مع حلول الطقس الشتوي وإنخفاض درجات الحرارة، فيجب العلم أن هذه الأجواء المناخية تعد مثالية جدا لنمو الفيروسات والبكتيريا. إلى جانب دورها الرئيسي والمباشر في جعل الجهاز المناعي يبدو في حالته الأضعف ومن ثم تزداد مخاطر الإصابة بالعديد من الحالات المرضية. من هنا وبمزيد من التوضيح قررنا أن يكون محور حديثنا اليوم هو ذكر أكثر 4 أمراض شائعة الحدوث وتصيب البالغين خلال طقس الشتاء البارد.
ما هي أكثر 4 أمراض شيوعا تصيب البالغين خلال فصل الشتاء؟
1) الحمى
تعتبر الحمى دائما هي من أهم الأعراض المرضية شائعة الحدوث خلال فصل الشتاء والتي تحدث نتيجة التعرض للطقس البارد والرطوبة حيث نمو للفيروسات والبكتيريا وحدوث بعض الإصابات المرضية.
الجدير بالذكر أنه يتم تحديد أعراض الحمى عندما تكون درجة حرارة الجسم أعلى من المعتاد، وخاصة إذا تم قياسها بمقياس حرارة زئبقي يتم وضعه في الإبطين ومن ثم تأتي درجة حرارة الجسم 37.5 درجة مئوية أو أعلى.
من أهم الحالات التي يجب أن يتم على آثارها الذهاب على الفور إلى أقرب منشأة طبية هي عندما يكون المريض يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة لمدة يومين أو أكثر، وقد قام بتناول أدوية خافضة للحرارة ولكنه لا يستجيب، وخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة فوق الـ 39 درجة مئوية أو في حالة المعاناة من حمى تستمر لأكثر من 7 أيام.
إقرأ أيضا: 5 أمراض شائع إصابة كبار السن بها خلال فصل الشتاء
2) سيلان الأنف
كما نعلم جميعا أنه خلال فصل الشتاء يكون الطقس شديد البرودة حيث يعاني الكثير من أزمة سيلان الأنف حتى لو لم يسعلوا أو يشكو من الحمي، فعلى سبيل التوضيح قد تم تصميم نظام الجيوب الأنفية البشرية لأداء وظيفة تسخين وترطيب الهواء قبل وصوله إلى الرئتين، فعندما يكون الجو باردا يحفز الهواء الجاف الأعصاب داخل الأنف مما يزيد هذا الأمر من تدفق الدم إلى الأنف، ويوسع الأوعية الدموية لتدفئة الهواء الذي يمر عبرها.
من هنا تنشط الغدد المخاطية لإنتاج المزيد من الإفرازات، مما يوفر هذا الكثير من الرطوبة وترطيب الهواء الذي يمر من خلاله، ولكن عندما تكون آلية المقاصة مفرطة النشاط، فإن كمية الماء التي تتجاوز ما هو مطلوب لترطيب الهواء البارد والجاف ستؤدي إلى سيلان الأنف.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الهواء الجاف في الشتاء إلى إتلاف الغشاء المخاطي للأنف، مما يدفع الغدد الأنفية إلى إفراز المخاط الزائد. إلى جانب هذا، فإن فيروسات البرد والمواد المسببة للحساسية مثل الغبار وحبوب اللقاح سوف تؤدي إلى تهيج الأنف والجيوب الأنفية، وبعد ذلك يبدأ الأنف في إفراز الكثير من المخاط الصافي.
يجب معرفة، أنه مع بعض الناس تحدث المعاناة من أزمة سيلان الأنف دون سبب واضح حيث يمكن أن يكون هذا بسبب حالة مرضية تسمى التهاب الأنف غير التحسسي أو التهاب الأنف الحركي الوعائي.
3) السعال
يعد السعال هو مرض يظهر غالبا عندما يتغير الطقس وتسود الأجواء الباردة حيث يمكن أن تكون هذه الحالة المرضية آلية فسيولوجية لحماية الجسم، ويمكن أن تكون أيضا أحد أهم أعراض العديد من الأمراض.
من الهام معرفة، أن للسعال العديد من المظاهر المرضية مثل السعال الحاد والسعال المزمن المطول والسعال الجاف والسعال المصحوب بالبلغم والسعال مع بحة في الصوت وتفاقم السعال أو السعال الذي يظهر من حين لآخر فقط لبضع ساعات.
في موسم البرد، وعندما تنخفض درجة الحرارة، فإن هذا الأمر يتسبب أيضا في تطور الفيروسات ويساهم بشكل رئيسي في حدوث الإصابة بالأمراض، وأكثرها شيوعا الأنفلونزا والتهاب الحلق والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي وما إلى ذلك. لذلك، يمكننا القول بأن السعال هو أحد أعراض العديد من الأمراض.
في بعض الأحيان يكون علاج هذه الحالة المرضية ببساطة عن طريق تنظيف الأنف والحلق أو تناول بعض أدوية السعال أو استبعاد عوامل الخطر أو الأسباب المحلية مثل الدخان والغبار وعدوى البرد، ولكن في بعض الأحيان الأخرى يكون العلاج صعبا وطويلا، ومن هنا سوف يحتاج المرضى إلى زيارة الطبيب للفحص والعلاج وتلقي المشورة في أسرع وقت ممكن.
4) التهاب الحلق
يعتبر التهاب الحلق من الأمراض الشائعة جدا خلال فصل الشتاء حيث يعاني منه كل من البالغين والأطفال، ولكنه يعد خطير بنسبة كبيرة على الأطفال لأنه إذا لم يتم علاجه مبكرا ، فإن التهاب البلعوم الحاد سيكون عرضة لخطر حدوث مضاعفات تؤدي إلى أمراض القلب الروماتيزمية.
بشكل أكثر توضيحا، يعد التهاب الحلق هو حالة يلتهب فيها كل من الحلق والبلعوم بسبب التعرض لبعض انواع البكتيريا أو الفيروسات، مما يتسبب هذا الأمر في حرقان الحلق والشعور بالكثير من مشاعر عدم الراحة.
غالبا ما يظهر التهاب البلعوم الحاد فجأة مع ارتفاع في درجة الحرارة من 39 إلى 40 درجة مئوية حيث يتمثل في حرقان، والتهاب الحلق عند البلع، والشعور بالجفاف ثم ألم حارق يزداد تدريجيا عند البلع أو التحدث أو السعال.
إلى جانب هذا، فقد يعاني المرضى أيضا من احتقان أو سيلان الأنف أو بحة في الصوت أو السعال الجاف أو تضخم اللوزتين أو تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة، لذلك يجب عند المعاناة من التهاب البلعوم أن يتم الذهاب على الفور إلى منشأة طبية للأنف والأذن والحنجرة لتلقي الفحص بشكل سريع من قبل الطبيب المختص، وتحديد حالة المرض واتخاذ تدابير علاجية فعالة في الوقت المناسب.