في بعض الأوقات، يلجأن الكثير من النساء الحوامل إلى تناول بعض أنواع الوجبات الخفيفة الشائعة والمنتشرة على الساحة الغذائية حيث يحدث هذا الأمر بسبب عدم قدرتهن على تناول الأطعمة الطبيعية، ولكن من الهام معرفة أن هذا الأمر قد ينتج عنه العديد من التبعيات السلبية التي تعود على صحة الحامل والجنين. لذا، فقد قررنا أن نقوم الآن بالتعرف على أهم الأسباب التي ينبغي على آثارها قيام الحامل بتجنب تناول الوجبات السريعة والغير صحية طوال فترة الحمل.
لماذا يجب أن تحد الحامل من تناول الوجبات السريعة الغير صحية أثناء الحمل؟
أولا: التأثير على الأم
– سكري الحمل
سكري الحمل
يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للوجبات السريعة إلى جعل النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل، فعلى سبيل التوضيح تحدث هذه الحالة عندما لا يقوم جسم الحامل بإنتاج ما يكفي من الأنسولين أو لا يستطيع استخدامه بشكل فعال، مما يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
الجدير بالذكر، أن هذا الأمر لا يؤثر فقط على صحة المرأة فقط ولكن يمكن أن تمتد آثاره السلبية إلى مضاعفات تصيب الجنين وتتمثل في العملقة أو الولادة المبكرة أو نقص السكر في الدم بعد الولادة.
– زيادة الوزن المفرطة
زيادة الوزن المفرطة
غالبا ما تكون الوجبات السريعة غنية بالسعرات الحرارية ولكنها فقيرة في العناصر الغذائية الهامة التي يحتاج إليها الجسم في تلك الفترة الزمنية.على سبيل التوضيح، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السعرات الحرارية المتواجدة بوفرة في هذه النوعية من الأطعمة خلال فترة الحمل إلى زيادة معدلات الوزن بكل سهولة بما يتجاوز المستوى الموصى به.
قد يترتب على زيادة الوزن المفرطة هذه حدوث صعوبة في عملية التعافي بعد الولادة، وزيادة التعرض لبعض المضاعفات الصحية الخطيرة مثل سكري الحمل، وتسمم الحمل، وإيجاد صعوبة في الولادة، وزيادة احتمالية الاضطرار إلى الولادة القيصرية.
– اضطرابات ضغط الدم
اضطرابات ضغط الدم
أظهرت العديد من الدراسات وجود صلة بين الاستهلاك العالي للأطعمة فائقة المعالجة (الوجبات السريعة) أثناء الحمل وزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم مثل ارتفاع ضغط الدم الحملي أو تسمم الحمل.
يمكن أن تسبب هذه الحالات مشاكل خطيرة لكل من الأم والطفل، بما في ذلك المعاناة من ضعف وظائف الكبد والكلى لدى الحامل وتقييد نمو الجنين في داخل الرحم.
– نقص المغذيات
نقص المغذيات
كما نعلم جميعا، أن أغلب الوجبات الخفيفة تعاني من نقص شديد في الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية التي تحتاجها النساء الحوامل والأجنة لكي تنمو بصحة جيدة.
لذا، فإذا كانت المرأة الحامل تأكل الوجبات السريعة بشكل أساسي، فقد لا يتلقى الجنين ما يكفي من العناصر الغذائية المهمة للنمو الشامل للدماغ والعظام والأعضاء وجهاز المناعة، وتباعا يؤدي ذلك الأمر إلى سوء تغذية الجنين، وانخفاض الوزن عند الولادة، مما يؤثر هذا الأمر على نمو الطفل طوال مراحل عمره.
إقرأ أيضا: 5 طرق فعالة تساعد في منع إصابة الحامل بالجفاف
ثانيا: التأثير على الجنين
– انخفاض الوزن عند الولادة
انخفاض الوزن عند الولادة
يمكن أن يؤثر استهلاك الحامل للكثير من الوجبات السريعة أثناء الحمل بشكل مباشر على نمو الجنين، مما يؤدي ذلك إلى انخفاض الوزن عند الولادة. الجدير بالذكر، أن هذا الأمر يحدث عندما لا يتلقى الطفل ما يكفي من العناصر الغذائية اللازمة للنمو الأمثل في داخل رحم الأم.
من الهام معرفة، أن الأطفال المولودون بوزن منخفض عند الولادة معرضون بشدة لمخاطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل انخفاض حرارة الجسم ونقص السكر في الدم والتعرض للعدوى، وعلى المدى الطويل قد يواجه الأطفال أيضا مخاطر أكبر للإصابة بمشاكل النمو والأمراض المزمنة كأفراد بالغين.
– إصابة الأطفال الصغار بالسمنة
إصابة الأطفال الصغار بالسمنة
عند قيام النساء الحوامل بتناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والتي غالبا ما توجد في الوجبات السريعة، فسوف يتعرض الجنين لهذه الأطعمة مبكرا، مما يترتب على ذلك حدوث خلل في عملية التمثيل الغذائي الخاصة بالطفل، وتباعا يصبح أكثر عرضة للسمنة والمشاكل الصحية ذات الصلة منذ سن مبكرة.
لا تؤثر السمنة التي تصيب الأطفال الصغار على اللياقة البدنية فقط، بل يمتد تأثيرها السلبي أيضا إلى زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العظام والمفاصل خاصة مع التقدم في العمر والنمو.
– حدوث خلل في نمو الجنين
حدوث خلل في نمو الجنين
يمكن أن تؤثر أنماط سوء التغذية بسبب استهلاك الوجبات السريعة أثناء الحمل بشكل خطير على نمو الجنين، وخاصة الدماغ وبعض الأجهزة والأعضاء الأخرى.
بوجه عام، تلعب العناصر الغذائية الأساسية دورا مهما في تكوين خلايا الطفل وأنسجته وأعضائه، وبناء على هذا فمن الممكن أن يؤدي نقص هذه العناصر الغذائية إلى عدم كفاية نمو الدماغ، مما يؤثر على الوظائف المعرفية والسلوكية، مما يتسبب هذا في حدوث مشاكل هيكلية أو وظيفية في الأعضاء مثل القلب والرئتين والكلى وما إلى ذلك.
– زيادة مخاطر الإصابة بالحساسية
زيادة مخاطر الإصابة بالحساسية
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في النظام الغذائي للحامل إلى معاناة الطفل بعد الولادة من الحساسية والربو، فوفقا لبعض الدراسات والأبحاث، فقد تم إثبات أن أطفال النساء اللواتي تناولن السكريات المضافة على شكل سكروز أو عصير الفاكهة أو العسل في نظامهن الغذائي أثناء الحمل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالحساسية والربو بين سن الـ 7 و 9 سنوات.
لذلك، يعد من الضروري للغاية مراقبة كمية السكر التي تقوم المرأة الحامل بإدخالها إلى جسمها طوال فترة الحمل.