لا تخلو الحياة من حدوث الإصابات والمشاكل الصحية، فقد يتعرض الأفراد في بعض اللحظات إلى إصابة جسدية في منطقة الرأس عن طريق السقوط أو التعرض لحادث ما أو إصطدام هذه المنطقة بأي أجسام صلبة مما يؤدي ذلك إلى تأثر وظائف المخ بشكل كبير والجدير بالذكر أن هذا التأثر يحدث لفترة مؤقتة. ولكن حديثنا اليوم يتضمن توابع حدوث هذه الإصابة أو ما يسمي بـ “متلازمة ما بعد الإرتجاج” فماذا تعني هذه المتلازمة وما هي توابعها؟ وأهم أعراضها وأسبابها وطرق علاجها الذي سنقوم بالتعرف عليها اليوم.
ما هي “متلازمة ما بعد الارتجاج”؟
تعد متلازمة ما بعد الارتجاج هي إحدى المشاكل الخطيرة الناتجة عن حدوث إصابة في الرأس حيث تؤدي إلى شعور الشخص المصاب ببعض الأعراض المرضية المتمثلة في:
- الكسل الشديد
- الإجهاد نتيجة أي مجهود ولو بسيط
- آلام في الرأس
يجب العلم أن مشكلة متلازمة ما بعد الارتجاج تبدأ في غضون أيام قليلة من حدوث إصابة الرأس. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر في بعض الأوقات أسابيع أو حتى أشهر حتى تظهر أعراض هذه المشكلة بشيء من الوضوح.
إذا شعر شخص ما قد تعرض لحدوث إصابة إرتجاج في المخ من قبل بهذا، فمن المرجح أنه يعاني من مشكلة خطيرة تسمى “متلازمة ما بعد الارتجاج”. الجدير بالذكر أيضا أن نسب حدوث هذه المشكلة تزداد بشكل ملحوظ من بعد سن الـ 40 عام.
ما هي أعراض حدوث “متلازمة ما بعد الارتجاج”؟
تعتبر متلازمة ما بعد الارتجاج من المشاكل الصحية التي لا يجب الإستهانة بها فهي تحمل بداخلها جوانب الخطر المتمثل في تفاقم الإصابات الواقعة في الدماغ. في العموم يستطيع الطبيب إكتشاف هذه الحالة عند القيام بزيارته وذكر بعض الأعراض التالية:
- الصداع المزمن
- الشعور بالدوار
- الكسل
- الإجهاد
- نسيان الأشياء وعدم تذكرها
- إنعدام التركيز بنسبة كبيرة
- المعاناة من بعض مشاكل النوم
- الأرق المستمر
- الإضطراب والأرتباك في أغلب الأوقات
- عدم الإهتمام بالأشياء
- الإكتئاب
- القلق الشديد الغير مسبب
- الشعور بالقيء، ومن ثم حدوث القيء بالفعل
- دوخة الرأس
- بعض التغيرات في طبيعة الشخصية
- الحساسية الشديدة تجاه الضوء والضوضاء
يجب العلم أن أعراض “متلازمة ما بعد الارتجاج” يمكن أن تكون مختلفة من شخص لآخر. لذا فقد يتجه الطبيب للقيام بإجراء فحص بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي عند ذكر هذه الأعراض عليه. وفي ذات الوقت سوف يقوم بنصيحة المريض بإلتزام الراحة التامة والبعد عن أي مجهود.
إقرأ أيضا: مرض الزهايمر في مراحل العمر المبكرة
متى يجب على المريض القيام بزيارة الطبيب؟
بمجرد شعور الفرد بالإعياء والإحساس بوجود إصابة بالرأس، مما قد يسبب هذا الشعور الارتباك والتعب، ففي ذلك الوقت يفضل التوجه بشكل فوري إلى الطبيب المختص فربما يكون قد حدث هذا أثناء ممارسة التمارين والألعاب الرياضية القوية حيث يجب في ذلك الوقت عدم العودة مرة أخرى لهذا النشاط لكي لا تزداد الحالة الصحية سوء.
