عند الحديث عن أزمة الإصابة بالتهاب القولون التشنجي، فيجب العلم أنها عبارة عن أزمة مرضية ترتبط بحدوث حالة من الخلل في القولون دون التسبب في أي أضرار جسدية، فالجدير بالذكر أنها غالبا ما تصيب المرضى الذين يعانون من الإجهاد والقلق، ولكن ومع تطور هذه الأزمة الصحية أو تفاقمها هل يمكن أن تزداد مخاطرها على الصحة الجسمانية؟ هذا ما سنجيب عنه اليوم بمزيد من التوضيح والفهم.
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب القولون التشنجي؟

ما هي أسباب الإصابة بالتهاب القولون التشنجي؟
يمكن أن تظهر أزمة الإصابة بالتهاب القولون التشنجي نتيجة التعرض إلى من مجموعة متنوعة من الأسباب، ومع ذلك لا يوجد حتى الآن استنتاج نهائي حول السبب المحدد.
بوجه عام، سوف نقوم فيما يلي بذكر بعض عوامل الخطر الشائعة لهذه الأزمة والتي تتمثل في الآتي:
- اضطراب نقل الإشارات بين الدماغ والأمعاء، مما يترتب على ذلك جعل الجهاز الهضمي أكثر حساسية من الأشخاص العاديين.
- التعرض للمستقبلات العصبية غير المستقرة، وسهلة التهيج، والتي تسبب ردود فعل غير طبيعية.
- المشكلات النفسية مثل القلق أو الإجهاد المطول أو الضغط الناتج عن العمل والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية.
- اضطرابات الغدد الصماء خاصة عند النساء.
- اتباع أنماط التغذية غير العلمية، أو تناول الكثير من الأطعمة التي يصعب هضمها، أو الإكثار من تناول الأطعمة الدهنية ، أو عدم اتباع جدول منتظم عند تناول الوجبات.
- الاعتياد على استخدام المنشطات مثل الكحول والتبغ والمواد الأخرى.
إقرأ أيضا: التهاب القولون السيني وكل ما يتعلق به من معلومات
ما هي علامات الإصابة بالتهاب القولون التشنجي؟

ما هي علامات الإصابة بالتهاب القولون التشنجي؟
لا يزال الكثير من الناس يخلطون بين التهاب القولون التشنجي واضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى تلقي أنماط العلاج الغير مناسبة، مما يجعل المرض أسوأ ويسبب انسداد الأمعاء.
للتعرف على التهاب القولون التشنجي وتشخيصه، دعنا نتعرف على الأعراض المرضية الخاصة به والتي تبدو ظاهرة من خفيفة إلى شديدة:
المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التشنجي الخفيف أو المتوسط: مع هذه النوعية المرضية عادة ما تحدث آلام في البطن على طول الهيكل العظمي للقولون وقد ينتشر إلى الجناح. على وجه التحديد، سوف يشعر المرضى بألم في أسفل البطن الأيسر مصحوبا بالإسهال أو الإمساك أو كليهما.
بالإضافة إلى ذلك، فتشمل بعض الأعراض الشائعة الأخرى لهذه الحالة المرضية ما يلي:
- الانتفاخ وعسر الهضم.
- الشعور بالحرقان في منطقة البطن.
- التشنجات.
- عدم القدرة على تناول الطعام بشكل جيد، وان حدث فيكون هذا بكميات قليلة جدا.
- تغير شكل الفضلات من سائلة إلى نوعية يتواجد بها حالة من المخاط.
غالبا ما تستمر أعراض هذه الحالة المرضية في الظهور. لذلك، يمكن للمرضى التعرف على إصابتهم بالتهاب القولون التشنجي إذا ظهرت العلامات المذكورة أعلاه لفترة زمنية طويلة.
من الهام معرفة، أنه في حال تطور المرض بشكل أكثر خطورة، فقد يعاني المريض من بعض الأعراض المرضية الأكثر ازعاجا والتي تبدو على النحو التالي:
- التغوط عدة مرات في اليوم، والرغبة في التبرز الثقيل بعد تناول الطعام مباشرة.
- ازدياد آلام المعدة سوءا واستمرارها إلى فترات زمنية طويلة حيث يصبح الألم مزعجا إلى حد ما.
- المعاناة من نزيف المستقيم، خاصة عند تمرير الفضلات.
- المعاناة من نقص الحديد الذي يؤدي إلى فقر الدم.
- الإسهال الشديد أو الإمساك.
- عدم الاستقرار النفسي والأرق والشعور المتكرر بالتوتر والقلق.
- فقدان الشهية والقيء والفشل في امتصاص العناصر الغذائية وتباعا تحدث أزمة المعاناة من فقدان الوزن.
- الأرق والإرهاق والاكتئاب على المدى الطويل.
هل تعد أزمة الإصابة بالتهاب القولون التشنجي من الأزمات الصحية الخطيرة؟

