مما لا شك فيه أن البيض يعد من أهم وأفضل الأطعمة المحتواه على الكثير من العناصر الغذائية الهامة والمفيدة لصحة الجسم حيث يتم تحقيق هذه الإستفادة عند تناول المعدلات الصحية الآمنة للجسم، ومن هنا نتساءل هل يعد أمر تناول الكثير من البيض من الأمور التي يمكن أن تشكل خطرا على بعض الأشخاص خاصة أولئك الذين يعانون من بعض الحالات المرضية؟ بالطبع نعم حيث يتسبب أمر الإفراط دائما في الكثير من النتائج العكسية. بشكل توضيحي مفسر قررنا اليوم أن نقوم بالتعرف على أهم الآثار الجانبية المترتب إصابة الجسم بها عند تناول البيض بصورة كثيرة ومفرطة.
الفوائد الصحية للبيض
يعد البيض أحد أفضل الأغذية ذات السعرات الحرارية المنخفضة حيث تحتوي بيضة على 6 جرام من البروتين، وكمية عالية بشكل مدهش ورائع من الدهون الأحادية غير المشبعة، والكولين المعزز للدماغ، وكذلك اللوتين والزياكسانثين، وهما من مضادات الأكسدة المعروفة بدورها الفعال في دعم صحة العين.
على جانب آخر فلا يحتوي البيض على أي نوعية من السكريات وهو عنصر منخفض الصوديوم بشكل طبيعي حيث قد أظهرت بعض الدراسات أيضا أن الأشخاص الذين يتناولون البيض هم أكثر عرضة لتبني نظام غذائي صحي يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المهمة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن.
من هنا يجب الآخذ في عين الإعتبار أهمية عدم تناول الكثير من البيض، خاصة مع أولئك الذين يعانون من بعض الحالات المرضية والذين يحتاجون إلى استشارة الطبيب المختص حول الكمية المناسبة التي يجب أن يتم إستهلاكها من البيض بشكل يومي.
المقدار الصحي الذي يجب تناوله يوميا من البيض
وفقا لآراء العديد والكثير من خبراء التغذية، فيمكن للأشخاص الأصحاء تناول 1 بيضة كحد أقصى في اليوم، وفيما يتعلق ببعض الدراسات الحديثة، فقد تم إثبات أن الشخص السليم العادي قد لا يتضرر من تناول سبع بيضات في الأسبوع.
على أرض الواقع، يعد البيض غذاء مغذي منخفض نسبيا في السعرات الحرارية والدهون المشبعة، وغني بالبروتين والفيتامينات والمعادن كما أنه يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية مثل اللوتين والزياكسانثين وهذه العناصر جيدة جدا لصحة العيون بالإضافة إلى الكولين الذي يساعد على دعم الدماغ والجهاز العصبي.
بالرغم من ذلك، يمكن أن تؤثر العديد من العوامل المختلفة على كمية البيض التي يجب أن يتم تناولها لكل فرد، ففي حالة المعاناة من أمراض القلب أو السكري، فيجب على الفور أن يتم التحدث إلى الطبيب لتحديد عدد البيض المنصوح بتناوله بشكل يومي أو أسبوعي.
الآثار الجانبية المترتبة على تناول الكثير من البيض يوميا
عند القيام بتناول الكثير من البيض بمعدل أكثر من 12 بيضة في الأسبوع، فمن الوارد أن يواجه الفرد بعض من الآثار الجانبية غير المتوقعة، والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
أولا: إكتساب الجسم للكثير من الكوليسترول
إلى وقتنا الحالي لا يزال هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان البيض عامة يقوم برفع الكوليسترول أم لا حيث يعتقد الخبراء أن الكوليسترول يتواجد في صفار البيض، ويساهم بشكل مباشر في زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، ومع ذلك، يبدو أن لبعض العوامل الأخرى في النظام الغذائي والتاريخ الصحي دورا هاما وتأثيرا قويا تجاه هذا الأمر.
بوجه عام يحتوي البيض على مستويات عالية من الكوليسترول، فعلى سبيل المثال تشتمل كل بيضة على 190 مجم، بينما يوصي الخبراء بضرورة ألا تزيد النسبة عن 300 مجم من الكوليسترول الغذائي يوميا.
بالإضافة إلى ذلك، وإعتمادا على الأطعمة الأخرى في النظام الغذائي، فمن الممكن أن يتم تجاوز بعض إرشادات الكوليسترول اليومية بسرعة بسبب تناول المزيد من البيض وبعض الأطعمة الأخرى.
ثانيا: زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب
يتفق معظم الخبراء والمختصين على أن تناول بيضة واحدة يوميا من الأمور الآمنة على صحة القلب ومرضاه حيث قد وجدت بعض الدراسات أن تناول بيضة واحدة تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لكن في حال القيام بتناول 3 أو 4 بيضات بانتظام يوميا كل صباح، فقد يؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على الصحة، فعلى سبيل التوضيح وعند تناول أكثر من 300 ملغ من الكوليسترول يوميا، فسوف يرتبط هذا الأمر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17٪ وزيادة خطر الوفاة بنسبة 18٪.
أكدت الدراسات الحديثة أن ارتفاع استهلاك البيض اليومي وارتفاع الكوليسترول الغذائي الكلي يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة. لذلك، يوصي أطباء القلب بضرورة تناول البيض باعتدال ليكون مفيدا لصحة القلب.
ثالثا: إحتمالية زيادة الوزن
عند القيام بتناول وجبة الإفطار المحتواه على البيض بشكل منتظم مع بعض الأطعمة الأخرى مثل النقانق والبطاطا المهروسة والفطائر السكرية والقهوة الكريمية ، فيجب العلم أن هذا الأمر سوف يترتب عليه إصابة الجسم بالزيادة في الوزن وهذا بسبب ارتفاع استهلاك السعرات الحرارية.
لذا فعند الرغبة في الحصول على الصحة والوزن الأمثل، فيجب محاولة إضافة المزيد من العناصر الغذائية الصحية إلى البيض مثل مكعبات الفلفل الحلو أو شرائح الطماطم للحصول على سعرات حرارية أقل أو من الممكن أن يتم اللجوء إلى قلي البيض بالدهون الصحية للقلب مثل الزبدة أو زيت الزيتون.
رابعا: زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري
من الممكن أن يؤدي تناول الكثير من البيض أيضا إلى زيادة مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، فعند قيام الأشخاص بتناول أكثر من 7 بيضات في الأسبوع، فسوف تتعرض أجسامهم للإصابة بمرض السكري من النوع 2 عن أولئك الذين تناولوا عدد بيضات أقل.
قد وجدت بعض الدراسات الأخرى أيضا أن روتين تناول البيض يحسن في الواقع من السيطرة على نسبة السكر في الدم وحساسية الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري ومرض السكري من النوع 2 حيث يحدث هذا عند تناول هذا الطعام بصورة معتدلة وهذا لتجنب المخاطر الصحية المحتملة.