في مواجهة المضاعفات الفسيولوجية لمرض السكري والخطر الوراثي لنقل المرض إلى الأجيال القادمة، فقد يتساءل عدد كبير من الأزواج الذي يسيطر عليهم الكثير من مشاعر القلق: “هل يمكن أن ينجب مريض السكري طفل مصاب بهذه الحالة المرضية المزمنة؟” فيجب العلم أنه على الرغم من أن مرض السكري ليس معديا، إلا أنه ينطوي على مخاطر وراثية بالإضافة إلى التأثير على خصوبة كل من الرجال والنساء. في العموم هيا بنا من خلال موقعنا اليوم نتعرف على مخاطر الإصابة بمرض السكري وبالأخص عند الرغبة في إنجاب الأطفال.
هل يمكن للزوج المصاب بالسكري إنجاب الأطفال؟
يجب على الرجال المصابين بداء السكري أن يثقوا بأن أمكانية حدوث الحمل متواجدة بالفعل وأنهم قادرون على إنجاب طفل سليم ولكن هذا الأمر يحدث عند اتباع التوجيهات الطبية المناسبة، ومن خلال التحكم الجيد في مستوى السكر في الدم والاستشارة المستمرة مع أطباء السكري والحمل، حيث أن مرض السكري يؤثر على علم وظائف الأعضاء وما يترتب عليه من مخاطر وراثية.
ما هي آثار مرض السكري على فسيولوجية الرجال؟
عند التعامل مع مرض السكري بمزيد من التخاذل وعدم الإهتمام، فمن الوارد أن يترتب على هذا حدوث عدد كبير من الأزمات والمشاكل الصحية ومن أهمها التأثير على الفسيولوجية الذكورية لدي الرجال والتي سنقوم فيما يلي بالتعرف عليها تفصيليا:
أولا: يؤثر مرض السكري على وظائف الجهاز التناسلي للرجال حيث يتعرض الرجال المصابون بهذا المرض إلى مشكلات في الانتصاب، حيث يجد العديد منهم صعوبة في الحفاظ على انتصاب صلب ومستدام. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يعود إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب في العضو التناسلي، مما يعيق هذا تدفق الدم بشكل كافي إلى العضو وبالتالي يتسبب في صعوبة الانتصاب وضعف العزم الجنسي.
ثانيا: يرتبط مرض السكري بإنخفاض مستوى الهرمونات الجنسية لدى الرجال حيث يعمل السكر في التأثير على عمل الهرمونات المسؤولة عن الرغبة الجنسية وإنتاج الحيوانات المنوية، مما يؤدي هذا الأمر في النهاية إلى تدني الرغبة الجنسية وضعف القدرة على الإنجاب.
ثالثا: يمكن أن يتسبب مرض السكري في ضعف وتلف الأعصاب حيث إصابتها بالإلتهاب والتأكسد نتيجة إرتفاع مستويات السكر في الدم. فيجب العلم أنه من الممكن أن ينتج عن هذا التلف ألما شديدا وحكةً في الأطراف العلوية والسفلية، وقصورا في الإحساس الجنسي، مما يؤدي ذلك إلى التأثير السلبي على حياة الرجال والتقليل من رغبتهم في العلاقة الحميمة.
رابعا: يمكن أن يزيد مرض السكري من إحتمالية حدوث مشاكل في البروستاتا. فالجدير بالذكر أن هناك علاقة قوية بين مرض السكري وتكرار حدوث التهابات البروستاتا وتضخمها حيث أكدت بعض الأبحاث بأن مرضى السكري هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا.
ما هي نسب إنتقال السكري لأطفال الرجال المصابين بالسكري؟
يجب علينا معرفة أن الآباء المصابين بالسكري لديهم تأثير على الجنين حيث يظهر ذلك على النحو التالي:
- إذا كان الزوج مصابا بداء السكري من النوع الـ 1: فإن احتمالية نقله إلى الطفل هو 6٪.
- إذا كان الزوج مصابا بداء السكري من النوع الـ 2: فسوف يكون لدى الطفل فرصة إصابة بهذا المرض تبلغ 14٪.
إقرأ أيضا: جنس الجنين وعلاقته بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل
هل يمكن للزوجة المصابة بداء السكري إنجاب الأطفال؟
يمكن لجميع النساء المصابات بداء السكري، سواء كان هذا المرض من النوع الأول أو الثاني أو سكري الحمل أن يقمن بإنجاب أطفال أصحاء وهذا من خلال معرفة كيفية التعامل مع هذا المرض حيث التحكم في نسبة السكر بالدم جيدا قبل الحمل وأثناءه، والعمل على الخضوع للولادة المهبلية ومحاولة البعد عن الولادة القيصرية.
ما هي مضاعفات مرض السكري على الحمل؟
تشعر العديد من النساء المصابات بالسكري بالقلق بشأن قدرتهن علي خوض تجربة الحمل والولادة بسبب ما قد يترتب على هذا الأمر من مضاعفات صحية تؤثر على الأم والجنين والتي تتمثل في الآتي:
أولا: المضاعفات الواقعة على المرأة الحامل
ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل. بالإضافة إلى أن النساء خلال هذه الفترة هن أكثر عرضة أيضا لحدوث إنصمام للسوائل الأمنيوسية، والحمل الموسع الذي يتطلب اللجوء إلى الولادة القيصرية، بالإضافة إلى التعرض لمشاكل العين والكلى.
ثانيا: المضاعفات الواقعة على الجنين
من الهام معرفة أن الأجنة التي تصاب أمهاتها بمرض السكري أثناء الحمل هم أكثر عرضة للمخاطر عن المعتاد، وبالأخص إذا لم تحافظ الحامل على إستقرار نسبة السكر في الدم حيث يكون الطفل معرضا لخطر نقص السكر في الدم وارتفاع الوزن.
بعد الولادة، يكون الجهاز المناعي للطفل أضعف بكثيرا عن ذويه، لذلك فهو أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
ما هي نسب إنتقال السكري لأطفال النساء اللائي أصيبن بهذا المرض؟
يتسبب مرض السكري عندما يصيب النساء في زيادة نسب إصابة الجنين والطفل القادم بهذه الحالة المرضية حيث يتضح هذا من خلال الآتي:
- إذا كانت المرأة مصابة بداء السكري من النوع الـ 1: فسوف يرث نسبة 4 ٪ من الأطفال هذه الحالة المرضية.
- إذا كانت المرأة مصابة بداء السكري من النوع الـ 2 أو سكري الحمل: يبلغ هنا المعدل الجيني مع هذه الدرجات من المرض حوالي 14٪ ، وهو نفس معدل الرجال المصابين بالمرض.
يجب العلم أنه من الممكن أن تزداد إحتمالية إصابة الأطفال بمرض السكري، وبالأخص إذا كان كلا الوالدين مصابين بمرض السكري، لذلك يجب الإنتباه لهذا الأمر بجميع الطرق والسُبل.