هل تعد أزمة الإصابة بالتهاب القولون التشنجي من الأزمات الصحية الخطيرة؟
يعتبر التهاب القولون التشنجي مرضا حميدا ولا يوجد له مخاطر صحية لا يحمد عقباها مثل الوفاة، لذلك لا داعي للقلق كثيرا عند المعاناة من هذه الأزمة الصحية.
ولكن، على الرغم من أنه ليس مرضا مهددا للحياة، إلا أنه لا يمكن علاجه بالكامل حيث يعد مرض مزمن يتكرر بشكل دائم ويمكن أن تتسبب أعراضه في إعاقة الأنماط الحياتية للمرضى والحد من آلية القيام بالأنشطة اليومية.
لذلك، يحتاج المصابين به إلى الفحص والعلاج على الفور إذا اشتبهوا في التهاب القولون التشنجي.
ما هي أفضل التدابير لإحتواء أزمة التهاب القولون التشنجي؟

ما هي أفضل التدابير لإحتواء أزمة التهاب القولون التشنجي؟
بالإضافة إلى تناول الأدوية على النحو الذي يحدده الطبيب، فيمكن للمرضى اتخاذ التدابير التالية للمساعدة في السيطرة على أعراض التهاب القولون التشنجي وتخفيفها.
أولا: بناء عادات غذائية معقولة وعلمية
– يتم بناء هذه العادات عن طريق تناول المكملات الغذائية الغنية بالألياف المفيدة لصحة الجهاز الهضمي والأمعاء مثل الزبادي والفواكه والخضروات الخضراء ودقيق الشوفان.
– زيادة تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، والتي تساعد على توفير العناصر الغذائية الأساسية للجسم مثل اللحوم والبيض والأسماك والحليب الخالي من اللاكتوز.
– التأكد من شرب ما يكفي من 2 لتر من الماء يوميا لمساعدة الجهاز الهضمي على العمل بفاعلية أكبر.
– الحد من تناول الأطعمة الدهنية التي تسبب عسر الهضم، والوجبات السريعة، والابتعاد تماما عن المشروبات الكحولية، والأطعمة التي تحتوي على السوربيتول (كحول السكر الذي لا يمكن هضمه بالكامل).
ثانيا: الاسترخاء وتخفيف التوتر
تلعب آلية الحد من التوتر والقلق دورا مهما في تخفيف أعراض التهاب القولون التشنجي حيث يمكن تحقيق هذا من خلال بعض الطرق التي تتمثل فيما يلي:
– ممارسة تمارين التنفس العميق والمنتظم.
– الاعتياد على ممارسة تمارين الإطالة.
– ممارسة الرياضة بشكل دوري منتظم.
– الحصول على قسط كاف من النوم.
– تجنب الافراط في التفكير.
– القيام ببعض أنشطة الاسترخاء مثل القراءة والرسم والتأمل.
