قد توارد إلى آذان البعض منا القليل من المعلومات عن إضطراب جنون العظمة ولكن الغريب أمامنا اليوم هو ظهور هذه الحالة الإضطرابية لدى كبار السن من خلال بعض الأفكار والسلوكيات الغير طبيعية. فالجدير بالذكر أن هذه تعد واحدة من أكثر المشاكل النفسية شيوعا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم الـ 60 عاما أو فيما فوق حيث تؤثر بشكل خطير على الصحة العقلية والبدنية للمرضى. لهذا الأمر سوف نتعرف اليوم بمزيد من التفصيل على إضطراب جنون العظمة لدى كبار السن وهل يعد هذا الأمر خطيرا على هذه المرحلة العمرية أم لا؟
ما هو جنون العظمة عند كبار السن؟
يعد هذا الإضطراب النفسي من الحالات الشائعة جدا التي تحدث لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عاما أو أكثر. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يظهر من خلال خوف الشخص المبالغ فيه وشكواه الدائمة إلى جانب مهاجمته لأفراد الأسرة بشكل لفظي أو فعلي حيث يحدث هذا بسبب عدم عقلانية أفكاره وتناسقها مع الواقع بصورة كبيرة.
يجب العلم أن جنون العظمة الذي يصيب كبار السن هو شكل من أشكال الفصام. لذلك، فمن الممكن أن يعرض الشخص المريض نفسه ومن حوله للخطر وهذا بسبب أن هذا النوع من الإضطراب يزداد شدة تدريجيا بمرور الوقت. لذا فيجب على العائلة المحيطة بالمسن ملاحظته دائما والعمل على علاجه في وقت مبكر لتجنب حدوث أي مضاعفات.
ما هي أسباب إصابة كبار السن بجنون العظمة؟
وفقا لآراء الكثير من خبراء الصحة العقلية، فإن هذا الإضطراب غالبا ما يحدث ويتطور نتيجة التعرض للعديد من الأسباب وفيما يلي سنقوم بذكر بعض الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب جنون العظمة لدى كبار السن:
- مرض الزهايمر.
- الورم في المخ.
- تعاطي بعض العقاقير الطبية.
- ضعف الإدراك.
- الهذيان.
- الخرف.
- الأعراض الذهانية المتأخرة بسبب المرض العقلي مثل الفصام، واضطرابات الهلوسة، والاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب.
- التهابات المسالك البولية.
- تلف الأوعية الدموية بسبب السكتة الدماغية أو إصابة الرأس أو انخفاض الأكسجين في الدماغ.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
إلى جانب ذلك، فيجب معرفة أن العديد من حالات المرض ليس لها سبب معروف إلى وقتنا هذا.
ما هي الأعراض الشائعة لإصابة كبار السن بإضطراب جنون العظمة؟
في كثير من الأوقات نحتاج دائما إلى النظر في وتيرة وشدة سلوكيات ذوينا من كبار السن، ففي حالة معاناة الشخص من بعض الاعراض الغير طبيعية فيجب علينا التنبه والقيام بشكل فوري لعرض المصاب على أخصائي نفسي مختص حيث تتمثل هذه الأعراض فيما يلي:
- القلق والذعر المفرط.
- الهياج الشديد أو الحذر.
- الإجهاد دون سبب واضح.
- الشعور بالإضطهاد دائما والمعاملة غير العادلة.
- كثرة سماع الأصوات الغريبة.
- رؤية أشخاص أو أشياء غير موجودة، ومن الوارد أن تكون هذه مشكلة في الرؤية أو أحد الآثار الجانبية للدواء المتناول.
- سماع أصوات وهمية لأشخاص يتحدثون في الخلف.
يجب العلم أن أعراض جنون العظمة لدى كبار السن تختلف في شدتها وتواترها بين المرضى حيث يتم تقسيمها إلى المستويات:
1) المستوى الخفيف: حيث يعاني المسن دائما من الأوهام وضعف الذاكرة وفقدان البصر والصداع النصفي والهذيان المتكرر. إلى جانب بعض الصعوبات في النشاط البدني، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية.
