يسيطر على الأطفال في بعض الأوقات معتقد نفسي يظهر من خلال سلوك إدعاء المرض حتي يقوم الأباء بإلقاء المزيد من الاهتمام عليهم. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر قد يتطور ويصبح مرضي وبالأخص إذا إستمر خلال مرحلة البلوغ ومن هنا أطلق علماء النفس على هذه الحالة متلازمة مانشهاوزن التي يمكن أن تؤثر على الصحة البدنية والنفسية بصورة كبيرة. في العموم سنعمل اليوم من خلال صحة المرأة نحو التعرف على ما هي متلازمة مانشهاوزن؟ وما هي أهم أعراض وأسباب حدوثها؟ وكيف نتعامل معها بشكل أكثر وعيا وفهما لحماية أبناؤنا من تبعيات مخاطرها؟
ما هي متلازمة مانشهاوزن؟
ما هي متلازمة مانشهاوزن؟
تعد متلازمة مانشهاوزن هي أحد الاضطرابات النفسية التي تظهر من خلال إدعاء الفرد للمرض الجسدي أو العقلي وما قد يعانيه من هذه الحالة المرضية على الرغم من أنه ليس مريضا بالفعل. فالجدير بالذكر أن هذه المتلازمة تعتبر مرضا عقليا لأنها ترتبط في محتواها بمشاكل عاطفية خطيرة.
يجب العلم أن هذه المتلازمة يأتي مسماها على اسم البارون فون مونشاوزن، وهو ضابط ألماني في القرن الثامن عشر حيث كان مصابا بهذه المتلازمة آناك الوقت.
من الهام معرفة أن الأشخاص المصابون بمتلازمة مانشهاوزن قد يقومون بخلق أعراضهم الخاصة بهم للحصول على نفس الرعاية أو الاهتمام أو التعاطف الذي يقوم المرضى الحقيقيين بالحصول عليه. فغالبا ما ترتبط الأعراض بأمراض جسدية مثل ألم الصدر أو مشاكل في المعدة أو الحمى ، ونادرا ما تظهر في صورة اضطرابات عقلية.
إلى وقتنا هذا لا توجد إحصاءات عن عدد الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة حيث أنها تعد من المتلازمات النادرة في تصنيفات الإضطرابات النفسية والتي تنتشر ما بين الرجال أكثر من النساء إلى جانب ظهورها عند الأطفال ولكنها أكثر شيوعا عند مرحلة المراهقة والشباب.
الأشخاص المصابون بمتلازمة مانشهاوزن معرضون لخطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة حتي أن الأمر قد يصل للموت، وبالاخص عندما يؤذون أنفسهم لخلق أعراض خاطئة. إلى جانب ذلك، فمن الوارد أيضا مواجهتم لبعض المشاكل صحية عند إجراء الاختبارات والإجراءات والعلاجات.
ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن؟
ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن؟
إن متلازمة مانشهاوزن من الحالات المرضية التي يصاحبها مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تكون مؤلمة وتسبب مشاكل جسدية ونفسية للشخص المصاب. الجدير بالذكر أن من أبرز الأعراض التي تظهر عند الأشخاص الذين يدعون مرض مانشهاوزن تتمثل في الآتي:
- الشعور المستمر بالألم حيث يشكو الشخص المصاب بمتلازمة مانشهاوزن من آلام غير واقعية في الجسم، دون وجود أي سبب طبي واضح.
- المعاناة من التعب المفرط وصعوبة القيام بالأنشطة اليومية والمهنية المعتادة.
- إدعاء الإصابة بالأمراض المختلفة حيث يقوم الشخص المصاب بمانشهاوزن بتكذيب الأطباء والمختصين ويدعي الإصابة بأمراض واضطرابات مختلفة، مثل ارتفاع ضغط الدم، ووجود ورم خبيث، أو الشكوى من مشاكل في الجهاز الهضمي، دون وجود أي دليل طبي يثبت هذا الأمر.
- يقوم المصاب بمتلازمة المانشهاوزن بالتفاخر بالمعاناة والألم الذي يشكو منهم حيث يحاول جذب انتباه الآخرين والحصول على تعاطفهم من خلال الإفراط في التحدث عن أعراض هذه الحالة المرضية.
