بالطبع سوف تعانين من نفسية سيئة مع تشخيصك بالإكتئاب الحاد الذي يصبح في ظله كل شىء مظلما , ويتخذ الأشخاص على أثره جانبا من الإنطواء والتقوقع فاقدين الشغف في ممارسة أي نوع من الأنشطة التي اعتادوا ممارستها سابقا , وعلى الرغم من وجود أمراض طبية مزمنة يشهدها العصر مثل ضغط الدم , داء السكري إلا أن أي شخص يكون واقع تحت تأثير ضغط وتوتر عصبي متواصل يصبح أكثر عرضة لخطر الإكتئاب الذي لايؤثر على حالتك المزاجية فقط بل يمتد تأثيره على الناحية العضوية أيضا حيث أن سيطرة القلق المستمر تؤثر سلبا على الصحة العامة للقلب , من هنا كان ولابد من وضع هذا الأمر في عين الإعتبار وعدم تجاهله بما يشكل مقدمة للتعامل الأمثل معه وصف العلاج المناسب .. وسوف نكشف من خلال مقالنا التالي أساسيات العلاقة بين الإكتئاب وصحة القلب .
هل توجد علاقة بين الإكتئاب والأمراض القلبية ؟
أكدت بعض النتائج التي توصلت إليها دراسات معينة بوجود علاقة ارتباط ذات أساس متين بين المشكلات العقلية وتحديدا الإكتئاب وبين ارتفاع خطر الإصابة بمشكلات القلب حيث يترك كلا منهما تأثيرا تبادليا على الآخر وبدرجة كبيرة , وتتخذ تلك التأثيرات أكثر من صورة على النحو التالي:
1-ارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الشائعة : قد لاتكون مشكلة قلبك أو تصلب الشراييين ضعف الأوعية الدموية راجعة إلى سبب طبي بل يمكن أن يتسبب سوء حالتك النفسية في أضرار جسيمة بالعضلة القلبية مما ينذر بزيادة فرص التعرض لمشكلات القلب والسكتات الدماغية المرتبطة بعدم وصول الدم لأحد شرايين الدماغ
2- الإضطرابات الهرمونية: تجلب الهرمونات تأثيرات متغيرة تنعكس سلبا على الصحة النفسية للفرد مما يترتب على ذلك ارتفاع احتمالات الإصابة بالإكتئاب جراء تحفيز الإفراز المفرط لهرمونات التوتر الرئيسية مثل الأدرينالين والكورتيزول والذي يرفع من مؤشرات ضغط الدم ,بالإضافة إلى تسارع معدلات نبضات القلب, وبالتالي التسبب في تعرض الأعية الدموية للضرر.
3- تنشيط عوامل حدوث الإلتهاب بالجسم : حيث يكون الأشخاص في ظل إصابتهم بمشكلة الإكتئاب وبعد تفاقم الوضع النفسي لديهم ليصبح أكثر سوءا معرضين بدرجة أكبر لخطر انتشار أنواع مختلفة من الإلتهابات في الجسم , مما يؤدي إلى التسبب في مشكلات صحية خطيرة تزيد من مضاعفات تصلب الشرايين وانسدادها ,وأضرار بالأوعية الدموية
4- عدم الإهتمام بإجراء بإدخال تعديلات في الأنماط الحياتية : والتي تشمل العديد من الأوجه التي يجب التركيز عليها مثل ممارسة الأنشطة البدنية , والحرص على إتباع عادات غذائية غير صحية , الإدمان على التدخين .
5-تجاهل أخذ أمر علاج الإكتئاب على محمل الجد أو اتباع أساليب علاجية معينة مما يجعل من السهل المعاناة من آثار المضاعفات الصحية.
اقرأ أيضا 9 علامات تدل على إحتمالية الإصابة بالاضطراب الاكتئابي
أنماط تأثير أمراض القلب على الاكتئاب
على العكس مما قمنا بذكرنا فقد يكون الإكتئاب عرضا من ضمن الأعراض التي تنتج عن معاناة الأشخاص من الأمراض القلبية فالأمر قد يتجاوز مرحلة الشعور بآلام صدرية فقط حيث تصبح فرص الإصابة بالإكتئاب في ظل المرض القلبي متزايدة:
- تترك الإصابة بخلل وظيفي ما في عضلة القلب تأثيرات جسيمة على الاشخاص مسببة الإرهاق النفسي المفرط الذي يتخلله شعور بالقلق مما يحفز عوامل الإصابة بالإكتئاب
- نتيجة حرص الأشخاص على الإلتزام بأنماط حياتية معينة بما يتناسب مع وضعهم الصحي والحالة الصحية للقلب لديهم فإن ذلك يضاعف من حجم الإنعكاسات السلبية على النفسية لتصبح سيئة ويصبح الشخص على حافة الإكتئاب
- يمكن أن ينشأ عن العقاقير العلاجية الخاصة بالقلب بعض الآثار الجانبية المصاحبة المحفزة لزيادة فرص الإكتئاب
طرق فعالة لتحقيق السيطرة على الإكتئاب وأمراض القلب
توصلت نتائج بعض الـأبحاث على ضرورة اتخاذ عدد من التدابير الإحتياطية لعلاج الإكتئاب ومشكلات القلب بجانب بعضهما البعض , وذلك بناءا على إشراف طبي حيث يتجه الطبيب إلى وصف العلاجات الدوائية وفقا للحالة الصحية تجنبا لظهور مضاعفات صحية:
- العقاقير الدوائية التي يقرها الطبيب بناءا على جرعات محددة
- العلاج السلوكي المعرفي من أشكال العلاج النفسي المفيدة أيضا في هذا الأمر التي تستهدف انعكاسات أفكار المريض على مشاعر
- ممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن
- اتباع بعض التقنيات المعززة للإسترخاء لحسن إدارة الإجهاد والتوتر.