2) المستوي الخطير: في هذه المرحلة سوف يعاني المسن من بعض الاضطرابات السلوكية، إلى جانب تجنبه الاتصال بالآخرين، والتحدث بمفرده ، وسيطرة إضطراب جنون العظمة عليه.
وفقا للآراء العديد من خبراء علم النفس فمن الهام معرفة أن المسنين الذين يعيشون في بيئات اجتماعية غير ودية هم أكثر عرضة للإثارة الشديدة والحذر والقلق والتوتر مع تقدمهم في العمر. لذلك، يحتاج ذويهم إلى الانتباه للبيئة المعيشية لهم ومساعدتهم بشكل أو بآخر على تقليل التوتر.
كيف تتم رعاية المسنين المصابين بجنون العظمة؟
يعد تشخيص جنون العظمة لدى كبار السن أمر صعب جدا وهذا لأن هذا الإضطراب له العديد من المظاهر المعقدة والأقل اعتمادا على الثوابت أو القواعد. فيجب العلم أن رعاية كبار السن الذين يعانون من هذه الحالة النفسية الإضطرابية هي ليست بالأمر السهل.
يميل أصحاب هذا الإضطراب من كبار السن نحو تنفير أسرهم منهم، وتخويف مقدمي الرعاية لهم، على الرغم من أنهم يسهل التحكم فيهم، ويعرضون حياتهم للخطر إذا لم يتم الاعتناء بهم من قبل أبنائهم أو بعض من الأشخاص المقربون. في العموم سنقوم فيما يلي بذكر بعض طرق المساعدة الفعالة في العمل على رعاية كبار السن خلال هذه المرحاة:
- محاولة التعامل معهم بمزيد من الصبر وفهم الظروف المحيطة بهم قدر الإمكان.
- عد تجاهل أي سلوكيات متغيرة في طبع المسن حتى وإن كانت بسيطة حيث يمكن مع مرور الوقت أن تؤدي إلى مشكلات كبيرة.
- العمل على طمأنة المسن وتحديد مشاعره قدر الإمكان، وتجنب اللجوء إلى التفسيرات العقلانية خلال هذه المرحلة.
- القيام بالإحتفاظ بمذكراتهم السلوكية الناتجة المقدمة ممن حولهم حيث يساعد هذا الأمرفي تتبع تطوراتهم الإيجابية.
- المراقبة بعناية سلوك المريض وأسباب مروره بإضطراب جنون العظمة.
- الاحتفاظ ببعض السجلات السلوكية الخاصة بكبار السن كأداة مفيدة يتم إستخدامها للعلاج من قبل الأطباء
- إحتواء مصابي جنون العظمة من كبار السن عن طريق الإستماع لهم دائما وإظهار مشاعر الحب لهم.
- طلب المساعدة النفسية من الأطباء المختصين إذا لزم الأمر.
من الممكن أن نقوم بعلاج معظم حالات جنون العظمة عن طريق تدخل الطبيب في الوقت المناسب الذي سيقوم بوصف بعض مثبطات الإضطرابات ومضادات الاكتئاب. فالجدير بالذكر أن هذه الأدوية لديها القدرة على قمع الإضطراب، ولكنها لا تستطيع علاج هذا الوضع بشكل نهائي. لذلك، لا يسمح للمرضى مطلقا باستخدام الدواء بمفردهم دون وصفة طبية من أخصائي نفسي مختص.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يلجأ أفراد أسر المرضى المسنين نحو التواصل مع مجموعات العلاج بجنون العظمة لكبار السن في الأماكن المخصصة لذلك حيث يمكن أن يكون للعلاج الجماعي آثار إيجابية ودائمة على نفسية المريض.
إقرأ أيضا:
اضطراب الشخصية بجنون العظمة: كيف تكتشفي الإصابة بهذا الإضطراب ؟