- يحتاج الشخص المصاب بمانشهاوزن إلى تلقي الاهتمام المستمر والرعاية الطبية، وهذا من خلال بحثه الدائم عن أشخاص يشعرون بالتعاطف معه.
- يعاني المصاب بمتلازمة مانشهاوزن من تقلبات مزاجية شديدة واكتئاب مستمر، قد يقوم بالتأثير على جودة حياته اليومية.
ما هي أسباب الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن؟
ما هي أسباب الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن؟
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى حدوث الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الحاجة إلى الحصول على الاهتمام والرعاية والحب، لذا يقوم بالتظاهر بالمرض كوسيلة لجذب الانتباه.
- يمكن أن تكون الضغوط الاجتماعية والعوامل النفسية الأخرى المرتبطة بالدراسة أو العمل أو الحياة الشخصية سببا رئيسيا في ظهور متلازمة مانشهاوزن، حيث يتم اللجوء لهذه الوسيلة للتخفيف من الضغوط.
- الإصابة ببعض الاضطرابات الشخصية التي يرغب أصحابها في الحصول على الإهتمام كوسيلة لجذب الانتباه والحصول على الرعاية.
- الانغماس في دور المريض ومن ثم تتفاقم هذه الحالة الصحية وتحدث الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن.
- النقص في التواصل الاجتماعي والحد من فرص التعامل مع الآخرين.
بوجه عام، يجب علينا أن ندرك أن متلازمة مانشهاوزن هي حالة نفسية تتطلب الفهم والتعاطف. ويجب تقديم الدعم والعلاج النفسي المناسب لمن يعانون من هذه الحالة بهدف تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياتهم.
ما هي أهم الطرق العلاجية المناسبة للتعامل مع متلازمة مانشهاوزن؟
ما هي أهم الطرق العلاجية المناسبة للتعامل مع متلازمة مانشهاوزن؟
بشكل عام تعتمد طرق علاج متلازمة مانشهاوزن على نوع وشدة هذا الاضطراب. فمن الضروري أولا أن يتم تشخيص المتلازمة بواسطة المختصين ، ومن ثم يمكن للطبيب المعالج أن يقرر العلاج المناسب الذي يمكن أن يشمل علاج معرفي سلوكي، أوعلاج دوائي ، أو الحلجة إلى الدعم النفسي.
أحد الطرق الرئيسية لعلاج متلازمة مانشهاوزن هو العلاج المعرفي السلوكي، حيث يهدف هذا العلاج إلى مساعدة المريض على فهم أفكاره ومشاعره وتصرفاته المرتبطة بهذا الاضطراب. حيث يتم هذا من خلال العرض المنطقي للأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالمتلازمة، ومن هنا يمكن للمريض أن يتغلب على هذا الاضطراب ويبدأ في التعافي.
إلى جانب العلاج المعرفي السلوكي، فيمكن أن يكون الدعم النفسي أيضا ضروريا لمساعدة المريض على فهم أسباب اضطراباته النفسية وتحسين مستوى الثقة بالنفس والتخلص من القلق المرتبط بالمرض.
أما مع بعض الحالات الأخرى، فقد يكون العلاج الدوائي ضروريا للمساعدة في علاج متلازمة مانشهاوزن. فعلى الرغم من أن العلاج الدوائي ليس العلاج الأساسي لهذا الاضطراب، إلا أنه يمكن أن يكون مفيدا مع بعض الحالات الخاصة.
بالإضافة إلى العلاجات السابقة، يمكن أن يكون للدعم الاجتماعي والعائلي دورا كبيرا في علاج متلازمة مانشهاوزن. حيث يمكن أن يساهم هذا في شفاء المريض وتحسين حالته النفسية بصورة كبيرة.
بشكل عام، يتطلب علاج متلازمة مانشهاوزن الصبر والمثابرة والتعاون الوثيق بين المريض والفريق الطبي حيث يجب العلم أن هذا الاضطراب يتطلب فهماً شاملا لأسبابه وتداعياته ويجب أن يكون العلاج متعدد التخصصات لضمان الحصول على أفضل النتائج.