في العادة غالبا ما تصيب مشكلة إعتام عدسة العين كبار السن حيث يعد هذا هو الأمر المعتاد طبقا للمرحلة العمرية وتداعياتها الصحية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالشباب فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يحدث نتيجة التعرض للعديد من المسببات. من هنا قررنا أن نتعرف اليوم بمزيد من الفهم والتوضيح على أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الشباب بحالة إعتام عدسة العين المزعجة.
ما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى معاناة الشباب من إعتام عدسة العين؟
أولا: التعرض المفرط للأجهزة الإلكترونية
يؤدي الإفراط في استخدام الأجهزة ذات مصادر الضوء الأزرق الضارة إلى تدهور رؤية الشباب بشكل سريع، فالجدير بالذكر أنه من الوارد أن ينتج على هذا الأمر تزايد أمراض العيون والتي من الممكن أن تتمثل في إعتام عدسة العين.
وفقا لبعض الإحصائيات، فيقوم الشباب بقضاء حوالي 8 ساعات يوميا أو أكثر على اتصال بالأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوتر والهواتف وأجهزة التليفزيون حيث يعد هذا الرقم أعلى بمقدار 3 مرات من توصية منظمة الصحة العالمية، ومن ثم يصبح الأمر مؤذي جدا على صحة العينين.
ثانيا: التعرض للإجهاد العصبي
من الوارد أن يؤثر كل من ضغط العمل والدراسة والحياة بشكل سلبي على الشباب حيث يجعلهم مضطرين إلى أن يكونوا في حالة من النشاط باستمرار، وأن يبقوا مستيقظين لأوقات متأخرة ليلا، وأن يستيقظوا باكرا في الصباح، مما يترتب على ذلك عدم حصول أجسادهم على قسط كافِ من الراحة، وتباعا يجب أن تعمل العيون في ذلك الوقت بجد.
من هنا، يمكن أن يؤدي الضغط الكبير في العمل المفرط إلى تلف العصب البصري، وتدريجيا ينتج على هذا تدهور الرؤية بسبب عدم حصول العيون على قسط كاف من الراحة، وتدهور عملية النشاط، وحدوث الشكوى من أمراض العيون، بما في ذلك إعتام عدسة العين.
ثالثا: تعاطي المنشطات والمشروبات الكحولية
عند ممارسة بعض الأنماط الحياتية البغيضة والسيئة مثل تناول المشروبات الكحولية والسجائر والإفراط في شرب القهوة، فسوف يكون لهذا الأمر تأثير مباشر قوي على العقل، مما يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على الأعصاب البصرية.
الجدير بالذكر، أن روتين شرب الكثير من الكحوليات والبيرة يؤدي إلى تراكم الكحول في الدم، والذي لا يتم التخلص منه في الوقت المناسب ، مما يتسبب هذا الأمر في تسمم العصب البصري وتحدث المعاناة من أمراض العيون.
إلى جانب هذا، ووفقا للعديد من الدراسات والأبحاث فإن الأشخاص الذين يدخنون السجائر لديهم معدل إعتام عدسة العين أعلى بمقدار 2-3 مرات من الأشخاص العاديين أما فيما يتعلق بالأفراد الذين لا يدخنون ولكنهم يتعرضون بانتظام لدخان التبغ، فهم معرضون أيضا لخطر الإصابة بهذه الحالة المرضية.
يجب العلم أيضا، أن السجائر تقوم بإنتاج الجذور الحرة الضارة بأجسامنا وأعيننا، ولكن بالرغم من ذلك غالبا ما يسيئ الشباب من استخدامها كثيرا، مما يزيد هذا الوضع الخطأ من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين.
رابعا: تناول بعض العناصر الدوائية بشكل ذاتي
يمكن أن تحدث المعاناة من أزمة إعتام عدسة العين أيضا نتيجة التعرض لعدد من المضاعفات الصحية الناتجة عن بعض من الأمراض المزمنة الأخرى مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض العيون الأخرى مثل جفاف العين والزرق والتهاب القزحية وما إلى ذلك حيث يتم اللجوء إلى استخدام أدوية قوية مضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات والمضادات الحيوية والأدوية المضادة للحساسية لفترة زمنية طويلة.
الشيء المثير للقلق هنا بالنسبة للعديد من الشباب هو أنه عندما يرون علامات غير طبيعية في عيونهم، فإنهم يأخذون الرعاية الطبية في المنزل بشكل ذاتي، ويشترون قطرات العين مع الكورتيكوستيرويدات المضادة للالتهابات لاستخدامها، ومن ثم ومع إساءة الإستخدام والإفراط في مثل هذه الأنواع الدوائية، فسوف تصاب العين بحالة من إعتام عدسة العين.
خامسا: التعرض لبعض إصابات العين
من الوارد أن يتعرض الشباب الذين يقومون بالأنشطة اليومية من بعض الإصابات التي تصيب العين مثل الحوادث أو النتوءات أو جراحات العيون، ومن ثم تصبح عملية الرعاية والتعافي اللاحقة غير مضمونة، وعلى المدى الطويل، سوف يؤدي هذا إلى إصابة المريض بإعتام عدسة العين.
الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن يظهر هذا المرض مباشرة بعد تلك الإصابة ولكن يمكن أيضا رؤيته بعد سنوات عديدة.
سادسا: العمل في بعض الوظائف
من الممكن أن يتعرض الأشخاص الذين يعملون في بيئة معينة للضوء بكثافة كبيرة مثل الميكانيكا واللحام والنفط والغاز والتعدين وما إلى ذلك إلى حدوث هذه المشكلة الصحية.
على سبيل التوضيح تحتوي مثل هذه الأماكن على إشعاع مؤين كبير مع إمكانية عدم تجهيز هذه الأماكن بمعدات حماية العمال والنظارات الواقية، ومن ثم ينتج على هذا التسبب في التعرض لأمراض العيون مثل إعتام عدسة العين.
سابعا: البيئة الملوثة
في عصر التصنيع، تزداد كثافة غازات العادم والضباب الدخاني والتلوث في الهواء، مما يتسبب هذا الأمر في التأثير على البصر كثيرا.
إلى جانب ذلك، وفيما يتعلق بالأشعة فوق البنفسجية من الشمس فهي تعد ضارة جدا على الجسم وتسبب زيادة مخاطر الإصابة بإعتام عدسة العين خاصة بسبب تدهور طبقة الأوزون وتغير المناخ.
ثامنا: إتباع الأنظمة الغذائية الغير صحية
غالبا ما اعتاد شباب اليوم على العيش في عجلة من أمرهم حيث يفضلون تناول الأطعمة المصنعة، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والشحوم والمواد الحافظة السيئة، وعلى الجانب الآخر غالبا ما لا تحظى الخضار والفواكه الخضراء بشعبية في قائمة غذائهم اليومية.
من الهام معرفة، أن عادات تناول الطعام الخالية من نقص المغذيات تؤدي تدريجيا إلى اختلال التوازن الغذائي، وعدم توفير ما يكفي من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية اللازمة للعيون.