يمكن لبعض الأطعمة والمشروبات الشائع تناولها في داخل أنظمتنا الغذائية بشكل يومي أن تقلل من كفاءة امتصاص فيتامين د أو استخدامه في الجسم حيث يساعد روتين فهم آلية التفاعل هذه على تحسين كمية هذا الفيتامين التي يتلقاها الجسم بشكل ملحوظ. لذا، فقد قررنا فيما يلي بأن نتعرف على أهم أنواع الأطعمة والمشروبات التي تعيق من عملية امتصاص الجسم لفيتامين د وهذا بشكل توضيحي مفسر.
فيتامين د وأزمة إعاقة امتصاصه داخل الجسم

فيتامين د وأزمة إعاقة امتصاصه داخل الجسم
لفيتامين د دور رئيسي وفعال في الحفاظ على صحة الجسم عامة وصحة العظام ودعم وظيفة الجهاز المناعي خاصة، ولكن عند القيام بإستهلاك الأطعمة التي تتداخل مع امتصاص هذا الفيتامين حتى أثناء اتباع نظام غذائي غني بالمغذيات أو المكملات الغذائية الكافية، فسوف يكون لهذا الأمر دور سلبي كبير على الصحة.
على سبيل التوضيح، يمكن لبعض العوامل مثل محتوى الدهون أو بعض المعادن أو المركبات التي تتواجد في بعض الأطعمة أن تقلل من التوافر البيولوجي لفيتامين د، مما يجعل الكثير من الناس غير مدركين أن كمية هذا الفيتامين التي يتم امتصاصها في الجسم لا يتم استهلاكها بشكل سليم.
الأطعمة التي تتداخل مع امتصاص فيتامين د
بمزيد من التوضيح، سنقوم فيما يلي بذكر خمس مجموعات غذائية شائعة تعيق من عملية امتصاص فيتامين د داخل الجسم حيث تتمثل في الآتي:
1) الأطعمة الغنية بالفيتات

الأطعمة الغنية بالفيتات
على رأس قائمة المجموعات الغذائية التي يمكن أن تتداخل مع امتصاص فيتامين (د) توجد الأطعمة الغنية بالفيتاتات مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والبذور.
على سبيل الفهم اكثر، تتمتع أطعمة الفيتات بالقدرة على الارتباط بالمعادن مثل الكالسيوم والزنك والحديد، ويمكن أن تتفاعل مع فيتامين د، مما يترتب على هذا الأمر جعل امتصاص هذه العناصر الغذائية في الأمعاء أقل كفاءة.
إقرأ أيضا: 6 أسباب لعدم نجاح تناول مكملات فيتامين (د) بشكل يومي
2) مشروبات الكافيين

مشروبات الكافيين
قد يقلل الاستهلاك المفرط لمشروبات الكافيين من القهوة أو الشاي أو مشروبات الطاقة من التعبير عن مستقبلات فيتامين د (VDRs) في خلايا الأمعاء.
الجدير بالذكر، أنه عندما يتم تثبيط هذه المستقبلات، فسوف يكون من الصعب على الجسم تلقي واستخدام فيتامين (د)، مما يؤدي ذلك إلى انخفاض في الكفاءة الأيضية لهذا الفيتامين حتى عندما يكون المدخول للجسم كافيا.
3) المشروبات الكحولية

المشروبات الكحولية
لروتين تناول المشروبات الكحولية بانتظام أو لفترة زمنية طويلة العديد من العوامل الضارة والسلبية على الصحة حيث يؤدي ذلك إلى إضعاف وظائف الكبد، وهو العضو المسؤول عن تحويل فيتامين د من شكله المخزن إلى شكله النشط (الكالسيتريول).
لذا، فعندما يكون الكبد ضعيفا، فسوف تقل القدرة على استقلاب فيتامين د، مما يؤدي هذا إلى انخفاض مستويات فيتامين د النشط في الدم، ومن ثم لا يُجدي روتين تناول الطعام أو التعرض لضوء الشمس أي نفعا صحيا.
4) أطعمة الدهون المتحولة والزيوت المهدرجة

أطعمة الدهون المتحولة والزيوت المهدرجة
يمكن أن تؤثر الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الدهون المتحولة والزيوت المهدرجة جزئيا على امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، بما في ذلك الفيتامينات A و D و E و K.
يجب العلم أن هذه الدهون تعمل على تغير بنية الدهون في أغشية الخلايا المعوية، وبالتالي تقلل من القدرة على إذابة فيتامين (د) ونقله إلى مجرى الدم.
5) الأطعمة الغنية بالأكسالات

الأطعمة الغنية بالأكسالات
يرتبط عنصر الأكسالات بالكالسيوم في الأمعاء، مما يقلل هذا الأمر من امتصاص الكالسيوم، فنظرا لأن فيتامين د والكالسيوم مرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضها البعض حيث يساعد فيتامين د على زيادة امتصاص الكالسيوم، فإن انخفاض امتصاص الكالسيوم يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على توازن فيتامين د خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من نقص فيتامين د أو لديهم احتياجات عالية من الكالسيوم.
من هنا يمكننا القول، بإن أطعمة الأكسالات لا تقوم بإعاقة امتصاص فيتامين د بشكل مباشر.
الآلية الصحية والسليمة لإمداد الجسم بفيتامين د

الآلية الصحية والسليمة لإمداد الجسم بفيتامين د
فيتامين د من أهم أنواع الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وبناء على هذا فيعد روتين الجمع بين فيتامين د والدهون الصحية أحد أكثر الاستراتيجيات فاعلية لمساعدة الجسم على امتصاص هذا الفيتامين القابل للذوبان في الزيت بشكل أفضل.
على سبيل المثال ، يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل البيض أو السلمون أو الحبوب المدعمة جنبا إلى جنب مع مصادر الدهون الجيدة مثل الأفوكادو أو زيت الزيتون أو المكسرات في تعزيز عملية الامتصاص.
إلى جانب هذا، فيلعب فيتامين ك2 دورا مهما في استقلاب الكالسيوم ويعمل بشكل تآزري مع فيتامين د. لذلك، ينصح الخبراء بأهمية تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين مثل فول الصويا أو الجبن، لتوفير فوائد إضافية لصحة العظام والصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، فيؤثر توقيت الاستخدام أيضا على كفاءة الامتصاص حيث يمكن أن يؤدي تناول مكملات فيتامين د أو الأطعمة المدعمة الغنية بهذا الفيتامين مع وجبتنا الرئيسية في اليوم إلى تحسين الامتصاص.
إلى جانب هذا، فلا يزال التعرض المنتظم لأشعة الشمس حتى لبضع دقائق فقط في اليوم من أفضل الطرق الطبيعية والفعالة لتعزيز تخليق فيتامين د في الجسم.
