مما لا شك فيه أن التغذية السليمة تلعب دورا مهما في تعزيز مناعة الجسم وزيادة فرص الوقاية من حدوث الإصابة بالاورام السرطانية وتعزيز الأنماط العلاجيه بشكل إيجابي فعال. فالجدير بالذكر أنه قد تم ربط النقص في بعض الفيتامينات بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. لذا فقد قررنا اليوم بشكل تفصيلي التحدث عن أهم الفيتامينات والمعادن التي في حالة معاناة الجسم من نقصانها سوف يزيد هذا من إحتمالية الإصابة بالاورام السرطانية.
مرض السرطان
يعد السرطان من أهم الأمراض التي تصيب الجسم وتعد أكثرها تعقيدا، وهذا لانه يحدث بسبب نمو الخلايا وتكاثرها بشكل غير منضبط حيث يحدث هذا الأمر نتيجة التأثر بمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية وأنماط الحياة المختلفة.
أما فيما يتعلق بالفيتامينات والمعادن، فمن الممكن أن يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية الرئيسية للجسم في زيادة مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية بمختلف أنواعها.
أهم الفيتامينات والمعادن الذي يؤدي نقصانها للإصابة بالسرطان
أولا: فيتامين C
يعد فيتامين C الذي يُعرف أيضا باسم حمض الأسكوربيك من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء حيث أنه يتميز بخصائص قوية ومضادة للأكسدة تلعب دورا مهما في تخليق الكولاجين وتعزيز عملية التئام الجروح وتدعيم الوظيفة المناعية.
الجدير بالذكر أنه في حالة إصابة الجسم بنقص هذا الفيتامين، فمن الممكن أن يقلل هذا الأمر من الدفاعات المضادة للأكسدة، مما يؤدي هذا إلى زيادة الإجهاد التأكسدي وتلف الحمض النووي، ومن ثم يعزز هذا الأمر من نمو السرطان وخلاياه الخبيثة.
يجب العلم أن فيتامين C ضروري بصورة كبيرة في عملية الحفاظ على صحة المناعة حيث من الممكن أن يقلل هذا النقص من المراقبة المناعية ضد الخلايا السرطانية، ويؤثر على مثيلة الحمض النووي وتعديل الهستون، مما قد يؤثر هذا على أنماط التعبير الجيني، ويعمل على المشاركة في تطور السرطان ونمو خلاياه.
بمزيد من التوضيح، قد تم ربط تناول كميات أقل من فيتامين C بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وخاصة سرطانات المريء والمعدة والرئتين.
ثانيا: فيتامين A
يعتبر فيتامين A هو أحد أنواع الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، والضروري لعملية الرؤية وتعزيز الوظيفة المناعية بالجسم وحدوث حالة من التمايز في الخلايا. فالجدير بالذكر أن الرتينوئيدات هي الشكل النشط لهذا الفيتامين حيث تقوم بالعمل على تنظم التعبير الجيني، ولعب دورا مهما في تدعيم نمو الخلايا والتدمير الذاتي.
بشكل توضيحي أكثر يمكننا القول بأن نقص فيتامين A يؤثر على وظيفة المناعة، مما يقلل هذا الأمر من قدرة الجسم على تحديد الخلايا السرطانية والقضاء عليها. وإضعاف عملية مشاركة الرتينوئيدات في تنظيم عمليات تمايز الخلايا.
بوجه عام يمكن أن يؤدي نقص هذا النوع من الفيتامين إلى إعاقة عملية نمو الخلايا وتكاثرها. بالإضافة إلى ذلك فإنه يؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي وتلف الحمض النووي، مما يعزز هذا الأمر من ظهور الخلايا السرطانية وتطورها.
على سبيل التحديد قد اشارت بعض الدراسات والأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة وطيدة بين نقص فيتامين A وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية، وخاصة سرطان الرئة والمريء والمعدة.
إقرأ أيضا: 6 خطوات هامة للوقاية من الأورام السرطانية
ثالثا: فيتامين D
عند الحديث عن فيتامين D، فيجب العلم أن هذا الفيتامين أيضا قابل للذوبان في الدهون حيث أنه يلعب دورا مهما في استقلاب الكالسيوم والحفاظ على صحة العظام ووظيفة الجهاز المناعي. فالجدير بالذكر أن نقص هذا النوع من الفيتامينات شائع جدا، ويؤثر على جزء كبير من السكان في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق ذات التعرض المحدود لأشعة الشمس أو عدم كفاية تناول هذا الفيتامين في النظام الغذائي.
بشكل توضيحي، يقوم فيتامين D بالعمل على تنظيم عملية تكاثر الخلايا والتمايز إلى جانب العمل على خلق تأثيرات مضادة للسرطان عن طريق تثبيط نمو الخلايا غير المنضبطة، والعمل على تنظيم الاستجابات المناعية، وتعزيز المناعة الفطرية والنشاط المضاد للورم الذي من الوارد أن يحدث في الخلايا المناعية حيث يقوم بمنع تكوين أوعية دموية جديدة تغذي الورم، مما يحد هذا من نمو الخلايا السرطانية وانبثاثها.
أثبتت العديد من الدراسات وجود علاقة لا يشوبها شائبة بين انخفاض مستويات فيتامين D وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك سرطان الثدي والبروستاتا والقولون والمستقيم والبنكرياس.
رابعا: السيلينيوم
السيلينيوم هو عبارة معدن نادر له خصائص مضادة للأكسدة، والذي يلعب دورا مهما في حماية الخلايا من الضرر التأكسدي حيث العمل على دعم وظيفة الجهاز المناعي ومناعة الجسم بشكل عام.
بوجه عام يعمل السيلينيوم كعامل مساعد للجلوتاثيون بيروكسيديز، وهي عبارة عن إنزيمات تحيد أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) وتحمي الخلايا من حدوث إصابتها بالتلف التأكسدي. فالجدير بالذكر أن هذا المعدن يشارك في آلية إصلاح الحمض النووي، ومنع الطفرات التي يمكن أن تؤدي إلى تطور الأورام السرطانية.
يؤثر السيلينيوم على وظيفة الخلايا المناعية وإنتاج السيتوكينات، مما يساعد هذا الأمر في عملية ربط المراقبة المناعية ضد الخلايا السرطانية. ومن هنا قد تم ربط نقص هذا المعدن بزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان البروستاتا والرئة والقولون والمستقيم والجلد.