يعد مرض النكاف من الأمراض شديد العدوى، والتي من الوارد أن يصيب جميع الفئات العمرية ذكورا وإناث ولكن حديثنا اليوم يخص إصابة الرجال بهذا المرض وما ينتج عنه من مضاعفات سلبية خطيرة. فهل هذه المضاعفات تتعلق بالصحة الإنجابية لدى الرجال؟ هل يؤثر مرض النكاف بصورة مباشرة على الأعضاء التناسلية للذكور؟ هذا ما سنتحدث اليوم عنه بمزيد من الفهم والتوضيح.
ما هو مرض النكاف؟
يعد مرض النكاف من الأمراض الحادة التي يسببها فيروس Paramyxovirus، والذي يعمل على زيادة إلتهاب الغدد اللعابية النكفية. تتوسع هذه الغدة تدريجيا لمدة 3 أيام ثم تنخفض تدريجيا في حوالي أسبوع. فالجدير بالذكر أن أثناء المعاناة من هذه الحالة المرضية يشعر المريض بصعوبة في التحدث والبلع، وأحيانا تتطلب الشكوى من ضيق التنفس.
من الهام جدا معرفة أنه بدون تناول العلاج في الوقت المناسب، فمن الممكن أن يسبب مرض النكاف هذا مضاعفات خطيرة تتمثل في حدوث التهاب الخصيتين والبربخ، والتهاب المبيض، والتهاب عضلة القلب، والتهاب الغدة الدرقية، والتهاب الغدة النكفية.
أما فيما يخص النساء الحوامل اللائي يحصلن على النكاف في أول 3 أشهر من الحمل، فيجب العلم أن أطفالهن معرضون جدا لخطر الإصابة بالتشوهات. لذا فعندما يصاب أحد أفراد الأسرة بالنكاف، يجب أن يتم عزله حتى يتم شفاؤه تماما لتجنب انتشار هذا المرض.
ينتقل النكاف بشكل رئيسي مباشرة ويصبح معدي بصورة كبيرة من خلال قطرات صغيرة من اللعاب عند التحدث والسعال حيث أنه ينتقل في الأماكن المزدحمة الحضانات والمدارس ويحدث عادة في فصلي الشتاء والربيع.
ما هي مظاهر إصابة الرجال بمرض النكاف؟
بوجه عام، عادة ما تحدث الإصابة بمرض النكاف بعد حوالي 4-7 أيام من ظهور المرض في الغدد اللعابية حيث يحدث أعلى معدل إصابة قبل حوالي 48 ساعة من ظهور المرض. فالجدير بالذكر أن فترة حضانة هذا المرض طويلة جدا وتتراوح من 12-25 يوما، وعادة ما تكون 18 يوما.
يعاني المريض خلال هذه الحالة المرضية من ارتفاع في درجة الحرارة التي تتراوح من 39-40 درجة. بالإضافة إلى آلام الخصية الشديدة، وظهور الاحمرار والذمات. إلى جانب هذا فقد تكون بعض الحالات مصحوبة بتضخم كيس الصفن بسبب انصباب الخصية.
بعد المرحلة الحادة هذه، وخلال مرحلة النقاهة قد يعاني بعض المرضى من مضاعفات ضمور الخصية في أحدى الجانبين أو كلاهما حيث تصبح الخصيتين أصغر من المعتاد في الحجم والكثافة المعتادة.
ومن هنا قد يشعر المريض أيضا بالتأثير الكبير على قدرته الجنسية حيث انخفاض الرغبة الجنسية، والشكوى من العجز الجنسي الخفيف إلى الشديد، وانخفاض كمية الحيوانات المنوية وجودتها، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث الإصابة بالعقم عند الذكور في وقت لاحق.
ما هي مضاعفات مرض النكاف على الصحة الإنجابية للذكور؟
يعد مرض النكاف مثله مثل العديد من الأمراض الفيروسية الأخرى حيث أنه لا يوجد علاج محدد له، ولكن العلاج الموصوف يعمل على تخفيف وعلاج الأعراض فقط، مما يدعم هذا الأمر تحسين حالة المريض والسماح للجسم بالتعافي من تلقاء نفسه.
من أخطر مضاعفات التهاب الخصية الناتجة عن النكاف هو حدوث إصابتها بالضمور. وبالأخص إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في الوقت المناسب، فسوف يتحول تدريجيا إلى مرحلة مزمنة، ويحدث له الإنتكاس بكل سهولة ويسبب العديد من المضاعفات.
من أهم علامات التهاب الخصية هي أن الشخص قد يعاني من الحمى والغثيان والقيء، وتبدو الخصيتين أكبر 2-3 مرات عن المعتاد، ومن ثم يشعر المريض بالألم عند الحركة، ولمس الجلد بقوة، ويصبح كيس الصفن في حالة مذمومة ذات اللون الأحمر.
مما لا شك فيه أهذه المضاعفات من التهاب الخصية بسبب النكاف يمكن أن تؤدي إلى إصابة الذكور بالعقم. لذلك وحتى في المرحلة الحادة، يجب علاج المرض بنشاط ومراقبته عن كثب لتجنب حدوث أي عواقب مرضية مستقبلية.
كيف نستطيع التعامل مع مرض النكاف بصورة طبية؟
عندما يتعلق الأمر بمرض النكاف، فسوف نجد أغلب مصابيه ذاتيون في التعامل معه. ولكن يجب العلم أن هذا الأمر يؤدي إلى عواقب وخيمة، قد تتمثل في حدوث ضمور الخصية وهي أحد أهم أسباب إصابة الرجال. لذلك عندما تحدث الإصابة بهذه النوعية من المرض يجب إتباع بعض النصائح التالية:
- تجنب تناول الأدوية المضادة للالتهابات بشكل ذاتي.
- عند المعاناة من الحمى يجب العمل على إستخدام أدوية خافضة للحرارة عادية.
- البعدعن الحركة القوية والجري والقفز والاصطدام مع الخصيتين.
- محاولة الراحة والسكون قدر الإمكان.
- ارتداء سراويل داخلية أو استخدام ضمادة من القماش يتضح دورهما في جعل كيس الصفن والخصيتين في وصع عالي مرتفع.
- يجب على الأشخاص المصابين بالنكاف الذين يريدون ألا يزداد المرض سوءا الحد قدر الإمكان من استخدام المياه. ومع ذلك، لا يزال من الضروري العمل على تنظيف الجسم كل يوم.
- ارتداء القناع عندما التواجد في الأماكن العامة وهذا لمنع انتشار المرض.
- البعد عن العلاقة الجنسية أثناء الإصابة بمرض النكاف حيث يؤدي هذا الأمر إلى إستهلاك الكثير من الطاقة، وجعل المريض متعبا، وزيادة المضاعفات التي تسبب تورم مؤلم في الخصيتين.