مما لا شك فيه أن أدوية مرض السكري قد قامت بلعب دورا مهما في إدارة هذا المرض بشكل صحي وسليم، ولكن بالرغم من ذلك تعد هذه النوعية من الأدوية مثلها مثل أي دواء آخر لديها العديد من الآثار الجانبية المحتمل حدوثها وخاصة عند القيام بتناولها لفترة زمنية طويلة. لذا فمن الواجب علينا أن نقوم بالعمل على فهم هذه الآثار الجانبية لهذه الأدوية وخاصة لدواء الأنسولين بشكل مفسر، للعمل على تقليل تناوله إذا لزم الأمر وتحت إشراف طبي لضمان سلامة وفاعلية علاج مرض السكري والمساعدة في تحسين نوعية حياة أصحاب هذا المرض. وهذا ما سنقوم بفعله اليوم من خلال سطور مقالنا التالية.
الآثار الجانبية لدواء الأنسولين المعالج لمرض السكري
يعلم أغلب مرضى السكري أن الأنسولين هو عبارة عن هرمون أساسي لاستقلاب السكر في الجسم، ومن هنا يحتاج مرضى السكري بشكل دوري منتظم إلى حقن الأنسولين للتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم حيث تعد هذه الحقن هي العلاج الرئيسي لهذه الفئة المرضية.
بالرغم من ذلك، يمكن أن يتسبب أمر حقن الأنسولين لفترات طويلة أيضا في ظهور بعض الآثار الجانبية على الجسم، والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
أولا: آلام وتورمات في موقع الحقن
قد يعاني بعض الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين من بعض الآثار الجانبية المتعلقة بأمر الحقن حيث من الوارد أن يتمثل هذا في ظهور بعض الآلام والتورمات والحكة في موقع الحقن.
الجدير بالذكر أن هذا العرض يحدث هذا عادة بسبب استجابة الجسم لحقن السوائل في الجلد حتى قد يصل الأمر إلى الإصابة بالنزيف والكدمات. لذا عند الرغبة في تقليل هذا التأثير الجانبي، فمن الواجب على مستخدمي الأنسولين تغيير موقع الحقن بالتناوب واتباع إجراء حقن الأنسولين بشكل صحيح.
ثانيا: نقص معدلات السكر في الدم
يمكن للأنسولين أن يعمل على خفض نسبة السكر في الدم بشكل مفرط، مما يتسبب هذا الأمر في الشعور بالدوار والتعب وحتى الإغماء، فمن الهام معرفة أن هذا الوضع المرضي يحدث عندما يزيد معدل الأنسولين بشكل مفرط من استقلاب السكر حيث يسهل امتصاص الجسم للسكر من الدم، ومن هنا يحدث انخفاض مفاجئ في مستويات الجلوكوز بالدم.
عند الرغبة في تجنب هذا التأثير الجانبي، يجب على مستخدمي الأنسولين اتباع نظام غذائي منتظم، وعدم إتباع مبدأ تخطي وجبات الطعام، والامتثال لتعليمات الطبيب بشكل دقيق خاصة فيما يتعلق بجرعة الأنسولين والوقت المحدد لتناولها.
إقرأ أيضا: 5 مبادئ للتحكم في نسبة السكر بالدم لدى مرضى السكري
ثالثا: الغثيان والقيء
قد يعاني بعض الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين من آثار جانبية مزعجة تتمثل في حدوث المعاناة من الصداع والغثيان والقيء أو أعراض تشبه الإصابة بالأنفلونزا وخاصة خلال الـ 72 ساعة الأولى من بدء إستخدام أي دواء أنسولين جديد.
على سبيل التوضيح، يمكن أن تحدث هذه الأعراض عندما لا يعتاد الجسم على الأنسولين أو بسبب إستخدام جرعات غير مناسبة منه. لذا فينصح بضرورة الإنتباه أنه في حالة حدوث ذلك الأمر، يجب على مستخدمي الأنسولين إبلاغ الطبيب لضبط الجرعة أو نوع الأنسولين الذي يجب أن يتم تناوله.
رابعا: ردود الفعل التحسسية
قد يعاني بعض الأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين من تفاعلات دوائية تظهر على الجلد في صورة الاحمرار أو الحكة أو الطفح الجلدي في موقع الحقن، وفيما يتعلق ببعض الحالات النادرة، فمن الوارد أن يحدث رد فعل تحسسي شديد للأنسولين طويل المفعول والذي يسمى بالحساسية المفرطة.
يجب العلم أن هذه الآثار الجانبية نادرة الحدوث ولكنها خطيرة وإذا حدثت، فيجب على المريض الاتصال بشكل فوري بالطبيب للحصول على المشورة الطبية المناسبة.
خامسا: آثار جانبية متعددة
بالإضافة إلى الآثار السابق ذكرها، فمن الممكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية الأخرى أيضا عند استخدام الأنسولين، بما في ذلك زيادة الوزن، والمعاناة من الجلد السميك (تراكم الدهون) أو المقعر قليلا (انهيار الدهون)، والإمساك، وخفقان القلب، وضيق التنفس.
الجدير بالذكر أنه عادة ما تكون هذه الآثار الجانبية نادرة جدا في الحدوث ويجب على المرضى مناقشة الطبيب إذا لزم الأمر لمراقبة ودراسة الحالة الصحية.
سادسا: آثار جانبية خطيرة
بعض الآثار الجانبية يمكن أن تكون خطيرة، ويجب عند حدوثها أن يتم التواصل بشكل فوري مع الطبيب، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأعراض في:
- الطفح جلدي أو الحكة في جميع أنحاء الجسم.
- الصفير، وضيق في التنفس الشديد.
- الدوخة الشديدة.
- سرعة ضربات القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- عدم وضوح الرؤية.
- التعرق.
- مواجهة صعوبة البلع.
- ضعف العضلات.
- الإصابة بالتشنجات.
- زيادة الوزن في وقت قصير.
- تورم في الذراعين أو اليدين أو القدمين أو الكاحلين أو أسفل الساقين.
في النهاية يمكننا أن نتغلب على تبعيات هذه الآثار الجانبية من خلال التواصل مع الطبيب بشكل دائم للعمل على اختيار دواء السكري المناسب حيث أن هناك العديد من الأنواع التي لها تأثيرات وآثار جانبية مختلفة، وما يناسب البعض قد لا يناسب البعض الآخر، فكل حالة تختلف عن الآخرى.