مع التقدم في العمر وكبر السن، فمن الوارد أن تتكون بعض الأورام الدموية في الدماغ وخاصة عندما تتمزق الأوعية الدموية الكبيرة وتتسبب بشكل مباشر في حدوث نزيفا، فالجدير بالذكر أن هذه المشكلة الصحية خطيرة جدا ويجب التعامل معها بشكل سليم. لهذا الأمر سنتعرف الآن بشكل مفسر على حالة المعاناة من الأورام الدموية في الدماغ عند كبار السن وطرق الكشف المبكر عنها لإحتواء الأمر قبل تفاقمه ووصوله إلى حد الخطورة.
أسباب ظهور الأورام الدموية في الدماغ عند كبار السن
يمكن أن تنبع الأورام الدموية الدماغية من حقيقة أن الأوعية الدموية في القشرة الدماغية لدى كبار السن تكون في حالتها الأضعف خاصة خلال هذه المرحلة العمرية، مما يجعلها أكثر عرضة للمخاطر وتسبب النزيف.
من ناحية أخرى، وكلما تقدمنا في العمر، كلما كان الدماغ في حالته الأصغر، مما يتسبب هذا الأمر في زيادة المسافة بين حمة الدماغ والجمجمة، ومن ثم يؤدي هذا إلى إجهاد الأوعية الدموية وفي حالة إصابة الرأس، فسوف تتعرض لمخاطر الإصابة بالنزيف.
الجدير بالذكر أيضا، أنه من الوارد أن يكون السبب في ذلك التعرض لحادث أو إصابة في الرأس أو نزيفا دماغيا بسبب سكتة دماغية، ومن هنا يمكن أن يسبب هذا الورم بعض المضاعفات الخطيرة التي تصل إلى حد الموت. لذلك، وعند التعرض لتصادم أو إصابة في الرأس، من الضروري الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لتلقي الفحص ومعرفة علامات الأورام الدموية الدماغية.
بوجه عام، قد تكون الأورام الدموية الدماغية أكثر شيوعا مع بعض المجموعات من الأشخاص خاصة في حالة الأورام الدموية تحت الجافية حتى لو كانت إصابة الرأس خفيفة. على سبيل التوضيح، تتمثل المجموعات التالية من الأشخاص المعرضين لخطر المعاناة من هذه الأزمة الصحية في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، والأشخاص الذين يتعاطون المشروبات الكحولية، والأشخاص الذين عانوا من إصابات متعددة في الرأس .
إقرأ أيضا: ضمور الدماغ عند كبار السن وأهم العلامات الدالة عليه
مظاهر الإصابة بالأورام الدموية الدماغية عند كبار السن
اعتمادا على السبب المحدد، سيكون لأعراض الورم الدموي الدماغي تطورات مختلفة، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه عادة ما تكون علامات الأورام الدموية الدماغية المؤلمة لدى كبار السن غير واضحة في البداية، وفي الغالب تظهر بعد 2 إلى 3 أسابيع من إصابة الرأس ومن الممكن أيضا أن تظهر بعد بضعة أشهر إلى سنة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن علامات الورم الدموي الدماغي لدى كبار السن ناتجة أيضا عن أسباب أخرى مثل العلاج بمضادات التخثر، والتي يصعب التعرف عليها، لأنه يمكن الخلط بينها وبين الخرف أو نقص التروية الدماغية العابرة.
عادة ما تحدث مظاهر الورم الدموي الدماغي بسرعة أكبر عند كبار السن بسبب السكتة الدماغية النزفية أو التمزق أو التشوه الوعائي الدماغي حيث يزداد ضغط الورم الدموي على الدماغ تدريجيا مع مرور الوقت، مما يؤدي الأمر إلى ظهور بعض الأعراض المرضية والتي تتمثل في الصداع الشديد والمفاجئ، والغثيان والقيء، والنعاس غير عادي، والارتباك والدوخة.
بالإضافة إلى ذلك، توجد بعض من المظاهر والعوارض الأخرى مثل ضعف في منطقة واحدة أو جانب واحد من الجسم، والتأثير على الذاكرة من حيث الضعف والفقدان المؤقت، وصعوبة في الحركة، وتقلب المزاج المتكرر، وصدور بعض الإفرازات والدم من الأنف والأذنين.
الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يتسبب ارتفاع حجم الورم الدموي داخل الجمجمة في ضغط المسافة بين الدماغ والجمجمة خاصة إذا لم يتم علاجه على الفور حيث من الوارد أن تظهر أعراض الورم الدموي الدماغي الأكثر حدة في صورة غيبوبة وفقدان الوعي. لذلك ، يحتاج كبار السن إلى الانتباه إلى العلامات الغير طبيعية والمقلقة والذهاب إلى المستشفى على الفور لتقليل مخاطر حدوث المضاعفات الضارة.
نصيحة الطبيب لتعامل كبار السن مع الأورام الدموية الدماغية
بالنسبة لكبار السن، لمنع وتقليل خطر الإصابة بالأورام الدموية الدماغية، فينصح بأن يتم استخدام الأجهزة المساعدة للتحرك مثل العصي والمشايات والكراسي المتحركة وما إلى ذلك، والعمل على ارتداء خوذة عند المشاركة في حركة المرور بواسطة المركبات مثل الدراجات والدراجات الكهربائية والدراجات النارية وارتداء أحزمة الأمان عند الجلوس في السيارة.
يجب الخضوع للفحوصات الطبية بشكل دوري والتي ينصح بأن تكون كل 6 أشهر للحد من مخاطر السقوط بسبب ضعف البصر. إلى جانب تلقي العلاج الفوري للحالات الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى أورام دموية دماغية مثل ارتفاع ضغط الدم والتشوهات الدماغية الوعائية وتمدد الأوعية الدموية الدماغية والسكتات الدماغية.
أما فيما يخص كبار السن الذين يتناولون مضادات التخثر، فهم يحتاجون إلى مناقشة هذه الحالة المرضية بالتفصيل مع طبيبهم المعالج، لمنع مخاطر الإصابة بالأورام الدموية الدماغية، بالإضافة إلى أهمية تفعيل أنماط التغذية المتخصصة لدعم تحسين الصحة العامة لكبار السن، وبالتالي الحد من السقوط بسبب ضعف الجسم.
فيما يتعلق بكبار السن الذين يعانون من أمراض مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الغدة الدرقية وأمراض الأعصاب وأمراض الأوعية الدموية… إلخ، فمن الممكن أن يكونوا أكثر عرضة لفقدان التوازن، والدوخة، مما يؤدي هذا الأمر سقوطهم والإصابة بالأورام الدموية الدماغية. لذلك، يحتاج كبار السن السيطرة على هذه الأمراض بشكل جيد، لتجنب حدوث أي تداعيات مرضية أخرى.