يعد مرض هشاشة العظام من أكثر الأمراض الشائعة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 50 عاما، فالجدير بالذكر أنه عادة ما يظهر في عدة صور أهمها إصابة الركبة ببعض الآلام، وزيادة الألم عند الحركة، والوقوف، والقرفصاء، والمشي، فمن الواضح أن هذا المرض يرتبط ارتباطا وثيقا بالعمر حيث يقوم بالتأثير على صحة مرضاه بصورة مباشرة، وبالأخص إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، فمن الوارد أن يؤدي إلى خطر التعرض للإعاقة. بوجه عام سنتحدث اليوم عن مرض هشاشة العظام في الركبة، وكيف نستطيع التعامل مع هذا الوضع المرضي بصورة صحية سليمة؟
ما هو مفصل الركبة؟
يعد مفصل الركبة من أهم المفاصل وأكثرها تعقيدا داخل جسم الإنسان حيث أنه يقع في موضعه تحت عظم الفخذ، والرأس فوق الساق. بالإضافة إلى أنه يتكون ثلاثة عناصر رئيسية ألا وهما العظم والغضروف والأربطة أما فيما يخص العظم الرئيسي في هذا المفصل فهو يتكون من عظمة الفخذ وعظمة الساق وعظمة السكة.
من الهام معرفة أن هذا المفصل يتأثر بصورة مباشرة بوزن الجسم كله وهو المفصل الأكثر نشاطا. لذلك، فإن مفصل الركبة هذا هو أكثر المفاصل عرضة للانحطاط، خاصة عند النساء المسنات.
كيف تصيب هشاشة العظام الركبة؟
تصيب هشاشة العظام هذه المنطقة عندما يتلف مفصل الركبة بالكامل بما في ذلك الغضروف والعظام تحت الغضروف والأغشية الزليلية والأربطة وأوتار العضلات حول المفصل. فمن الضروري ملاحظة أن أهم المظاهر الشائعة لهذه الحالة المرضية هي حدوث تغيرات في سطح الغضروف المفصلي، والإصابة بتغيرات أيضا في السطح المفصلي، والمعاناة من تليف العظم تحت الغضروف، ونتوءات العظام.
ما مدى تأثير هشاشة العظام في الركبة على الصحة؟
على الرغم من أن مرض هشاشة العظام في الركبة هذا لا يعد مرضا يهدد الحياة، إلا أنه يصيب الفرد بحالة من الألم المزمن، مما يتسبب هذا الأمر في فقدان المرضى لوظائفهم الحركية، ومن ثم التأثير على نوعية حياتهم وأنشطتهم العادية بصورة كبيرة. فيجب العلم أنه من الممكن أن يؤدي هذا المرض إلى العديد من المشاكل النفسية والقلق والاكتئاب واضطرابات النوم وانخفاض الإنتاجية.
بوجه عام إذا لم يتم اكتشاف وعلاج مرض هشاشة الركبة في الوقت المناسب، فمن الممكن أن تخلق هذه الحالة المرضية العديد من المضاعفات الصحية والتي تؤثر على صحة الجسم مثل المعاناة من المشي المؤلم والصعب، وتصلب وضمور العضلات، وتشوه مفصل الركبة، مما يتسبب هذا في انحناء الطرف السفلي، وحدوث تكلس الغضروف المفصلي.
إقرأ أيضا: هشاشة العظام.. الأعراض والأسباب وطرق الوقاية
كيف نستطيع أن نقي أنفسنا من الإصابة بهشاشة العظام في الركبة؟
كما ذكرنا من قبل أن مرض هشاشة العظام في منطقة الركبة بالتحديد يمكن أن يكون له تأثير كبير على الحركة للأفراد، وبالتالي فإن الوقاية من هذا المرض يعد أمر مهم للغاية. فالجدير بالذكر أن سُبل الوقاية هذه يتم تحقيقها من خلال عدة خطوات تتمثل فيما يلي:
-
الحفاظ على الوزن الصحي
كما نعلم جميعا أن زيادة الوزن من أهم المشاكل الصحية الكبيرة التي يترتب عليها العديد من العواقب الوخيمة حيث أنها تقوم بالضغط على العظام والمفاصل، مما يتسبب هذا الأمر في زيادة الحمل على المفاصل وتدهورها بكل سهولة.
لذا يمكننا القول بأن مشكلة زيادة الوزن أو السمنة من الأمور التي تجعل هشاشة العظام في حالتها الأسوأ. لذلك، يوصى بضرورة التحكم المناسب في الوزن لحماية المفاصل، وهذا عن طريق العمل على محاولة إنقاص الوزن من خلال ممارسة النشاط البدني وتناول الأطعمة الصحية.
-
إتباع أنماط الغذاء الصحية
عند الرغبة في الحفاظ على عظامنا من الإصابة بالهشاشة، فيجب علينا أن نحافظ على أوزاننا من خلال العمل على تقليل تناول الدهون والمخبوزات والمقليات والمشروبات الغازية.
إلى جانب هذا فيجب التأكد من إضافة أطعمة مضادة للشيخوخة ونتائجها مثل الفيتامينات E، A المتوفرة في بعض الزيوت النباتية، والمكسرات، والحبوب. إلى جانب عنصر الكالسيوم الذي يتوافر في منتجات الألبان والبيض والخضروات الخضراء الداكنة، والمحار، ولا يمكننا أيضا أن نغض الطرف عن فيتامين C وأهميته حيث يتواجد في البرتقال واليوسفي والجريب فروت والفراولة والفلفل والطماطم، وبعض المعادن مثل السيلينيوم والزنك والمغنيسيوم.
-
ممارسة التمارين الرياضية
يجب الإلتزام بالحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإتباع نظم إعادة التأهيل، وتجنب إتباع أنماط تجميد المفاصل بإستثناء المرحلة الالتهابية الحادة. الجدير بالذكر أنه في حالة عدم الحركة، سيصبح المفصل قاسيا بصورة كبيرة مما ينتج عن هذا الأمر حدوث تليف الأربطة، وضمور العضلات، وهشاشة العظام، والمعاناة من المفاصل اللاصقة التي تقوم بإفقاد المفصل لوظيفته بصورة تدريجية.
من الهام معرفة أن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والمناسبة من الأمور التي تساعد عضلات وأربطة مفصل الركبة على أن تكون قوية وصحية. إلى جانب دورها الفعال بشكل خاص مع الأكياس الزليلية حول المفصل حيث دورها في العمل على على إفراز السائل في المفصل لتغذية الغضروف المفصلي وتليين المفصل.
لذلك، فمن الضروري الحفاظ على حركة معتدلة معقولة لزيادة مرونة المفاصل مع الإلتزام بتجنب التعرض للإجهاد المفرط أو التمارين القوية التي تلحق الضرر بمفصل الركبة حيث يؤدي الإجهاد المفرط إلى أن يصبح مفصل الركبة مثقلا وضعيفا. بالإضافة إلى ذلك فمن الضروري العمل على وضعية الجسم كل 30 دقيقة لتجنب إصابة المفاصل بالإرهاق، والعمل على القيام بالفحوصات الطبية بصورة منتظمة للحد من الآثار المفرطة على المفاصل المعنية.