هذا الجسم البشري سواء كان ذكوريا أو أنثويا يخضع لتأثير الهرمونات المسئولة عن التغيرات المصاحبة لمراحل النمو المختلفة , أي أنها المتحكم الأول في ظهور الخصائص والسمات الأنثوية لدى الفتاة والتي تظهر بشكل طبيعي في مرحلة عمرية معينة تم تحديدها بعلامات البلوغ والتي تنطوي على عدة تغيرات في أجسام الإناث حيث ينمو الثدي ويكون أكثر بروزا , ويبدأ الشعر في الظهور تحت الإبط , والمنطقة التناسلية , وعلى الرغم من اختلاف السن الذي نستطيع أن نقول عن الفتاة أنها بالغة فيه إلا أن السن الشائع لنزول الدورة الشهرية الأولى لدى الفتيات هو الذي يتراوح بين سن 12 أو 15 عاما , إلا أن البعض قد يكون لديهن بلوغا مبكرا في عمر الثامنة أو التاسعة بينما تتأخر أخريات في الوصول لسن 18.. ولكن من أجل تهدئة حيرتك عزيزتي سوف نخبرك عن أسباب البلوغ المتأخر لدى الفتيات .
حول البلوغ المتأخر لدى الفتيات
عندما تطول مدة غياب الخصائص الجنسية الأنثوية والتي تدل على نضوج جسم الفتاة فإننا أمام حالة تعرف بتأخر البلوغ وذلك عندما يتجاوز السن الطبيعي لترك الفتاة مرحلة الطفولة لتكون أنثى وتكتسب الصفات الجسمانية لإمرأة ناضجة , وقد يثير هذا الأمر قلق العديد من الأمهات حيث يعتبرن أنهم بصدد مشكلة حقيقية تواجه فتياتهن وهنا يصبح السؤال الذي يرغبن في الحصول على إجابة له ماهي الأسباب التي تفسر البلوغ المتأخر لدى الإناث .
وفقا لآراء بعض أطباء النساء والتوليد الذي تعد الوجهة الأولى للأم في حال تعرض ابنتها لتلك الحالة النسائية فإنه بحلول عيد الميلاد الرابع عشر للفتاة بدون نزول الدورة الشهرية ,أو عدم ظهور أي مؤشرات دالة على البلوغ حتى ذلك الحين فإن ذلم ينذر بوجود مشكلة صحية تتطلب الإهتمام.
من المهم معرفة أن غياب دورة الحيض هنا يتم وصفه بالإنقطاع الأولى للدورة الشهرية , وهنا سوف يتعين على الفتاة انتظار ظهور صفات البلوغ حتى سن ال16, أما عند حدوث تأخير عند هذا الحد فإن ذلك أقرب دليل على البلوغ المتأخر
أسباب البلوغ المتأخر لدى الفتيات
أنه ليس سبب واحد يمكن أن يفسر لنا سبب وجود دورة شهرية متأخرة لدى الفتاة ولماذا لم تبلغ بعد مثل بقية الفتيات من نفس العمر , وتوجد عوامل عديدة ترتبط بهذا التأخير :
1-البلوغ المتأخر نتيجة عوامل وراثية
قد يتداخل علم الوراثة مع هذا الأمر ويعد واحدا من الأسباب التي ترتبط بجينات وراثية معينة تشكل السبب في مواجهة الفتاة لمشكلة تأخر البلوغ وذلك عندما تكون الأم في نفس عمرها قد عانت من هذا الأمر , ويمكن الإستدلال على ذلك من خلال عودة الأمهات بالذاكرة إلى الماضي للتفكير في عما إذا كان قد تأخر موعد نزول دورتها عن سن ال14 حيث تكون ابنتها مثلها تماما , إلا أن الأمر سوف يحل بإتمام الفتاة للبلوغ وظهور الإشارة الرئيسية ممثلة في دم الحيض , ولن يكون هناك قلق أو مشاكل فسرعان مايتم استكمال مخطط البلوغ , وييعد هذا السبب من أكثر العوامل شيوعا لتأخر بلوغ الفتاة
2-النحافة المفرطة
يعد الوزن الصحي والمناسب على جهاز القياس من الأساسيات المهمة التي يجب أن تضعها كل أم في اعتبارها من أجل صحة ابنتها , وذلك بمراعاة عدم وصول الوزن الطبيعي للجسم مرحلة السمنة أو النحافة المفرطة فكلاهما سواء ويدل عل وجود خلل في النظام الغذائي أو مشكلة تتعلق بكتلة الجسم الدهنية التي تعاني منها بعض الفتيات من ضعفها مما يؤدي إلى تأخر دخولها في مرحلة البلوغ ويرتبط ذلك ببعض الممارسات الخاطئة
- ممارسة رياضات عالية الشدة مما يتسبب في إجهاد بدني شديد : مثل منافسات السباحة ذات القواعد الصارمة , وآداء رقصات البالية , وتمارين الجمباز
