يعد تناول دواء الأنسولين هو جزء أساسي في علاج مرض السكري من النوع الأول والثاني وبعض حالات سكري الحمل. فمن الهام معرفة أن الأنسولين يعتبر هرمونًا حيويا يمنح الجسم القدرة على استخدام السكر (الجلوكوز) كمصدر للطاقة. ولكن على الرغم من فوائد هذا الدواء الهامة، إلا انه يسبب بعض الآثار الجانبية المترتبة على تناوله والتي يجب علينا أن نقوم بمراعاتها وفهمها بشكل صحيح. لذا سوف نقوم بتحقيق ذلك من خلال سطور مقالنا القادمة.
أهم الآثار الجانبية التي تحدث عند تناول دواء الأنسولين؟
ينبغي على الأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين بشكل اساسي لعلاج مرض السكري أن يكونوا حذرين بشأن الآثار الجانبية الأكثر خطورة التي من المتوقع أن تحدث حيث تشمل هذه الآثار ما يلي:
أولا: الشعور بالإرتجاج أو الدوار
يعتمد الدوار الذي يحدث بعد تناول دواء الأنسولين على عدة عوامل، بما في ذلك الجرعة المستخدمة من الأنسولين، وتحديد نسبة السكر في الدم بعد تناول هذا الدواء حيث أنه من الوارد أن يشعر بعض المرضى بالدوار بشكل مؤقت بعد تناول الأنسولين، خاصة إذا كونوا لا يزالون في مرحلة التعود على الدواء. فعلى الرغم من أن الشعور بالدوار يمكن أن يكون مزعجا ومخيفا، إلا أنه لا يعد عارضة خطيرة بشكل عام في هذه الأوقات.
على صعيد آخر يعتبر أمر هبوط ضغط الدم الناتج عن تناول الأنسولين من أكثر الأسباب شيوعا للشعور بالدوار. فعندما يدخل الأنسولين إلى جسم المريض، يسمح للسكر بالدخول إلى الخلايا والمستوى العالي من الأنسولين يخفض مستوى السكر في الدم. وبالتالي، قد يحدث انخفاض في ضغط الدم ويتسبب في الشعور بالدوار والدوخة.
يجب العلم أن بعض الأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين لديهم خطورة أكبر نحو تطور الشعور بالدوار بسبب أن لديهم مشاكل في التحكم بمستوى السكر في الدم أو إذا كانوا يعانون من اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي أو القلب، أو إذا كانوا يتناولون أدوية أخرى قد تتفاعل مع الأنسولين.
في العموم عند الرغبة في التعامل مع الشعور بالدوار الناتج عن تناول الأنسولين، هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها. أولا وقبل كل شيء، يجب على المريض أن يحدد سبب الشعور بالدوار عن طريق التواصل مع الطبيب المعالج حيث قد يشمل ذلك الأمر القيام بإجراء فحوصات الدم لتحديد مستوى السكر في بداخله والتأكد من عدم وجود أي مشاكل أخرى تسبب هذه الحالة الصحية.
ثانيا: النقصان الحاد في مستوى السكر بالدم
النقصان الحاد في السكر بالدم، المعروف أيضا بمسمى الهبوط السكري أو “الهايبوغليسيميا”، هو يعد حالة طبية تحدث عند تناول الأنسولين بكمية زائدة عن الجرعة الموصوفة أو عند تأخير وجبة الطعام بعد أخذ الأنسولين حيث يحدث ذلك بشكل عام في حالات السكري من النوع الأول الذي يعتمد المرضى فيه على الحقن المتكرر للأنسولين للسيطرة على مستويات السكر في الدم.
يجب معرفة أنه عند تناول الأنسولين، فإن هذا الهرمون يعمل على خفض مستويات السكر في الدم بواسطة تحويله إلى الطاقة وتخزينه في الخلايا. ومع ذلك، إذا تم حقن جرعة زائدة من الأنسولين، فإن مستويات السكر في الدم سوف تنخفض بشكل حاد وسريع، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض مثل الدوار، والصداع، والعرق البارد، والخمول، والضعف، والترنح وحتى فقدان الوعي في الحالات الشديدة.
تعتبر حالات النقصان الحادة في السكر بالدم طارئة حيوية، حيث قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التدخل للتعامل معها بشكل سريع وصحيح حيث قد يحدث ذلك خلال فترة الصيام. لذا يجب علينا توفير المعرفة اللازمة للأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين بشكل منتظم حول أهمية عدم تفويت وجبات الطعام وكذلك توقيت الأنسولين الصحيح بالنسبة لهم.
تعد الوقاية من النقصان الحاد في السكر بالدم أفضل من العلاج، ولذلك يجب على المرضى الالتزام بجدول ثابت لتناول الطعام والأنسولين، وتجنب الحقن بجرعة زائدة. إلى جانب ذلك فيجب على مرضى السكري دائما حمل مصدر للسكر السريع مثل العصير أو الحلوى، وهذا لتعويض السكر الضائع في الجسم بسرعة في حالة حدوث أعراض النقصان الحاد في السكر بالدم أما بخصوص الحالات العصبية أو غير المستجيبة، فيجب الاتصال بالطبيب المعالج المختص للعمل على تلقي المساعدة الطبية السريعة.
