناك العديد من الأشخاص المصابين بمشكلة التهاب اللسان المهاجر دون أي مظاهر واضحة حيث يمكن أن يستمر هذا النوع من الإلتهاب لعدة أشهر أو سنوات. وفي الغالب يزول من تلقاء نفسه ولكن يمكن أن يتكرر بعد مرور فترة زمنية.
ماذا يجب أن نفعل في حالة الإصابة بالتهاب اللسان المهاجر؟
على الرغم من أن التهاب اللسان المهاجر يمكن أن يسبب مشاعر عدم الراحة في اللسان إلا أنه مرض غير ضار وعادة ما يتم شفاءه من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى تلقي العلاج طبي.
أما في حالة عدم الشعور بالإرتياح، فإن القيام بإستخدام علاج القلاع الفموي مثل هلام ميكونازول الذي يمكن أن يخفف الأعراض أيضا بصورة كبيرة يعد من أهم الخيارات الجيدة والتي ينصح بها الأطباء دائما.
في العموم يجب الإطمئنان لأن حدوث الإصابة بالتهاب اللسان المهاجر لن يؤدي أبدا إلى الإصابة بالسرطان في هذه المنطقة، ولكن من الأفضل التعامل معه بشكل آمن وصحي، وتحديد الأطعمة التي لا ينبغي تناولها وهذا للحد من تكرار هذا المرض.
متى يحتاج مريض اللسان المهاجر لرؤية طبيب الأسنان؟
كما ذكرنا من قبل فعادة ما يكون التهاب اللسان المهاجر من الحالات الطبية الخفيفة للغاية، حتى لو كانت تصيب المريض بمشاعر عدم الارتياح. ولكن في بعض الحالات، تكون الآفات المتواجدة على اللسان من اهم العلامات التحذيرية لبعض الأمراض الأخرى الأكثر خطورة المرتبطة باللسان.
لذلك، عند الشعور أن اللسان قد يعود إلى وضعه الطبيعي من تلقاء نفسه فهنا لا داعي للقلق أما في حالة إستمرا الألم لمدة قد تزيد عن 7-10 أيام ، فمن الأفضل أن نعمل على زيارة الطبيب المختص للقيام بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتعامل مع هذا الأمر.
كيف تتم الوقاية من التهاب اللسان المهاجر؟
من الممكن أن نعمل على تخفيف الشعور بعدم الراحة الناجم عن التهاب اللسان المهاجر عن طريق تجنب أو الحد من الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأنسجة الحساسة داخل الفم، بما في ذلك:
- البعد عن القيام بتناول الأطعمة الساخنة أو الحارة أو المالحة أو الحمضية.
- إستبعاد إستخدام المنتجات ذات الصلة بالتبغ مثل السجائر.
- إستخدام منظفات الأسنان الآمنة التي تعمل على التحكم في الجير و البعد عن صاحبة المنكهات الثقيلة أو عوامل التبيض التي تضر باللثة.