يعتبر النقرس هو أحد أهم الأنواع الشائعة من التهابات المفاصل الذي يمكنه أن يؤثر بشكل فعال على أي مفصل، ويأتي على رأس القائمة في ذلك مفصل إصبع القدم الكبير، فالجدير بالذكر أن هذا المرض يحدث عادة في مرحلتين أولهما مرحلة عدم وجود أي أعراض ظاهرة، ومرحلة الأعراض الواضحة، والمؤلمة التي تظهر من خلال النوبات المصحوبة بألم، وتورم، واحمرار، وصعوبة في تحريك المفاصل، وتستمر عادة من أسبوع إلى أسبوعين، في العموم يجب العلم أن هناك مجموعة واسعة من الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذا المرض، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.
ما هي المحفزات الشائعة لحدوث نوبات النقرس؟
يحدث النقرس بسبب ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الجسم، حيث يتم إنشاء حمض اليوريك عندما يقوم الجسم بتكسير البيورينات ، وهي مواد كيميائية موجودة بشكل طبيعي في الجسم، وفي بعض أنواع الاطعمة، فالجدير بالذكر أن عادة ما يتم تكسير حمض اليوريك، وتفريغه عن طريق البول، فعندما لا يتم التخلص منه بشكل صحيح، يتحول حمض اليوريك الزائد إلى بلورات على شكل إبرة في المفاصل، مما يسبب ذلك حدوث نوبات النقرس.
يجب العلم أن هناك بعض الأشياء المعروفة التي تعتبر من محفزات حدوث نوبات النقرس ولأنه من الممكن أن نقوم بتجنب هذه المحفزات إلى حد كبير، فمن الهام أن نقوم بالتعرف عليها للعمل على البعد عنها، وأهمها ما يلي:
أولا: بعض اللحوم والمأكولات البحرية
يمكن للعديد من الأطعمة الغنية بالبيورين أن تقوم برفع مستويات حمض اليوريك في الجسم، مما يزيد بدوره من خطر الإصابة بنوبات النقرس، وتشمل هذه الأطعمة ما يلي:
- اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر والضأن ولحم الغزال
- لحوم الأعضاء، مثل الكبد والكلى
- بعض أنواع المأكولات البحرية
- الأنشوجة
- التونة
- السردين
- بلح البحر
يجب التركيز على أن جميع الأطعمة الغنية بالبيورين لا تقوم برفع مستويات حمض اليوريك أو خطر الإصابة بالنقرس في الجسم مثل الخضروات المتمثلة في البازلاء، والفاصوليا، والعدس، والسبانخ، والفطر فعند تناولها بكميات معتدلة لا يبدو أن لها تأثير على خطر الإصابة بهذا المرض.
ثانيا: المشروبات والأطعمة الغنية بالفركتوز
يعتبر الفركتوز هو النوع الوحيد من السكر الذي يقوم برفع مستويات حمض اليوريك في الجسم، حيث تم إثبات أن المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز، مثل عصائر الفاكهة، والمشروبات الغازية المحلاة، تقوم بالعمل على زيادة حمض اليوريك في الدم.
كما تم ربط استهلاك الأطعمة الغنية بالفركتوز، مثل الحلوى، بزيادة خطر الإصابة بنوبات النقرس، لذلك يجب العمل على تجنب أو الحد من هذه المشروبات، والأطعمة العالية السكر للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بنوبات النقرس.
إقرأ أيضا: ألم مشط القدم.. أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
ثالثا: ارتفاع مؤشر كتلة الجسم
ترتبط زيادة الوزن، أو السمنة بحدوث مرض النقرس في مراحله الأولى حيث أن هناك صلة بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والمستويات المرتفعة من حمض اليوريك، بالإضافة لذلك فمن الممكن أن يستمر هذ الحمض في لعب دوره السيء حتى بعد حدوث الإصابة الفعلية بهذا المرض.
يجب على الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن، أو السمنة ، أن يعملو على فقدان الوزن من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وذلك لخفض مستويات حمض اليوريك، ومنع حدوث المضاعفات المستقبلية.
ما هي المحفزات المفاجئة لحدوث مرض النقرس؟
في حين أن بعض الأطعمة، والمشروبات، وعوامل أنماط الحياة تعتبر من أهم المحفزات المعروفة لنوبات النقرس، إلا أن هناك بعض المحفزات الأخرى التي يجب مراعتها أيضا ألا، وهي:
-
الإجهاد والإرهاق
الإصابة بالضغط، والإجهاد هما أحد أهم أسباب زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، ومن ثم حدوث مشكلات الإصابة بنوبات النقرس لذلك ينصح دائما بالعمل على تجنب الإرهاق الشديد، وتقليل القلق، والتوتر، وهذا للبعد عن خطر الإصابة بهذا المرض.
-
تناول الاسبرين
يمكن أن يؤدي تناول الاسبرين بجرعات منخفضة إلى زيادة حمض اليوريك في الدم ومن ثم تضاعف حدوث خطر الإصابة بنوبات مرض النقرس حيث وجدت إحدى الدراسات أن حدوث الإصابة بهذه النوبات يزداد بعد يومين من تناول جرعة من هذا الدواء.
ولكن إذا نظرنا إلى هذا الدواء على الجانب الآخر فسنعلم أنه غالبا ما يتم إستخدام جرعة منخفضة منه في الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية. لذلك فعلى الرغم من أنه قد يؤدي إلى زيادة إحتمالية حدوث نوبات النقرس، إلا أنه لا ينصح بالتوقف عن تناوله أو حتي تقليل الجرعة الموصوفة من قبل المختصين، وهذا لحماية النفس من إحتمالية حدوث النوبات القلبية، أو السكتة الدماغية، والقيام بالعمل على تجنب المحفزات الأخرى مثل تقليل تناول اللحوم الحمراء.
-
الجفاف
يمكن أن يؤدي الجفاف بالجسم إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك، وهذا بسبب انخفاض التبول، وبالتالي صعوبة التخلص من حمض اليوريك.
لتقليل خطر الإصابة بنوبات مرض النقرس، يجب على الأشخاص المصابين بذلك المرض تناول الكثير من الماء بشكل يومي منتظم، وبالأخص بعد ممارسة التمارين الرياضية، أو التواجد في الأماكن الحارة ذو درجات الحرارة المرتفعة، فمن المهم في ذلك الوقت تناول كميات إضافية من الماء.
-
تغيرات درجة الحرارة
يمكن أن يكون للطقس تأثير قوي على حدوث الإصابة بنوبات النقرس، حيث تؤدي ارتفاع درجات الحرارة، والرطوبة المنخفضة إلى زيادة خطر الإصابة بهذه النوبات، فالمزيج الطقسي الحار، والجاف من الممكن أن يؤدي بشكل خاص إلى توهج مرض النقرس، إلى جانب أن الرطوبة العالية للغاية تزيد أيضا من خطر توهجه، وظهور أعراضه الشرسة.
يجب العلم أن الجفاف يلعب دورا هاما في زيادة حدوث الإصابة بنوبات هذا المرض لذلك يجب أن يظل الأشخاص المصابون بالنقرس في حالة رطبة دائما، وهذا لمحاولة منع توهجه المرتبط بالطقس عندما يكونون في بيئات حارة أو جافة.