عند حدوث الإصابة بالتهاب اللوزتين فمن الممكن أن تؤدي هذه الحالة الصحية إلى التهاب الحلق وصعوبة البلع مما يؤدي هذا الأمر إلى التأثير بشكل كبير على أنماط الحياة اليومية، ومن هنا ينصح الطبيب بضرورة إزالة اللوزتين لعلاج المرض بشكل نهائي. ولكن، قد يجادل الكثيرون بأن هذه الطريقة تنطوي على العديد من المخاطر الجراحية حيث يشعر الكثيرون بالقلق من أن استئصال اللوزتين يمكن أن يؤثر سلبا على نبرات الصوت. لذا سنقوم فيما يلي بالتعرف تفصيليا على تأثير إستئصال اللوزتين بخصوص نبرات الصوت وما هي أهم المضاعفات الصحية التي من الوارد حدوثها بعد المرور بهذه التجربة؟
ماذا نعني بـ إستئصال اللوزتين؟
استئصال اللوزتين هي إجراء جراحي يتم فيه إزالة اللوزتين من الجسم. فالجدير بالذكر أنها تعد جزءا مناعيا هام يتواجد عند مدخل الحلق في الواجهة الخلفية. إلى جانب هذا فيمكننا القول بأن اللوزتان لديهما دورا هاما في تنقية الهواء قبل أن يدخل إلى الجسم، حيث تقوم بإمتصاص الجراثيم والفيروسات وتساعد في مكافحة العدوى.
في أي الحالات يكون استئصال اللوزتين أمرا ضروريا؟
يجب علينا جميعا أن نفهم أنه ليس أي التهاب في اللوزتين يتطلب استئصالهما حيث يتم اللجوء إلى هذا الإجراء مع الحالات التالية:
- المرضى الذين يعانون من التهاب اللوزتين الجرثومي بعدل دوري بتراوح من 3 إلى 5 مرات على مدار العام.
- تناول مريض إلتهاب اللوزتين المضادات الحيوية عدة مرات مع ضعف إستجابة التعافي.
- الإصابة ببعض الأعراض المرضية المقلقة التي لها تأثير كبير على الحياة اليومية.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره فيمكن التفكير في أمر اللجوء للتدخلات الجراحية، وبالأخص إذا كان التهاب اللوزتين يؤدي إلى الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة التي تتمثل في تراكم القيح حول اللوزتين أو ما يسمى بخراج الصفاق.
هل يؤثر استئصال اللوزتين على نبرات الصوت؟
للإجابة على هذا السؤال بمزيد من التوضيح، ينبغي أن يكون مفهوما لدينا أن بنية البلعوم تتكون من ثلاثة أجزاء: البلعوم الأنفي وحلق الفم والبلعوم السفلي. فعلى وجه التحديد تقع اللوزتين في منطقة البلعوم الفموي، وتقع الأحبال الصوتية في البلعوم السفلي.
لذا يتضح لدينا تواجد اللوزتين والأحبال الصوتية في جزأين مختلفين من البلعوم. لذلك، فإن إزالة اللوزتين لا يسبب فقدان الصوت بأي صورة إن كان.
ولكن قد يعاني بعض المرضى بعد استئصال اللوزتين من بحة في الصوت، وصوت يصدر من الأنف بشكل واضح. فالجدير بالذكر في هذا الصدد، أن بعض الأبحاث قد أظهرت أن جراحة اللوزتين تؤثر سلبا فقط على الصوت لدى البالغين على المدى القصير، وليس التأثير طويل المدى على القدرة الصوتية ودرجة الصوت.
لذا، فإذا أراد الطبيب إزالة اللوزتين، فيجب عدم القلق بشأن ما إذا كان استئصال اللوزتين سيؤثر على الصوت ونبراته فالأمر يبدو منقطع الصلة حيث أن كل منهما في خط مختلف عن الآخر.
إقرأ أيضا: بحة الصوت وأهم مدلولات هذه الحالة الصحية
ما هي المضاعفات الشائع حدوثها بعد استئصال اللوزتين؟
على وجه التحديد يجب علينا معرفة أن هناك بعض المضاعفات التي تحدث بعد هذا الإجراء الجراحي والتي يجب أن نكون على دراية بها وتتمثل في الآتي:
-
ردود الفعل على التخدير
مثل ما يحدث مع الطرق الجراحية الأخرى، فمن الممكن أن يسبب التخدير عددا من المشاكل البسيطة والقصيرة الأجل التي تظهر في الصداع أو الغثيان أو القيء أو آلام العضلات أما بخصوص المضاعفات الخطيرة الخاصة بالتخدير فهي طويلة الأجل ونادرة الحدوث.
-
تورم اللسان والحنك الرخو
يمكن أن تسبب عملية إستئصال اللوزتين حدوث تورم في اللسان والحنك الرخو مما يؤدي هذا إلى حدوث الإصابة بضيق التنفس. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث عادة في الساعات القليلة الأولى بعد هذا الإجراء الجراحي.
-
نطق صوت الأنف
قد يعاني بعض المرضى بعد استئصال اللوزتين، من سماع الصوت وكأنه صوت أنفي لبعض الوقت، بالإضافة إلى حدوث معاناة خروج الطعام والسوائل من الممرات الأنفية الذي عادة ما يختفي بعد بضعة أيام أو أسابيع.
-
نزيف ما بعد العملية الجراحية
يظهر هذا النوع من المضاعفات عادة في الأسبوع الأول بعد التدخل الجراحى، ولكن يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 4 أسابيع حيث قد يتدفق الدم إلى الشعب الهوائية أو يتم تقيأه. ولكن يجب الحذر أنه من الممكن أن تؤدي هذه الحالة إلى فقدان الكثير من الدم، لذلك غالبا ما يعتبر هذا الوضع حالة طارئة يلزم على آثارها التوجه إلى أقرب منشأة طبية.
-
عدوى ما بعد الجراحة
نادرا ما يسبب الاستئصال الجراحي لهذا الجزء حدوث عدوى ما بعد الجراحة، ولكن لا يزال من الممكن حدوثها. لذا يجب العمل على وضع هذا الأمر بشكل جاد في عين الإعتبار.
بوجه عام، وعند الرغبة في منع حدوث المضاعفات بعد استئصال اللوزتين، نحتاج بشكل صريح إلى اتباع المؤشرات بدقة والتي تتمثل في تناول الدواء في موعده، والإلتزام بتعليمات العناية بالفم في المنزل.
إلى جانب ما تم ذكره فيجب التقليل أيضا من تناول الأطعمة الساخنة جدا أو المشروبات الغازية. فبدلا من ذلك، يجب أن نقوم بشرب الماء العادي، والعمل على مراقبة حالة الجرح بشكل دقيق، وبالأخص إذا كان موقع العملية الجراحية ينزف أو في حالة إلتهاب، وفي حالة تفاقم أي أوضاع صحية فينبغي على الفورالذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج الفوري.