ما هي أسباب حدوث “متلازمة ما بعد الارتجاج”؟
يعتقد بعض خبراء هذا المجال أن أعراض متلازمة ما بعد الارتجاج تقع بسبب حدوث الضرر الهيكلي في الدماغ ومن ثم تعطيل نظام المراسلة الموجود داخل الأعصاب. ففي معظم الحالات المصابة، يتم الشعور بأعراض هذه المتلازمة بسبب كل من الآثار الفسيولوجية للدماغ، ورد الفعل العاطفي، إلى جانب هذا توجد بعض المشكلات الصحية التي قد تسبب حدوث الإصابة بهذه المتلازمة آلا وهي:
- الإكتئاب
- الإرتباك
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يجب معرفة أن الأشخاص المصابين بأحد أنواع المشاكل العقلية هم أكثر عرضة لحدوث هذا النوع من الإصابة.
ما هي المشاكل الأخرى التي يمكن أن تحدث مع “متلازمة ما بعد الارتجاج”؟
كما ذكرنا من قبل أن متلازمة ما بعد الارتجاج ناتجة عن حدوث إصابة في الدماغ، يتم إكتشافها من خلال ظهور بعض الأعراض التي قمنا بذكرها أعلاه، ومن ثم قيام الطبيب بالعمل على علاجها ولكن الجدير بالذكر أن المصاب قد يواجه بعض المشاكل الصحية الأخرى المتمثلة في الإجهاد أو الإصابة بمشاكل القلب مثل السكتة الدماغية أو زيادة معدل ضربات القلب غير المنضبط أو حدوث النوبات القلبية.
إقرأ أيضا: عزيزتي الأم.. ماذا تفعلين إذا سقط طفلك؟
كيف يتم علاج “متلازمة ما بعد الارتجاج”؟
في باديء الأمر يجب العلم أنه لا يوجد علاج واحد متاح لمتلازمة ما بعد الارتجاج. ولكن في ذلك الوقت سوف يقوم الطبيب المختص بالعمل على علاج الأعراض الناتجة عن هذه المتلازمة لمنع تفاقمها وتطورها.
في بعض الأوقات قد يقوم الطبيب المعالج بتقديم النصيحة للمصاب بضرورة التوجه إلى أخصائي عقلي في حالة الشعور بالإكتئاب أو الإرتباك أو بعض الإضطرابات النفسية. أما في حالة المعاناة من النسيان وبعض مشاكل الذاكرة فيجب على الفور التوجه نحو العلاج المعرفي.
قد يقوم الطبيب المعالج بإستخدام مضادات الاكتئاب لتخفيف أعراض حدوث هذه المشكلة إلى جانب هذا أيضا فمن الممكن قيامه بوصف الأدوية المضادة للقلق لإزالة أي نوع من الارتباك وارد حدوثه، فالجدير بالذكر أن العلاج النفسي مع الأدوية المناسب قد يعملان على علاج الإكتئاب بشكل فعال.
ما هي تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في الوقاية من “متلازمة ما بعد الارتجاج”؟
للعمل على منع حدوث هذه المشكلة، يجب القيام بإجراء بعض التغيرات في أنماط الحياة حيث يحدث ذلك من خلال إتباع العلاج الموصوف من جانب الطبيب والقيام بتناوله بإلتزام وإتباع أي نصائح صحية قد تساعد على الوقاية من حدوث هذه الأزمة، وتفاقمها.
من الممكن أيضا القيام بممارسة بعض الانشطة الهادئة البسيطة المتمثلة في رياضة اليوجا أو التأمل وهذا للعمل على خلق جو من الهدوء والسكينة وراحة النفس، والبعد عن أي مسببات للإكتئاب.