يُعتبر السكري نمطا مرضيا مزمنا يتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم، حيث ينتج ذلك عن عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الهرمون المسؤول عن خفض مستوى السكر في الدم وهو الأنسولين، أو عدم استجابة الخلايا في الجسم لهذا الهرمون. وعلى مر السنين، تم اكتشاف تصنيفات مختلفة من السكري، ومن بينها السكري نمط الثالث الذي نتعرف عليه في هذا المقال بمزيد من التوضيح والتفصيل.
ما هو مرض السكري من النوع الثالث؟
عند الإصابة بالسكري من النمط الثالث، فتحدث حالة من زيادة نسبة السكر في الدم بسبب انخفاض في إنتاج الإنسولين ومقاومة الأنسجة له في الجسم. فعلى عكس السكري النمط الأول الذي يكون فيه انقطاع في إنتاج الإنسولين بالكامل والسكري النمط الثاني الذي يكون فيه انخفاض في إنتاج الإنسولين مع مقاومة نسبية له، فقد يصاب الأشخاص الذين يعانون من السكري النمط الثالث بمقاومة قصيرة المدى للإنسولين وخلل في إفرازه بشكل ضعيف.
يعتقد أن السكري النمط الثالث يمكن أن يكون نتيجة لحدوث تغيرات في جينات الفرد أو تعرضه للعوامل البيئية، ومن الصعب تشخيصه بدقة نظراً لندرته وعدم وجود تعريف محدد له بعد.
ما هي العلاقة بين السكري من النوع الثالث ومرض الزهايمر؟
في الواقع ، يرتبط مرض السكري النوع الثالث ومرض الزهايمر ارتباطا وثيقا حيث يعتقد الباحثون أن مرض الزهايمر ناجم عن مقاومة الأنسولين في الدماغ. فالجدير بالذكر أنه في حالة إستمرار مرض السكري من النوع 2 لفترة طويلة دون علاج، فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم سيؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في الدماغ ومن ثم تتدهور القدرات المعرفية، وتتغير بنية الدماغ أيضا بمجرد دخول المرض مرحلة متقدمة.
يجب العلم أن العلماء قد وجدو أنه في مرض الزهايمر، يعاني الناس من انخفاض في قدرة الدماغ على استخدام الجلوكوز واستقلابه حيث لا يختلف هذا عن حالة المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 3.
لذلك ، يستخدم مصطلح مرض السكري النمط الثالث لوصف حالتين أحدهما يشير إلى تأثير مرض السكري على وظائف المخ والثاني هو وصف تطور مرض السكري من النوع الثاني إلى مرض الزهايمر.
ما هي أعراض الإصابة بمرض السكري من النوع الثالث؟
كما ذكرنا من قبل فقد تتشابه أعراض مرض السكري من النوع الثالث تقريبا مع أعراض الخرف المبكر أو مرض الزهايمر، وهي ما يلي:
- صعوبة في أداء الإجراءات اليومية الروتينية، مثل الذهاب إلى العمل وقيادة السيارة.
- ضعف في الذاكرة حيث يتداخل هذا الأمر مع الحياة العامة.
- عدم القدرة على التواصل والتفاعل الإجتماعي.
- عدم إمكانية التخطيط أو حل المشاكل بشكل جيد.
- الخلط الدائم ما بين الزمان والمكان
- صعوبة في القراءة أو عدم القدرة على تحقيق التوازن.
- انخفاض القدرة على الحكم بناء على المعلومات المتاح
- حدوث التغيرات في الشخصية بجميع جوانبها.
إلي جانب ما قمنا بذكره فتأتي أيضا أعراض مرض السكري المعتادة على رأس القائمة والتي تتمثل في الآتي:
- زيادة العطش والجفاف، نظرًا لزيادة مستوى السكر في الدم وانخفاض قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل صحيح.
- زيادة عدد مرات التبول نتيجة لأرتفاع مستوى السكر في الدم.
- الجوع المفرط وفقدان الوزن
- الشعور بالتعب الشديد والضعف العام وعدم القدرة على القيام بالأنشطة البسيطة بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- التأثير على البصر وحدوث تغيرات في الرؤية، مثل ضبابية الرؤية، وعدم القدرة على التركيز، وظهور نقاط سوداء أو حبيبات عائمة.
- آلام العضلات والمفاصل.
كيف نستطيع القيام بتشخيص مرض السكري من النوع الثالث؟
توجد عدة طرق قد يلجأ الطبيب دائما إلى إستخدامها دائما عند القيم بتشخيص مرض السكري بوجه عام والنوع الثالث بوجه عام:
* التحقق من التاريخ الطبي للمريض.
* إجراء الاختبارات العصبية للمريض.
* إستخدم بعض طرق التصوير بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الماسح الضوئي بالأشعة المقطعية حيث تقوم هذه الإجراءات بإعطاء المعلومات الأكثر موضوعية حول نشاط الدماغ
* في حالة المعاناة من أعراض مرض السكري من النوع 2، فسوف يطلب الطبيب ضرورة إجراء اختبار جلوكوز الدم الصائم أو اختبار HbA1c.
عند إجراء الفحوصات الطبية وثبوت الإصابة بمرض السكري بوجه عام فسوف يقوم الطبيب بإتباع بعض الأنماط العلاجية للحد من آثار هذا المرض. الجدير بالذكر أن عادة ما يركز علاج داء السكري من النوع الثالث بشكل أساسي على التغييرات في أنماط الحياة والأدوية المعنية بذلك.
ما هي طرق الوقاية الفعالة من حدوث الإصابة بمرض السكري النوع الثالث؟
عند حدوث الإصابة بداء السكري من النوع الثالث فيجب علينا إتباع بعض طرق الوقاية التي قد تتمثل فيما يلي:
- المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أي بمعدل 30 دقيقة على الأقل في اليوم.
- تناول الأطعمة الصحية ذات الدهون المشبعة المنخفضة، والغنية بالبروتين، والألياف.
- فحص نسبة الجلوكوز في الدم على فترات منتظمة.
- إستخدام الأنظمة الدوائية وفقا لنظم العلاج الموصوفة من قبل الطبيب المعالج.
- الحفاظ على وزن ثابت قدر الإمكان.
- الحصول على قسط كافي من النوم.
- التخلي عن العادات السيئة الضارة بصحتك مثل التدخين.