ثالثا: الحساسية أو الاحمرار في موقع الحقن
يجب علينا جميعا العلم أن حقن الانسولين تعتبر طريقة علاجية يتم من خلالها اختراق الجلد بواسطة إبرة ذات حجم صغير حيث يمكن أن يسبب هذا الإختراق رد فعل مناعيا في بعض الحالات. إلى جانب هذا فقد يعاني بعض الأشخاص أيضا من حساسية جلدية بسبب الانسولين نفسه، أي أن جزء من الجلد يتفاعل مع الانسولين ومن هنا يحدث رد فعل تحسسي.
تظهر أعراض حساسية الجلد والإحمرار عادة في منطقة الحقن، وتشمل العوارض المحتملة احمرار وتورم وتهيج الجلد الذي يمكن أن يسبب حكة شديدة وحرقة. بالإضافة إلى إمكانية إصابة بعض الأشخاص بالطفح الجلدي الشديد أو ظهور بثور صغيرة في المنطقة المصابة.
في العموم وعند المعاناه من حساسية الجلد والإحمرار عند تناول حقن الانسولين، فيجب العمل على استشارة الطبيب لتقديم الاستشارة والتشخيص المناسب حيث قد يقوم بوصف زيادة بتركيز الأنسولين في الحقن بشكل تدريجي أو قد نحتاج إلى تغيير نوع الانسولين الذي نستخدمه بشكل كامل.
علاوة على ذلك، فيعد أمر إتباع تقنيات الحقن الصحيحة من الأمور الهامة التي تقوم بمنع حساسية الجلد والإحمرار حيث يجب التأكد من تنظيف المنطقة المراد حقنها جيدا بالماء والصابون، ثم استخدام إبرة جديدة لكل حقنة، والعمل على تغيير مكان الحقن عند كل جرعة، لتجنب تهيج الأماكن المتكررة.
رابعا: زيادة الوزن
إن زيادة الوزن بسبب تناول حقن الأنسولين من المشاكل المحتملة الشائع حدوثها التي قد تواجه مرضى السكري من النوع الأول. فبينما يعتبر أمر الحقن بالأنسولين ضروريا للسيطرة على نسبة السكر في الدم، إلا أنه قد يساهم في زيادة الوزن عند البعض.
من الهام جدا معرفة أن الأنسولين يساهم في تنظيم مستوى السكر في الدم ويعزز استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة. ولكن عند تلقي جرعات أنسولين إضافية، قد يؤدي ذلك إلى تخزين المزيد من السعرات الحرارية كدهون في الجسم بدلاً من تحويلها إلى طاقة. لذا يؤدي زيادة معدل تخزين الدهون بالجسم إلى زيادة الوزن بشكل ملحوظ.
إلى جانب ما سبق ذكره فإن الأنسولين يؤدي إلى زيادة الشهية لأنه عادة ما يؤثر على مركز الشبع في الدماغ ويعزز الرغبة في تناول الطعام. ونتيجة لذلك، يميل الأشخاص الذين يتناولون حقن الأنسولين إلى تناول كميات أكبر من الطعام والوجبات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية، مما يزيد هذا الأمر من فرص الزيادة في الوزن.
في العموم يجب على مريض السكري أن يقوم بالتحلي دائما بالعزيمة والإصرار نحو إتباع الأنماط الغذائية الصحية والجيدة والبعد عن تناول الدهون والعمل على تنظيم وجباته الغذائية إلى ضرورة إعتماده أمر ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على وضعه المرضي بشكل صحي سليم.
خامسا: آلام المعدة
عند تناول حقن الأنسولين فإنها تتسبب في زيادة تدفق الدم إلى المعدة والأمعاء، مما يؤدي هذا إلى زيادة الضغط على بطانة المعدة. ومن ثم يتسبب هذا في ظهور آلام المنطقة المعوية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد البعض أن حقن الأنسولين يؤثر على تركيز الأحماض والإنزيمات في الأمعاء، مما يزيد من فرص حدوث المشاكل هضمية. وقد يؤدي ذلك لظهور الأعراض الهضمية المرضية مثل الغثيان والقيء والإسهال.
يجب العلم أيضا أنه من الممكن أن يؤدي تكرار حقن الأنسولين في نفس المنطقة إلى تهيج الجلد والأنسجة المحيطة. وقد ينتج عن هذا حدوث الإصابة بالالتهاب وتفاقم آلام المعدة وزيادة الشعور بالانزعاج.
في العموم عند الرغبة في تخفيف آلام المعدة الناتجة عن حقن الأنسولين، يمكن أن نعمل على تجنب تكرار حقن الأنسولين في نفس المنطقة.بالإضافة إلى ضرورة تناول الدواء بشكل صحيح حيث الجرعة المحددة وفقا لتوصيات الطبيب المعالج.