بعد مرحلة الولادة تواجه الأمهات العديد من المشاكل الصحية التي تتمثل في التعب، والإرهاق، وتورم الجسم، وزيادة الإفرازات والتعرض للنزيف المهبلي وصعوبة الذهاب إلى المرحاض، وعلى وجه الخصوص التبول المؤلم بعد الولادة القيصرية أو الولادة المهبلية الذي يعتبر أحد أهم الظواهر الشائعة التي تصيب النساء خلال هذه الفترة حيث يمكن أن يصاحب ذلك احتباس، و سلس في البول، مما يجعل الأم تشعر ببعض الآلام ومشاعر عدم الراحة. لذلك فقد قررنا اليوم من خلال مقالنا أن نقوم بالتعرف على هذه المشكلة وأسبابها بمزيد من التفصيل، وهذا لكي نستطيع أن نتعامل معها بشكل سليم.
ما هي أسباب الإصابة بآلام التبول بعد الولادة؟
توجد العديد من الأسباب والمشاكل الشائعة التي تؤدي إلى شعور الأم بمشاعر عدم الراحة عند قيامها بالتبول بعد قيامها من ولادتها لطفلها، فالجدير بالذكر أن هذا الشعور يحدث بسبب المشكلات التالي ذكرها:
-
تهيج مجرى البول
أثناء الولادة القيصرية، غالبا ما يتم تركيب القسطرة للنساء الحوامل قبل إدخالهن لغرفة العمليات، وهذا لمنع المثانة من الامتلاء أثناء الجراحة، ولمساعدة الأم في عدم الذهاب إلى المرحاض بعد الولادة، فالجدير بالذكر أنه تتم إزالة القسطرة البولية عندما يزول تأثير المخدر تماما.
بعد إزالة القسطرة، يصبح مجرى البول متهيجا، ومؤلم إلى حد ما. لذلك، فالأم في ذلك الوقت تعاني من إحساس حارق، ولاذع، وتبول مؤلم بعد عملية الولادة القيصرية أو الولادة المهبلية.
-
تشنجات المثانة
تحدث تشنجات المثانة عندما تنقبض العضلات الخاصة بها بشكل مفاجيء، مما يجعل الأم تشعر بالحاجة إلى رغبتها في التبول على الفورحيث يمكن أن يسبب هذا الألم عند التبول لأن المثانة قد تأثرت بالجراحة، والولادة. فيجب الإنتباه إذا لم يتحسن الألم مع مرور الوقت بل قد يصل الأمر إلى إزدياده سوء فمن الهام الذهاب على الفور للطبيب وطلب منه المشورة الصحية.
-
التهابات المسالك البولية
تعاني كثير من الأمهات حديثي العهد بالأمومة من أزمة الإصابة بإلتهابات المسالك البولية التي تحدث خاصة عند التعرض للولادة القيصرية، والسبب هو أن المسالك البولية تظهر عليها بعض علامات العدوى مصحوبة ببعض الأعراض الأخرى المتمثلة في عدم الراحة، والبول ذو الداكن اللون حيث يمكن علاج هذه الحالة عن طريق إستخام المضادات الحيوية التي تتم تحت إشراف طبي.
-
هبوط المثانة
يمكن أن تتسبب الولادة في حدوث تدلي المثانة، خاصة إذا خضعت المرأة للولادة القيصرية حيث يرجع ذلك إلى حدوث التغيرات في العضلات التي تربط أعضاء الحوض معا. فالجدير بالذكر أنه في نهاية فترة الحمل، تعمل الهرمونات على إرخاء هذه العضلات بحيث يكون الحوض جاهزا للولادة، أما بعد الولادة، تظل هذه العضلات متسعة، وتسبب الإصابة بهبوط المثانة.
تشمل الأعراض الأخرى لهبوط المثانة الإصابة بسلس البول عند العطس، والآلام عند التبول التي عادة ما تزول من تلقاء نفسه، ولكن إذا كانت الحالة المرضية شديدة، فيجب على الفور التوجه للطبيب المختص.