- فقدان الشهية العصبي: هو نوع من اضطرابات الأكل الذي يجعل الشخص مهووسا بالنحافة حتى أن فقدان الوزن يتحول لوسواس مزمن في عقله خوفا من زيادة الوزن ويقوم على آلية التجويع الذاتي مما يجعل وزن الجسم نحيفا مقارنة بالمعدلات الطبيعية والذي يصل إلى 40 كيلو ويكون نابع من نقص شديد في دهون الجسم
3- سوء التغذية
حالات ضعف تزويد الجسم بالمغذيات والعناصر الغذائية الضرورية من فيتامينات ومعادن تضاف أيضا إلى العوامل المسببة
4-مشكلات في المبايض
قد تكون ابنتك لديها مشكلة مؤثرة على عمل المبيضين والذي تكون مسئولة عن إطلاق البويضات حيث يمكن أن يحدث للغدد التناسلية حالة من العجز عن قيامها بنشاطها الوظيفي والممثل في التصنيع الحيوي للهرمونات الجنسية لدى الجنسين , وفي تلك الحالة لن تتمكن من إفراز أي هرمونات تناسلية أو حتى تعاني من الضعف في إنتاجها ويطلق على تلك الحالة قصور الغدد التناسلية , وتوجد أكثر من صورة لإضطرابات المبايض
- مشكلات تصيب عضو المبيض ذاته , أو حدوث خلل في النمو على نحو سليم
- اضطراب في المركز المسئول عن خصائص البلوغ في الدماغ
اقرأ أيضا دليل البلوغ المبكر لدى الفتيات
5-أسباب أخرى لتأخر البلوغ عند الفتيات
من خلال الحديث عما يسبب خمول وظيفي في نشاط الغدد التناسلية فإن ذلك يرتبط بعدد من الأسباب:
- داء الأمعاء الإلتهابي والذي يشير إلى اضطراب مزمن في الجهاز الهضمي نتيجة رد الفعل المضاد للجهاز المناعي التي يتخذها ضد أنسجة الأمعاء
- قصور الغدة الدرقية
- داء السكري
- التليف الكيسي.
- أمراض الكبد والكلى.
- أمراض المناعة الذاتية مثل: مرض هاشيموتو ، ومرض أديسون
- الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لأورام المبيض
- ورم في الغدة النخامية مما يؤثر على وظائفها
أعراض تأخر البلوغ عند الفتيات
يمكنك الإنتظار قليلا حتى بلوغ الفتاة سن الخامسة عشر للتأكد من أنها تعاني تأخر البلوغ أم لا وإنما مجرد فروق نسبية إلا أننا نتفق على ظهور بعض الأعراض الدالة على البلوغ المتأخر كما يلي:
- وجود تأخير في نمو الثديين بعد تجاوز سن 13
- ملاحظة عدم نمو شعر العانة في المنطقة الخاصة لدى الإناث
- بلوغ سن السادسة عشرمع غياب نزول الدورة الشهرية
- عدم اكتمال نمو الرحم ووظائفه بصورة سليمة
- اضطرابات الطول سواء من حيث قصر القامة أو خلل النمو
- العمر العظمي الذي يمثل مقياس النضوج الهيكلي أقل من العمر في المعدلات الطبيعية
يجب الإشارة إلى اختلاف طبيعة الأعراض مابين فتاة وأخرى وفقا للسبب الرئيسي للبلوغ المتأخر لدى الفتيات
تشخيص تأخر البلوغ عند الفتيات
قد يقوم الطبيب بالتوصية بأهمية إخضاع الفتاة لبعض الفحوصات ومن أبرزها:
1-اختبار قياس العمر العظمي
يقوم من خلاله الطبيب بفحص الأشعة السينية, والتي تعرف بأشعة إكس الكهروماغنطيسية والتي تقوم على أساس الحصول على صور داخلية للجسم وتظهر الصور لقطات لليد والمعصم , ومن خلاله يستكشف المريض ويقيس مدى الإختلافات مابين العمر العظمي للمريض مقارنة بالعمر الطبيعي لأن أوجه التناقض تمثل السبب الكامن وراء تأخر البلوغ
2-فحوصات دم
من التحاليل المهمة في العديد من الإجراءات الطبية القائمة على سحب عينة من الدماء وإخضاعها للفحص ,وذلك للتحقق من مستويات الهرمونات المسئولةعن البلوغ بصورة كاملة ومن ضمنها هرمون الإستروجين، وهرمون التستوستيرون،علاوة على بعض الإجراءات التشخيصية الخاصة ببعض الأمراض التي ريما تكون السبب وراء تأخر البلوغ.