اعتاد العديد من الآباء على استخدام المحلول الملحي الفسيولوجي لتنظيف عيون أطفالهم بشكل يومي منتظم. ولكن هل يمكننا إعتبار هذه العادة جيدة حقا وصحية للأطفال الصغار؟ هذا ما سنتحدث عنه لاحقا.
ما مدى أمان استخدام قطرات العين المالحة الفسيولوجية مع الأطفال؟
ما مدى أمان استخدام قطرات العين المالحة الفسيولوجية مع الأطفال؟
عند الحديث عن المحلول الملحي الفسيولوجي (كلوريد الصوديوم 0.9٪)، فيجب العلم أنه عبارة عن محلول متساوي التوتر أي يأتي بتركيز ملحي يعادل تركيز السوائل في جسم الإنسان لذلك فهو يعد آمن ويمكن استخدامه مع الأطفال الصغار.
الجدير بالذكر، أن لهذا المحلول تأثير رائع وفعال في تنظيف الأتربة والأجسام الغريبة ويساعد على تهدئة التهيج الطفيف في العين حيث يمكن استخدامه لتنظيف عيون الأطفال مع بعض الحالات الضرورية التي سنتعرف عليها لاحقا.
متى يجب استخدام قطرات العين المالحة الفسيولوجيةمع الأطفال؟
متى يجب استخدام قطرات العين المالحة الفسيولوجيةمع الأطفال؟
من أهم الحالات التي تقوم فيها باستخدام المحلول الملحي الفسيولوجي مع الأطفال الصغار، فيمكننا أن نذكر الآتي:
– غسل العينين: يساعد المحلول الملحي الفسيولوجي في العمل على تنظيف الأوساخ والأجسام الغريبة الصغيرة وحبوب اللقاح والمهيجات. لذا، ففي حالة معاناة الطفل من الحكة أو احمرار العينين بسبب حساسية الطقس أو الضباب الدخاني، فمن الممكن أن يساعد المحلول الملحي الفسيولوجي في تهدئة وتخفيف حالة الانزعاج هذه مؤقتا.
– الحفاظ نظافة العين اليومية (إذا لزم الأمر): يساعد التنظيف المنتظم للعين بالمحلول الملحي الفسيولوجي في التخلص من العوامل التي يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة أو التهابات العين الطفيفة خاصة عند الرضع المعرضين لسيل اللعاب والتهاب الجفن.
– علاج بعض الالتهابات الخفيفة: في بعض حالات التهاب الملتحمة الخفيف، يمكن أن يساعد المحلول الملحي في إزالة الأعراض وتخفيفها. ومع ذلك، يعد هذا مجرد إجراء داعم ومن الضروري استشارة الطبيب.
إقرأ أيضا: قطرات العين المضادة للهيستامين وأهم الاحتياطات عند استخدامها
ما هي أهم الإعتبارات التي يجب مراعاتها عند استخدام المحلول الملحي الفسيولوجي مع الأطفال؟
ما هي أهم الإعتبارات التي يجب مراعاتها عند استخدام المحلول الملحي الفسيولوجي مع الأطفال؟
عند الرغبة في استخدام المحلول الملحي الفسيولوجي بشكل آمن عند تنظيف عيون الأطفال، فتجدر الإشارة إلى إتباع الآتي:
1- لا ينبغي اعتبار هذا المحلول دواء لعلاج أمراض العيون: من الهام جدا معرفة، أن المحلول الملحي الفسيولوجي ليس دواء لعلاج أمراض العيون الخطيرة لأنه غير قادر على قتل البكتيريا أو الفيروسات أو علاج الأمراض، ولكن له تأثير تطهيري فقط.
لذلك، إذا ظهرت على عيون الطفل علامات العدوى المتمثلة في التورم والأحمرار، والصديد، وفرك عين الطفل باستمرار، وعدم قدرة الطفل على فتح عينيه بشكل طبيعي، فمن الضروري وبشكل فوري اصطحاب الطفل إلى طبيب العيون في أسرع وقت ممكن للتشخيص وتلقي العلاج في الوقت المناسب.
2- عدم الاستخدام كثيرا: يمكن أن يؤدي غرس المحلول الملحي الفسيولوجي في كثير من الأحيان وخاصة عندما تكون عيون الطفل طبيعية تماما إلى المعاناة من جفاف العين حيث يمكن أن يتم فقدان هذه الطبقة الواقية الطبيعية للدموع ويقوم بغسل الأجسام المضادة الطبيعية الموجودة في الدموع، مما يزيد هذا من مخاطر الإصابة بالعدوى.
3- اختيار المنتجات المخصصة للعيون: من الضروري دائما مراعاة اختيار المحلول الملحي الفسيولوجي المنتج خصيصا للعيون، وله درجة الحموضة المناسبة ويضمن عملية التعقيم المثالية؛ بالإضافة إلى أهمية تجنب استخدام المحلول الملحي الفسيولوجي للأنف أو المحلو المستخدم لغسل الجروح.
4- التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية والتخزين بشكل صحيح: قبل الاستخدام، يجب التأكد من أن المحلول الملحي الفسيولوجي له تاريخ انتهاء صلاحية مع أهمية تخزينه في مكان جاف وبارد أما بعد فتح الغطاء، فمن الواجب علينا استخدامه فقط للفترة الموصى بها (عادة من 15 يوما إلى شهر واحد حسب المنتج) لتجنب الإصابة بالتلوث البكتيري.
5- التعامل بشكل لطيف مع الأطفال عند وضع المحلول: عند إسقاط المحلول إلى داخل العينين، فينصح بضرورة الإمساك بالطفل برفق شديد حيث يتم تحقيق ذلك عن طريق وضع الطفل على ظهره، ومن ثم العمل على اسحب الجفن السفلي برفق وضع 1-2 قطرات في زاوية العين أو منتصفها مع ضرورة مراعاة تجنب لمس طرف القارورة لعيون الأطفال لمنع الإصابة ببعض العدوى.
6- مراقبة ردود الفعل بعد وضع المحلول: يجب ملاحظة أنه إذا ظهرت على عيون الطفل علامات احمرار أو تورم أو سقي مائي أكثر أو بدت غير مريحة، فيجب التوقف عن استخدام هذا المحلول واصطحاب الطفل إلى أقرب منشأة طبية أو طبيب متخصص.
في النهاية، وتليخيصا لما قمنا بذكره وفي نفس الوقت للإجابة على سؤال مقالنا اليوم، فيمكننا القول بأن المحلول الملحي الفسيولوجي له تأثير تطهيري فقط، ولا يتم التعامل معه على أنه عنصر علاجي للتغلب على الالتهابات الشديدة أو الالتهابات البكتيرية.
بناء على هذا، فيجب النظر بعناية فائقة في استخدام المحلول الملحي كقطرات عين للأطفال الصغار حيث ينصح بأن يتم هذا الأمر فقط عند الضرورة القصوى ووفقا لتعليمات الطبيب، وهذا لضمان السلامة وتجنب الآثار الجانبية الغير المرغوب فيها.