إقرا أيضا: الحامل ومشكلة كثرة التبول أثناء فترات حملها
-
تلف المثانة
بعد الولادة القيصرية، قد يظهر بمجرى البول ناسور صغير يسبب الشعور بالألم عند الذهاب إلى المرحاض أو القيام بالتبول حيث تحدث الإصابة بهذه المشكلة بدون أن مسببات للعدوى، فعلى الرغم من أن هذه الظاهرة غير شائعة إلا أنها في أغلب الأوقات تتطلب التدخل الجراحي.
-
إلتصاقات المثانة
بعد أي نوع من الجراحة في منطقة البطن، قد تحدث الإصابة بالتصاقات في الحوض حيث يمكن أن يتسبب تكوين النسيج الندبي في حدوث التصاق الأنسجة ببعضها البعض. فالجدير بالذكر أن هذا الإلتصاق يمكن أن يتشكل في المثانة، أو بداخل مجرى البول أو الرحم، مما يسبب الألم عند التبول.
لذلك ، قد يحدث التبول المؤلم بعد الخضوع للولادة القيصرية بسسب هذه الإلتصاقات. في العموم يجب التوجه للطبيب المختص وعرض الأمر علية لكي يستطيع تحديد طرق العلاج المناسبة التي غالبا ما تتمثل في إجراء جراحة بالمنظار لإزالة الالتصاقات.
-
احتباس البول
تعد ظاهرة احتباس البول بعد الولادة من الظواهر الشائعة نسبيا خلال فترة الولادة، فمن أهم أسباب حدوث هذه المشكلة هي زيادة هرمون البروجسترون، والضغط على المثانة أثناء الحمل. بالإضافة إلى ذلك، يحدث تورم في منطقة العجان والإحليل بسبب الصدمة الناتجة عن الولادة المهبلية مما يؤدي ذلك إلى الإصابة بإنسداد مجرى البول الذي يجعل التبول أكثر صعوبة، وألما.
في حالة المعاناة من احتباس البول بعد الولادة، ستكون المرأة عرضة للإصابة بسلس البول، والشعور بألم حاد في كل مرة يتم فيها التبول.
كم من الوقت تستمر المعاناة من آلام التبول بعد الولادة؟
لا يوجد وقت محدد للتغلب على هذه الآلام، ولكن هذا يعتمد على طبيعة جسم المرأة ومناعتها المقاومة للمرض إلى جانب إهتمامها بصحتها بشكل مثالي لكي تستطيع أن تخرج من هذه الفترة بأقل المشكلات.
في فترة ما بعد الولادة يفضل عزيزتي أن تلتزمي بالراحة، مع العمل على شرب الكثير من السوائل، وتناول المزيد من الألياف لتسهيل عملية التبول. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك القيام بإستخدام الماء الدافىء في منطقة العجان، إلى جانب العمل على أداء التمارين خفيفة، والقيام ببعض تمارين عضلات قاع الحوض البسيطة.
متى يجب علينا الذهاب الفوري للطبيب؟
توجد بعض من الأعراض الهامة الخاصة بآلام التبول، والتي يجب عدم تجاهلها، والذهاب للطبيب على الفور لعرض الأمر عليه، وأهم هذه الأعراض سنذكرها فيما يلي:
- آلام الحوض المصحوبة بالغثيان والقيء
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم فوق الـ 39 درجة مئوية
- صدور رائحة كريهة من المنطقة الحميمة.
- الرغبة في التبول وعدم القدرة على الذهاب إلى المرحاض.
- الآلام الشديدة في لحظات التبول.
- البول ذو اللون الداكن.
- إنتفاخ وإلتهاب المنطقة التناسلية.
- كثرة التبول.
- الألم البولي الذي لا يزول مع مرور الوقت.
في النهاية.. إطمئني عزيزتي فالألم البولي بعد الولادة هو حالة شائعة نسبيا، لذلك لا داعي للقلق كثيرا إذا كنتِ تعانين من هذه الظاهرة، فما تستطعين القيام به هو التركيز في الحصول على قسط كاف من الراحة حتى يتمكن الجسم من التعافي، والشفاء بشكل سريع.