غالبا ما يواجه الأفراد المصابون بالشلل الدماغي العديد من الصعوبات في عملية تناول الطعام أو المضغ أو البلع، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يعد غير صحي إطلاقا في جميع تفاصيله وهذا لأن التغذية السليمة للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي وخاصة الأطفال تساعد في تحفيز عملية الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها للنمو والتطور. بشكل مفسر قررنا أن نتعرف الآن على أفضل نظام غذائي صحي ومناسب لمن يشكون ويعانون من الشلل الدماغي وهذا لمحاولة التعافي الصحي قدر الإمكان.
مرض الشلل الدماغي
عند الحديث عن الشلل الدماغي، فيجب العلم أنه عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر بشكل مباشر على الحالة الحركية الناتجة عن تلف في الدماغ، والذي من الوارد أن يحدث عادة قبل أو أثناء الولادة أو في السنوات الأولى من الحياة.
يبدو الشلل الدماغي واضحا من خلال مواجهة صعوبات في التحكم بالعضلات، والتي قد تؤثر على الحركة، والتوازن، والقدرة على الكلام، ومن أهم أنواع هذه الحالة المرضية يمكننا أن نقوم بذكر الشلل التشنجي والشلل الحركي والشلل الرنحي والشلل المختلط.
مرضى الشلل الدماغي والتغذية
بالنسبة للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، فغالبا ما تكون غريزة تناول الطعام والشراب لديهم في حالة من الضعف أو الفقدان حيث تصبح أقل من المعدلات الموصى بها من حيث الكمية والنوعية ، ونتيجة لذلك يكون الأطفال المصابون بالشلل الدماغي أكثر عرضة لسوء التغذية عن الأطفال العاديين.
لذلك، يجب الانتباه إلى الرعاية الغذائية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي إلى المبادئ التالية:
1- بالنسبة للأطفال دون سن الـ 6 أشهر، لا يزال حليب الثدي هو أفضل طعام لهم لذا فيجب على الأمهات اللواتي لديهن أطفال مصابون بالشلل الدماغي وعرضة لفقدان الحليب بسبب ضعف أو عدم إرضاع أطفالهن أن يقمن بزيادة الرضاعة الطبيعية عندما يكون ذلك ممكنا ، والعمل على تناول ما يكفي من العناصر الغذائية، وشرب كمية كافية من الماء، والحصول على قسط كاف من النوم للحفاظ على كمية الحليب التي يحتاج إليها أطفالهم،
2- العمل على تجنب بعض الأخطاء عند اختيار التغذية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي مثل الامتناع عن لحم البقر والامتناع عن تناول الجمبري و الموز خوفا من إصابة الطفل بأي مشاكل في الأوتار.
3- يوصى بضرورة اختيار نوع الطعام وأشكال المعالجة المناسبة لقدرة الطفل على التناول حيث يجب إعطاء الأطفال القادرين الأطعمة الصلبة لممارسة العض والقضم وتشجيع حركات المضغ والبلع حتى يتمكن الأطفال من التدرب على تحريك شفاههم ولسانهم بشكل أفضل، مما يساهم هذا أيضا في تطوير لغة الأطفال لاحقا.
4- يجب على الأطفال الذين لا يستطيعون تناول الأطعمة الصلبة أن نجهز لهم الأطعمة في شكلها المطحون أو السائل حتى يتمكنوا من تناوله بسهولة.
5- يجب تقسيم عدد وجبات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي إلى وجبات أكثر من الأطفال العاديين على أن يكون هذا بين الوجبات الرئيسية
6- هناك بعض الأطفال الذين يعانون من الدهون الزائدة بأجسامهم، لذا فمن الضروري عدم إطعامهم بصورة زائدة والتقليل من الأطعمة الدهنية والحلوة قدر الإمكان.
7- يجب أن تكون أفضل العناصر الغذائية للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي غنية بالفيتامينات والمعادن والبروتين والمواد المغذية الهامة الأخرى حيث يمكن أن يساعد أمر تناول الأطعمة المناسبة في تقليل الأعراض وتحسين الصحة العامة.
أهم العناصر الغذائية اللازمة لمرضى الشلل الدماغي
أولا: الأطعمة الغنية بفيتامين C
عند الرغبة في تحسين تقلبات المزاج والاكتئاب والقلق لدى الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، فيجب علينا أن نقوم بتناول الأطعمة المحتواه على فيتامين C، فالجدير بالذكر أن هذا الفيتامين هام جدا في عملية تخليق الناقل العصبي الموجود في الدماغ.
ثانيا: الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د
يحتاج الأشخاص المصابون بالشلل الدماغي إلى تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، وذلك لأن أغلب الحالات المرضية التي تعاني من هذا المرض يتم تشخيصهم بمرض يسمى هشاشة العظام، والذي يتسبب في ضعف العظام بسبب نقص الكالسيوم.
يمكن أن يؤدي استهلاك بعض الأطعمة مثل الجبن والزبادي والحليب في النظام الغذائي إلى تعزيز تقلص العضلات السليم، في حين أن الأسماك الدهنية وزيت كبد سمك القد وصفار البيض والأطعمة المدعمة توفر فيتامين د لتحسين عملية امتصاص الكالسيوم.
ثالثا: الأطعمة المحتواه على أحماض أوميغا 3 الدهنية
تحتوي أحماض أوميغا 3 الدهنية على خصائص مضادة للالتهابات، والتي تلعب دورا فعالا في التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب مع دعم الجهاز المناعي، وتعزيز صحة القلب، وتحسين صحة الدماغ، وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
يجب العلم أن من أهم الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية يمكننا أن نقوم بذكر بذور الكتان والسلمون وزيت السمك واللوز.
رابعا: الأطعمة الغنية بالزنك
قد تحسن الأطعمة الغنية بالزنك التطور المعرفي وتقلل من الانفجارات العاطفية لدى الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على الزنك يمكننا أن نقوم بذكر الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والمكسرات والبقوليات.
خامسا: الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية
بالنسبة للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي الذين يقتصر وضعهم الصحي بالجلوس على كرسي متحرك معظم اليوم، فمن الواجب معرفة أن هذا الوضع يمكن أن يتسبب في إبطاء عملية الهضم وتدفق الدم عن طريق ضغط البطن، ومن أهم الأطعمة الغنية بالألياف يمكننا أن نذكر الحبوب الكاملة وبعض أنواع الخضروات والفاكهة.
أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن العديد من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي غير نشطين بدنيا، لذلك غالبا ما يعانون من الإمساك الذي يصعب علاجه، ومن هنا يتم اللجوء إلى استخدام مكملات الألياف التي تحتوي على 10 غرام من الألياف يوميا خاصة مع الأطفال الذين لا يستطيعون المشي وهذا لضبط عمل وكفاءة المعدة قدر الإمكان والتخلص من حالات الإمساك المزمنة.
سادسا: شرب الكثير من الماء
يوصى جميع المختصين بضرورة شرب الكثير من الماء طوال اليوم لأن ذلك سيساعد جسم المريض على الاحتفاظ بالماء ومنع الإصابة بالإمساك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد السوائل الداخلة للجسم في تخفيف السوائل السميكة والأطعمة الأخرى الذي تصعب عملية إبتلاعها.