مرض إلتهاب المرارة الحاد هو حالة من حالات التورم الشديدة التي تحدث داخل المرارة، حيث يعد من الحالات المرضية الخطيرة التي تحتاج عادة إلى العلاج في المشفى، وهذا بسبب الآلام الشديدة التي تنتج عنه، وتجعل المريض في أسوء أحواله لا يستطيع حتى النهوض، وممارسة مهامه اليومية، لذلك سنعمل اليوم على معرفة أعراض هذا المرض، والأسباب التي تؤدي إلى حدوثه مع طرق الوقاية السليمة.
ما هي أعراض الإصابة بإلتهاب المرارة الحاد؟
على عكس بعض أنواع آلام البطن الأخرى، يأتي مرض إلتهاب المرارة الحاد، فعادة ما يكون هذا الألم شديدا مستمرا، ولا يشفى منه في غضون ساعات قليلة، بالإضافة لذلك يوجد الكثير، والعديد من الأعراض الواضحة، والظاهرة التي تحدث عند الإصابة بهذا المرض، وأهم هذه الأعراض هي ما يلي:
- ألم حاد مفاجئ في الجانب الأيمن العلوي من البطن، ويقوم بالإنتشار نحو الكتف الأيمن.
- عادة ما يكون الجزء المصاب من البطن بإلتهاب المرارة طريا للغاية.
- التنفس العميق في هذه الحالة يؤدي إلى زيادة الشعوربالألم.
- الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة قد يصل إلى حد الحمى.
- الغثيان والقيء المستمر.
- التعرق الشديد حتي أثناء إنخفاض درجات الحرارة.
- فقدان الشهية بشكل ملحوظ.
- آلام شديدة في المعدة.
- يصبح البول ذو لون داكن.
- اصفرار الجلد، وبياض العينين ما يسمى (اليرقان)
- انتفاخ في البطن.
ما هي أسباب حدوث إلتهاب المرارة الحاد؟
يتم تصنيف أسباب حدوث التهاب المرارة الحاد إلى نوعان ألا وهما:
- التهاب المرارة الحصوي
- التهاب المرارة اللا حصوي
أولا: التهاب المرارة الحصوي
يعتبر إلتهاب المرارة الحصوي هو النوع الأكثر شيوعا من هذا المرض، حيث يمثل حوالي 95 % من نسبة الحالات المصابة، ويحدث هذا عندما يتم سد الفتحة الرئيسية للمرارة، والتي تسمى القناة الكيسية، بواسطة تواجد حصوة في المرارة، أو بواسطة تراكم مادة تعرف باسم الحمأة الصفراوية.
تعتبر الحمأة الصفراوية هي مزيج من الصفراء (سائل ينتجه الكبد يساعد على هضم الدهون)، وبلورات صغيرة من الكوليسترول، والملح، ويؤدي الانسداد في القناة الكيسية إلى تراكم الصفراء في المرارة، مما يزيد الضغط داخلها، ويتسبب في حدوث التهابها الشديد.
ثانيا: التهاب المرارة اللا حصوي
يعتبر هذا النوع من التهاب المرارة هو النوع الأقل شيوعا، ولكنه عادة ما يكون أكثر خطورة، من النوع السابق، حيث عادة ما يتطور كمضاعفات لمرض خطير أو عدوى شديدة أو إصابة بالغة تلحق الضرر بالمرارة.
غالبا ما يرتبط الإصابة بالتهاب المرارة اللا حصوي ببعض المشاكل مثل التلف العرضي للمرارة أثناء الجراحات الكبرى، أو الإصابات بعض الإصابات الخطيرة، أو الحروق، أو حالات تسمم الدم، أو سوء التغذية الحاد أو أمراض نقص المناعة.
إقرأ أيضا: هشاشة العظام.. الأعراض والأسباب وطرق الوقاية
ما هي خطوات تشخيص مرض التهاب المرارة؟
عند الرغبة في تشخيص مرض التهاب المرارة الحاد بشكل صحيح، يجب أن يقوم طبيبك بفحص البطن بشكل دقيق، حيث أنه من المحتمل أن يقوم بإجراء اختبارا بسيطا يسمى علامة مورفي، وفيه الطبيب يطلب من المريض التنفس بعمق مع قيامه بالضغط باليد على منطقة البطن المتمثلة في أسفل القفص الصدري مباشرة.
عند فعل الخطوات السابقة تقوم المرارة بالتحرك إلى أسفل أثناء التنفس، وإذا كنت الشخص مصابا بإلتهاب المرارة، فسيشعر بألم مفاجئ عندما تصل المرارة إلى يد الطبيب أثناء فحصه.
إذا تأكد الطبيب بعد الفحص من الإصابة بإلتهاب المرارة الحاد فسوف يتجه في الخطوة التالية إلى ضرورة إجراء مزيد من الاختبارات، والعلاج، وتتضمن الإختبارات التي قد يحددها الطبيب ما يلي:
- إختبارات الدم.
- فحص بالموجات فوق الصوتية لمنطقة البطن للتحقق من وجود حصوات في المرارة أو وجود مشكلات أخرى بالمرارة.
- الأشعة السينية، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
ما هي طرق علاج إلتهاب المرارة الحاد؟
إذا تم تشخيص المريض بالإصابة بمرض إلتهاب المرارة الحاد، فيجب عليه في هذا التوقيت التواجد داخل المشفي لتلقي العلاج المناسب لحالته، وأهم طرق العلاج هي:
العلاج الأول: المحافظة والإلتزام
عادة ما يتضمن العلاج الأول تنفيذ بعض الإجراءات الالتزامية التي تساعد بشكل كبير في تحسن حالة المريض، وهذه الإجراءات تظهر فيما ما يلي:
- الصيام لتخفيف الضغط عن المرارة
- تلقي السوائل من خلال بالتنقيط مباشرة عن طريق الوريدن وذلك لمنع حدوث الجفاف.
- تناول بعض أنواع الأدوية تحت الإشراف الطبي، وذلك لتخفيف الألم.
إذا كان لدى المريض حالة عدوى مشتبه بها، فسوف يقوم الطبيب بإعطاءه المضادات الحيوية، حيث تستمر مدة العلاج هذه غالبا أسبوع، وخلال هذه الفترة قد يحتاج إلى البقاء في المشفى، أو قد يتمكن من العودة إلى المنزل.
العلاج الثاني: التدخل الجراحي
من أجل منع تكرار التهاب المرارة الحاد، وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة محتملة، غالبا ما يوصى الأطباء المختصين بضرورة إزالة المرارة في مرحلة ما بعد العلاج الأولي، حيث يعرف هذا النوع من الجراحة باسم عملية “إستئصال المرارة”.
على الرغم من أنه من غير المألوف لنا، ولكن من الممكن إجراء بديل للتدخلات الجراحية يسمى “فغر المرارة”، الذي يتم عن طريق إدخال إبرة من خلال البطن لتصريف السائل الذي تراكم في المرارة، حيث يتم ذلك عن طريق الجلد، و إذا كانت الحالة في وضع مرضي شديد بحيث لا يمكن إجراء العملية الجراحية.
عند إتخاذ قرار التدخل الجراحي فسيحتاج الأطباء إلى تحديد أفضل وقت لإزالة المرارة، حيث في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية على الفور، أو في اليوم التالي، بينما في حالات أخرى قد ينصح بالانتظار حتى يتم علاج الالتهاب بالكامل خلال بضعة أيام لضمان السلامة للمريض.
يمكن إجراء التدخل الجراحي بطريقتين رئيسيتين:
- استئصال المرارة بالمنظار، وهو نوع من جراحة ثقب المفتاح حيث تتم إزالة المرارة باستخدام أدوات جراحية خاصة يتم إدخالها من خلال عدد من الجروح الصغيرة في البطن.
- استئصال المرارة المفتوح، حيث تتم إزالة المرارة من خلال شق واحد كبير في البطن.
الجدير بالذكر أيضا أن بعض الأشخاص الذين تمت إزالة المرارة لديهم قد أبلغوا عن أعراض الانتفاخ، والإسهال بعد تناول بعض الأطعمة، ولكن في العموم يمكن العيش حياة طبيعية تماما بدون مرارة فمن الممكن أن يكون العضو مفيدا، ولكن في حالة المرض يفضل الإستغناء عنه للمحافظة على صحة باقي الجسم، وفي مرضنا هذا يجب العلم أنه بالرغم من التدخل الجراحي، وإستئصال المرارة، ولكن سيظل الكبد ينتج العصارة الصفراء لإتمام عملية هضم الطعام الطبيعية.
إقرأ أيضا: إنخفاض الهيموجلبين في الدم.. أسبابه وأعراضه وطرق التغلب عليه
ما هي المضاعفات المحتمل حدوثها نتيجة إهمال علاج إلتهاب المرارة الحاد؟
بدون علاج مناسب، يمكن أن يؤدي الإصابة بإلتهاب المرارة الحاد في بعض الأحيان إلى مضاعفات قد تهدد الحياة بشكل كبير، وأهم هذه المضاعفات هي ما يلي:
- موت أنسجة المرارة، والذي يسمى التهاب المرارة الغنغريني ، حيث يتسبب ذلك في حدوث عدوى خطيرة يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم.
- إنقسام المرارة، والمعروف باسم المرارة المثقوبة، والذي يتسبب في إنتشار العدوى داخل البطن، أو يؤدي إلى تراكم القيح.
طرق الوقاية من التهاب المرارة الحاد
ليس من الممكن دائما الوقاية من حدوث مشكلة التهاب المرارة الحاد، ولكن يمكنك العمل على تقليل خطر الإصابة به عن طريق تقليل خطر الإصابة بحصوات المرارة، وأهم الخطوات الصحية المتبعة لذلك هي ما يلي:
- العمل على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وتقليل عدد الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الكوليسترول في الدم، حيث يعتقد أن الكوليسترول يساهم في تكوين حصوات المرارة بشكل كبير.
- تجنب زيادة الوزن، وحدوث السمنة، حيث تزيد السمنة من خطر الإصابة بحصوات المرارة. لذلك يجب علينا التحكم في الوزن عن طريق اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- يجب تجنب الوجبات الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، وفقدان الوزن السريع، لأن هناك أدلة على أنها يمكن أن تعطل كيمياء الصفراء، وتزيد بالفعل من خطر الإصابة بحصوات المرارة.